هذا هو السبب الحقيقي وراء سحب السفراء من قطر!
نقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر مقربة من الحكومة القطرية قولها إن الدوحة لن ترضخ لمطالب دول الخليج الفارسي الثلاث لتغيير سياستها الخارجية.
وفي خطوة لم يسبق لها مثيل سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر أول من أمس الأربعاء وقالت إن الدوحة لم تحترم اتفاقا ينص على عدم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بحسب الصحيفة اللندنية.
وقالت مصادر عربية ان الخلاف الاساسي مع الدوحة يتركز على اعتبارها ما حصل في مصر انقلابا عسكريا، وقال مصدر بوزارة الخارجية القطرية ‘من حق كل دولة ذات سيادة ان يكون لها سياستها الخارجية الخاصة’.
وغداة قرار سحب السفراء من الدوحة بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هاتفيا، مع سلطان عمان قابوس بن سعيد مستجدات الأوضاع في المنطقة .
واشارت مصادر خليجية الى ان الاعلان الثلاثي الذي اصدرته دول السعودية والامارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر جرى الاعداد له من قبل الدول الثلاث قبل اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض.
وكشفت المصادر لـ’القدس العربي’ عن ان هذا الاعلان الثلاثي قطع الطريق على الوساطة الكويتية بين طرفي الازمة كما اجهض جولة خليجية كانت تعتزم الخارجية العمانية والكويتية القيام بها.
واوضحت المصادر المطلعة ان اقتصار الاعلان على السعودية والامارات والبحرين جاء على الرغم من الجهود التي قام بها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل لحشد تأييد خليجي أكبر للقرار. وتضمنت الجهود التي قامت بها الرياض على هذا الصعيد بحسب المصدر جولتين خليجيتين للفيصل عمل خلالهما على تسويق اتهامات لقطر تتعلق بملفات كسوريا واليمن وهي الاتهامات التي لم تقنع سلطنة عمان ولا الكويت، اما قطر فقد نفت من جانبها هذه الاتهامات خلال الاجتماعات الخليجية التي عقدت في الكويت وطالبت بتقديم ادلة عليها. وازاء هذا الخلاف فقد سعى امير الكويت الى محاولة القيام بوساطة بين السعودية وقطر.
في الوقت نفسه، اكدت مصادر خليجية ان الخلاف الثلاثي مع قطر ينصب على الشأن المصري، اذ تريد الدول الثلاث (السعودية والامارات والبحرين) ان تدعم قطر المشير عبد الفتاح السيسي عندما يترشح للانتخابات الرئاسية. ودللت المصادر الخليجية على كون الملف المصري هو محور الخلاف الحقيقي بين الدوحة والعواصم الثلاث بالانتقادات التي تعرضت لها الدوحة خلال الفترة الماضية من جانب مسؤولين خليجيين ووسائل اعلام خليجية، وهي الانتقادات التي التزمت الدوحة تجاهها بعدم الرد.
وكانت العلاقات القطرية ـ السعودية مرت بالكثير من التجاذبات بلغت اوجها ابان الصدام العسكري في منطقة الخفوس أوائل التسعينيات.
الى ذلك قال مصدر دبلوماسي عربي إن هناك توجها سعوديا بضم مصر إلى مجلس التعاون.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن مسؤولا سعوديا كشف لمسؤولين مصريين عن هذا التوجه، وذلك خلال اجتماع طارئ عقد مساء الأربعاء، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة على مستوى مندوبي الدول الأعضاء.
وأضاف المصدر الدبلوماسي بأن المسؤول السعودي قال إن بلاده ستطرح على الدول الخليجية خلال القمة العربية التي ستعقد في الكويت نهاية الشهر الجاري ضم مصر إلى مجلس التعاون.
وأرجع المصدر التحرك السعودي لضم مصر إلى الخلافات بين السعودية وقطر والتي تصاعدت الأربعاء مع استدعاء السعودية والبحرين والامارات سفرائهم لدى الدوحة.
وفيما لم يتسن الحصول على تعليق فوري بشأن ما ذكره المصدر من الرياض والقاهرة، لم يتضح بعد شكل انضمام مصر وفق التوجه السعودي إلى مجلس التعاون الذي هو منظمة إقليمية عربية مكونة من 6 دول أعضاء تطل على الخليج الفارسي خصوصا وأن مصر لا تنتمي جغرافيا لتلك المنطقة.
ومؤخرا، نقل تقرير نشرته صحيفة إلكترونية مصرية عن مصدر وصفته بالدبلوماسي أن دول مجلس التعاون تدرس إعادة هيكلة المجلس، لكي يسمح بانضمام دول عربية وأفريقية وبينها مصر من غير الدول المطلة على الخليج الفارسي.