هكذا أُجهضت مخططات إسرائيل في لبنان
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
على عكس الاصوات المنتقدة التي علت داخل لبنان ضد المناورة العسكرية التي نفذها حزب ال اله، برزت الاصوات المطالبة داخل إسرائيل بعدم الاستخفاف بما كشفته هذه المناورة من رسائل لتل أبيب وضرورة إستيعاب وفك الشيفرات الكامنة وراءها.
مع تصاعد الغبار من موقع عرمتى في اقليم التفاح إيذاناً ببدء المناورة، بدأت مراكز الابحاث الاسرائيلية ووسائل اعلام العدو تحليلاتها لإستشراف ما يمكن ان يحل بإسرائيل في حال قررت خوض مغامرة ما ضد لبنان.
يُجمع المراقبون على ان الحزب لم يقصد من هذه المناورة إظهار قوته، او الكشف عن اسلحته لمجرد الاستعراض، معتبرين انه من خلال هذه المناورة الرمزية إستطاع إحباط مخططات العدو المستقبلية في حال قرر شن حربٍ على لبنان، فهو بعد هذه المناورة سيعدّ للألفِ قبل الاقدام على اية حماقة، حيث اشار المراقبون الى ان الحزب سحب زمام المبادرة من يد إسرائيل، بعدما ركز في مناورته على الطبيعة الهجومية للأعمال العسكرية، من خلال عرض سيناريوهات اقتحام مستوطنة وأسر جنود والسيطرة على آلية عسكرية معادية، وقدرته على القيام بهجمات من خلال الدراجات النارية، واستخدام الآليات السريعة والصغيرة المخصصة لعمليات الكوماندوس، حيث اشار مراسل الشؤون العسكرية في القناة “12”، نير دفوري الى ان “قدرات التشكيل ضد الدروع الخاص بالحزب الذي ظهر بالمناورة، يفترض أن يمنع غزواً برياً للجيش الإسرائيلي، وكذلك تشكيلات الراجمات المتعددة الفوهات المحمولة على سيارات متحركة، والتي تستطيع إطلاق الكثير من النيران في محاولة لتحدي منظومات القبة الحديدية”.
اما تفجير الجدار المشابه للجدار الأسمنتي على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وتكرار مشهد استخدام الدراجات النارية من أجل عبور الحدود، إحتل مساحة كبيرة في التحليلات الاسرائيلية، وشغل بال الاجهزة العسكرية التي رأت فيه بحسب ما نقلت وسائل اعلام العدو انه يمهد لخطوات قد يُقدم عليها الحزب في حال قررت إسرائيل شن حرب على لبنان.
فقد اشارت القناة “12” الاسرائيلية إلى أن تسمية المقاومة، المناورة بـ “سنعبر”، “يعبّر عن كل شيء، ومن أجل تجسيد ذلك، بدأت المناورة بمحاكاة لاختراق السياج الحدودي، وأنّ هذه الصور تتناسب مع السيناريوهات المعروفة والتي تشير إلى أنّ الحزب سيحاول الدخول إلى شمال إسرائيل خلال الحرب، في محاولة للسيطرة على المنطقة.
وعلى الرغم من ان جيش العدو إمتنع عن التعليق على المناورات، إلا ان المحللين الاسرائيليين أجمعوا على أن ذلك كان بمثابة تصعيد للحزب ومحاولة للردع، بحسب مراسل الشؤون العربية في القناة “13”، حيزي سيمنطوف، الذي اشار الى ان الحزب اراد التهديد أولاً، اضافة الى تمرير رسالة إلى إسرائيل، مفادها أنه هو فعلياً جيش منظم مع قوات خاصة وسلاح.
اما عن السلاح الذي انتظر قادة العدو ظهوره في المناورة، والذي “يسلب النوم من عيون المؤسستين الأمنية والعسكرية”، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فهو الصواريخ الدقيقة الخاصة بالحزب، والتي لم تُعرض في المناورة، فالحزب يُدرك بطبيعة الحال ان إسرائيل تستخدم تلك التدريبات كمصدر قيّم لجمع المعلومات، فكيف له ان يقدمها لها على “طبق من ذهب”، بحسب المتابعين.
الاهتمام الاسرائيلي بمعرفة اية معلومة عن هذه الصواريخ، كشفه تركيز وسائل اعلامها بصورة خاصة، على كلمة رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين، التي أكد فيها أن “الاحتلال الإسرائيلي سيرى فعل الصواريخ الدقيقة في قلب كيانه، إذا ارتكب حماقة لتجاوز قواعد اللعبة، وانه سيشهد أياماً سوداء لا مثيل لها”.
بدوره، اعتبر الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية موردخاي كيدار، انه من خلال هذه المناورة فهم الشرق الأوسط أن إسرائيل ضعيفة بعض الشيء، مشيراً الى ان “الدول العربية أدركت أنه قد يكون من الأفضل الانضمام إلى دول مثل إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية، بحيث يكون لديها ائتلاف لا يخفض رأسه في مواجهة الولايات المتحدة والغرب، الغارق تماماً في مراوحته بخصوص الردّ ضد الروس في أوكرانيا، وضدّ الصينيين في تايوان”، فالعالم بحسب كيدار اليوم “عبارة عن كتلتين، ولكلّ كتلة أجندتها وتحالفاتها الخاصة، إذ لم يعد أحد يقيم اعتباراً للولايات المتحدة، وهناك لاعبون رئيسيون آخرون”.