“هآرتس”: حماس تقدم نموذجاً قتاليًا جديداً
كتب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، في موقع “هآرتس” ظهر اليوم إنه لأول مرة منذ بدء العدوان العسكري على غزة، يواجه عناصر المقاومة لحركة حماس برا الجيش الإسرائيلي وسط المناطق المأهولة بالسكان، وبالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة يتم بناء وتقديم نموذجا جديداً في المقاومة.
وكتب إن “ما يحدث في هذه الساعات في حي الشجاعية شرق غزة، قد يذكر مستقبلاً كحادث ساهم في صقل وجهة المعركة الحالية الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس. حيثيات تفاصيل المعارك الدائرة في القطاع تصل بشكل متقطع، فالجيش الإسرائيلي، يمتنع عن الإدلاء والإفصاح عن معلومات بهذه المرحلة، وبالمقابل في الجانب الفلسطيني، هناك تقارير كثيرة، قسم منها غير موثوق بمصداقيتها. ويدخل في هذا الفراغ، شبكات التواصل الاجتماعي التي تروج عبرها إشاعات مبالغ فيها”.
وتابع: “من خلال قراءة ومناقشة التقارير الواردة من الإعلام العربي والأجنبي، تتضح صورة، مفادها: بعد أن ركز الجيش بالتوغل والاجتياح البري للقطاع خلال اليومين الأخيرين، في تخوم قطاع الساحل الضيق بالجهة الغربية للجدار بين إسرائيل وغزة، حيث ركزت العمليات في الكشف عن شبكة الأنفاق، تم في ساعات الليل الزج والحشد بالمزيد من القوات البرية إلى داخل قطاع غزة”.
وتابع: “بحسب الجانب الفلسطيني، القوات البرية تقوم بتبادل كثيف لإطلاق النار في حي الشجاعية. المنظومة الدفاعية لحركة حماس، مجهزة ومعدة بشكل نصف دائري وأقواس، المنتشرة على طول الحدود مع إسرائيل حتى تصل إلى قلب مقر القيادة في غزة. حي الشجاعية، ليس كما شبكة الأنفاق التي دمرها الجيش في السابق، فهي جزء من منظومة الأقواس الداخلية، إذ ينتشر هناك كتيبة من عناصر حركة حماس يمتازون بقدرات قوية، أيضًا خلال الحملة العسكرية ” الرصاص المصبوب”، حيث نشطت في المكان وحدة جولاني، ووجهت بمقاومة جدية، وفي مواقع أخرى، فضل عناصر حماس عدم القتال ومواجهة قوات الجيش الإسرائيلي.
وقال هرئيل إن “حي الشجاعية ليس له مكانه مهمة من ناحية عسكرية، لكن على ما يبدو فرضية من خطط للعملية، أنه مواجهة واشتباك واسع مع عناصر حماس سيكبدها ضحايا وخسائر فادحة. إلى جانب ذلك، يمكن التقدير أنه حتى في حالة من هذا القبيل، هناك حاجة لمعالجة تهديدات الانفاق الهجومية، فهذه أول مرة يواجه عناصر حماس ويشتبكون وجها لوجه مع الجيش الإسرائيلي وسط المناطق المأهولة بالسكان”.
وخلص هرئيل إلى القول إن “أحداث نهاية الأسبوع تشير إلى أن حركة حماس تثبت في هذه المعركة روح قتالية قوية وتحاول دحر قوات الجيش، عبر الاستعمال المكثف والاستعانة بالأنفاق الهجومية حتى في نفوذ إسرائيل، وذلك تحسبا لهدم الجيش لهذه الأنفاق بغضون الايام القريبة، إلى جانب ذلك، تتميز هذه المحلة القتالية الحالية باستعمال حماس بصواريخ مضادة للدبابات من طراز “كورنط”، وهي الصواريخ التي استعملها حزب الله في الحرب الثانية على لبنان.