هزيمة العدوان آتية
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
يعيش حلف العدوان على سوريا حالة من التخبط في تلمس المخارج من مأزقه بينما تشير وقائع الميدان إلى أن الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تتقدم وتحرز انتصارات متلاحقة في مجابهة الحلف الأميركي الإسرائيلي التكفيري.
أولا: التحركات الأميركية السعودية الهادفة لاحتواء نتائج الهزيمة والفشل في سوريا تمحورت حول المحاولة الجارية لإعادة تنظيم الواجهات المعارضة العميلة بعد انتخاب تاجر المخدرات المرتبط بالسعودية احمد الجربا رئيسا لما يسمى بالائتلاف المعارض والذي طلب منه إعلان الموافقة على حضور جنيف 2 والغاية الفعلية من جميع الخطوات التي اتخذت مؤخرا هي تأهيل هذه الزمرة من العملاء والمرتزقة ليكونوا شركاء في الداخل السوري تعتمد عليهم القوى الاستعمارية والحكومات الرجعية العربية بقيادة السعودية كمركز ثقل وتأثير داخل البيان السياسي السوري القادم بعدما انهارت جميع أوهام إسقاط الدولة السورية وبدا واضحا منذ الإعلان عن صيغة جنيف 2 أن الإقرار بالهزيمة أمام الرئيس بشار الأسد هو القدر المحتوم الذي سيحكم أي تسوية دولية مبنية على معادلات القوة السورية ويبدو واضحا في هذا المجال أن الولايات المتحدة باتت اليوم في سباق مع الزمن لتأمين إخراج جدي يحفظ لها ماء الوجه في الإقرار بهزيمتها عبر صيغة جنيف 2 والهزائم التي تمنى بها العصابات الإرهابية تشير إلى أن الزمن لا يعمل لصالح الأميركيين فالتوازن الذي سيحكم أي تفاوض لاحق يقرره الميدان المائل أكثر فأكثر لمصلحة الدولة الوطنية السورية .
ثانيا: تروج الدعاية الغربية والإسرائيلية كلاما تجتره منذ بداية الأحداث في سوريا عن الصوملة والتقسيم وقد ترجمت الحرب العدوانية سعيا حثيثا إلى هاتين الغايتين من خلال إرسال كميات السلاح والمال الهائلة إلى العصابات الإرهابية وعبر محاولات فاشلة مستمرة لإحكام سيطرة تلك العصابات على منطقة سورية تستطيع أن تجعل منها مرتكزا لحركتها وتؤسس بها قاعدة ملائمة للتفاوض السياسي مع الدولة الوطنية.
سقطت أوهام التقسيم بقوة الموقف الشعبي السوري وبصلابة الدولة الوطنية المركزية وبتماسك الجيش العربي السوري الذي أثبت وبقوة أنه قادر على حسم الأمور حيث يتخذ القرار بذلك وقد بات محتضنا من شعبه بدون أي استثناء وحيث تتوسع حالة العودة إلى الدولة على صعيد المواطنين والمسلحين الذي ألقى الآلاف منهم أسلحتهم خلال الشهرين الماضيين والتمسوا العفو لدى الدولة وهذا مسار يترسخ ومعه تسقط كل الهندسة الأميركية والسعودية لمشاريع التقسيم والصوملة فمن الواضح أن الشعب السوري يريد إنهاء الفوضى والتمرد والعودة إلى الاستقرار الذي تكفله الدولة المركزية ويفرضه الجيش بعدما تساقطت جميع الأكاذيب السياسية المكونة لنفاق الواجهات العميلة وبعدما تعاظمت كلفة الإرهاب التكفيري على الشعب السوري في كل مكان من سوريا وسقطت الأقنعة الزائفة لقوى العدوان الاستعماري بمصنفاتها الخارجية والداخلية.
ثالثا: إن الإقرار الغربي المتواصل بتفوق الدولة الوطنية وجيشها في الميادين وبنبذ الشعب السوري لعصابات الإرهاب والمرتزقة الذين دعمهم الغرب واستمرار الأحاديث الغربية عن خطر جحافل التكفير التي حشدها الغرب ومعه حكومات تركيا والسعودية وقطر وتنظيم الأخوان، ذلك كله ليس سوى مؤشر حاسم إلى هزيمة المشروع الأميركي للعدوان على سوريا وليس غريبا في هذا التوقيت أن تبدأ الدوائر الإسرائيلية بتسريب التهديدات بحرب على سوريا يعلم المخططون الصهاينة أنها ستكون ورطة قاتلة للكيان الصهيوني بفعل منظومات القوة السورية وبوجود وثبات حلف وثيق بين الدولة السورية وإيران والعراق والمقاومة اللبنانية الموجودة على الأرض والقادرة على التحرك في لبنان وفي سوريا حيث يجب أن تكون لإلحاق الهزيمة بحلف العدوان إلى جانب الجيش العربي السوري والشعب السوري وقوات الدفاع الوطني السورية.
الأشهر المقبلة ستكون حاسمة وسينطلق فيها لهاث أميركا والغرب والسعودية إلى التفاوض السياسي ويبدو واضحا أن الجيش العربي السوري الذي يحكم قبضته على المنطقة الوسطى ويتقدم في دير الزور والحسكة والرقة وفي أرياف حلب وإدلب يستعد لمجابهات فاصلة مع عصابات الإرهاب والتمرد في سائر الأنحاء السورية وبرأي المراقبين فإن الأوهام السعودية والتركية حول إمكانية تحقيق انجاز استرتيجي في حلب تتهاوى تباعا والمعركة التي هربت في خان العسل تتساقط بنتائجها أمام حزم القوات السورية المسلحة التي تتقدم في عدة اتجاهات ويتوقع أن تتمكن الدولة السورية خلال الأشهر القادمة من السيطرة على المدن ومحيطاتها وتطهير معظم المناطق السورية من عصابات الإرهاب وفي التقديرات أن مطلع صيف 2014 سيشهد هذا الانجاز بنسبة كبيرة بحيث يتسنى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في مناخ طبيعي مع استمرار مطاردة فلول العصابات الإرهابية والتكفيرية.
رابعا الاختبار الذي يؤرق الولايات المتحدة وجميع أعوانها وبصورة خاصة المملكة السعودية هو تحدي الانتقال من دعم عصابات الإرهاب والتكفير إلى دعم جهود الدولة السورية في مجابهتها وهذا المبدأ هو شرط روسي معلن في أي تسوية تطرح في مؤتمر جنيف 2 وهو المعنى الحقيقي لما أعلنه سيرغي لافروف عن اعتبار أي تسوية ممرا إلى إنشاء تعاون بين الدولة والمعارضة في مكافحة الإرهاب والحقيقة التي يعرفها الغرب والرجعيون العرب على السواء ومعهم إسرائيل هي أن كل تأخير في التراجع عن المواقف الداعمة للتكفيريين في سوريا سيعفى الدولة الوطنية من الحاجة إلى التعاون مع أي كان فهي أعطت فرصا كثيرة لمن يرغب فعليا في التعاون لوقف العنف ولمحاصرة الإرهاب والتكفير وحين ستحقق الانجاز بقدرات شعبها وجيشها لن يكون من المنطقي أن تقبل بإشراك أي من الرموز والواجهات في المسار السياسي الجديد لبناء المعادلات السورية الداخلية ضمن الحوار الوطني الذي يشكل الالتزام بمكافحة الإرهاب وبنهج المقاومة شرطا ملزما للانضمام إليه كما سيكون بديهيا الطلب إلى الحكومات التي أرسلت عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب تحمل مسؤولية سحبهم من سوريا وليس فقط الكف عن إرسال المال والسلاح إليهم وهذا هو السؤال الصعب الذي أربك بندر بن سلطان في موسكو التي زارها لتلمس بوابة الدخول على المعادلات الجديدة في المنطقة بعد الهزيمة في سوريا.