نَشْكُرُكَ بُوتِين..
موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مَروانْ سُودَاح*
م. يَليِنَا نيِدُوغِيَنا**:
نشكرك فلاديمير بوتين لمساعداتك الروسية الأُممية لإنقاذنا والشرق العربي بأكلمه من طاعون “داعش” والإرهاب الدولي، بكل تلاوينه ومُسمّياته وأزلامه ومشغّليه، وشكراً لك ولكل مُكلّف وجندي وضابط ومقاتل روسي على الأرض وفي الفضاء والبحر ووراء الأجهزة لِحصر وتكبيل الطاعون الأسود وتقزيمِهِ و”شطبه من الوجود”، فها أنتَ وجيشك الروسي العظيم تتجهّزون وتتحفّزون لعصر هذا الارهاب والإجهاز عليه بإرادتك الفولاذية، وبعزمك الأكيد الذي لا تلين له قناة.
من لا يعرف بوتين عن قُرب لا يعرف شيئاً عن شخص لا تلين له قناة، شديد المراس وقوي الشكيمة، صَلد لا يُكسر، وقويّ لا يَتزعزع، وهادىء لا يتأرجح، يَنطق بما يَفعل، سَاكنٌ سكون “صفحة الغطمطم”، وإعصارٌ إن مَسّ وطنه وحُلفاءه عدو..
عَرفنا بوتين الذي شَغل عدة مناصب رفيعة، أهمها نائب رئيس جامعة لينينغراد الحكومية في الثمانينات المنصرمة، ورئيس قسم الطلبة الأجانب في الجامعة، ورئيس منظمة الحزب الشيوعي الطلابية فيها، لكنه كان فوق ذلك كله، شخصية نافذة، إستراتيجية ومُقرّرة في مقره في “سمولني” – الذي قاد أنذاك مدينة لينينغراد وضواحيها المترامية الأطراف، التي هي المنطقة الثانية من حيث الأهمية في روسيا بعد موسكو، وتُعادل دولة متوسّطة بقدراتها المختلفة.
بوتين لَم يتغيّر ولم يتبدّل، برغم السنوات الكثيرة التي طَواها الزمان منذ ذلك التاريخ خلال الدراسة الجامعية “لأحدنا” وخلال قيادة بوتين للجامعة برمتها. فقد بقي القائد كما هو في سيرته وتطلعاته قائداً فذاً، لكنه “انتقل من جامعة الى وطن”، وبقي أيضاً قائداً في هدوئه ونظراته وفي عيونه “الباردة” والمُخِيفة حتى، وفي طِباعِه ومَشيته ونظراته الإختراقية الدّقيقة في “شيىء ما” وفي الوقت نفسه وهو مُطأطى الرأس “إلى تحت”، وكأنه يَبحث عن “شيىء ما” أو يمحص “بشىء ما”، أو يدرس “سُبلاً ما” لقيادة “عملية ما” مِن خلالها، وكل هذا يُشعرك فوراً بالرعب وكأن “شيئاً ما” مِن طراز جَلل سيحدث لا محالة بعدما يَنتهي القوي بوتين مِن التّمحيص في هذا “الشيىء” الكبير..!
ولفهم شخصية بوتين، من الضروري “التّعايش معه ولو عَن بُعد”. لقد كان “مَشهد بوتين” بالنسبة إلينا يَشي على الدوام بأنه في طور ترتيب تغيير جذري كبير يجب ان يكون ناجحاً وفاعلاً، وبالضبط هو ما حَصل سابقاً وما يَحصل اليوم، وهو كذلك ما حَصَلَ مابين الأمس واليوم بعقل وإرادة ويد بوتين الذي أنقذ روسيا من هوّة جُهنّمية وقَعرٍ لا قَرار له.
وشخصية بوتين لا ترى تراجعاً، ولا تحتمل الفشل أبداً. وهو الى ذلك يُحب الابتعاد عن الكِبار والصِّغار على حد سواء، لأن كُثرة العلاقات لديه، كما تخيّلنا رؤيته، يمكنها أن تَحرفه عن السّكة. فحتى في ذلك الزمان، كان الكل يتطلعون الى الحديث معه ولو لدقائق قليلة، وهو ما لم يكن مُحتملاً لكونه شخصاً مُفكراً بعُمق بقضايا كُبرى، فالصغائر لا تعني له شيئاً عندما يُمسك في يديه وبقوة بقرارات كبرى من شأنها تغيير الواقع.
كان بوتين وصحبه مجموعة مدّت يد المساعدة إلينا شخصياً دون تأفف وبلا تردّد، فقد كانت مساعدة حازمة وفائقة وفورية، وكان تفعيلها مُباشراً نحو قلب الهدف. لذا، كان النجاح “بوتيني” فائق، وتم دحر الخصوم والأعداء سريعاً، وربما تم توبيخهم أيضاً ولا نعرف، وبعضهم متلوّنون وباطنيون وعنصريون كانوا متخفين وراء مناصبهم في الحزب الحاكم.
نستذكر كل تلك “التطورات الجامعية” كما لو كانت اليوم، لنشكر بوتين وصَحبه الأجلاّء ماحيينا، وعلى رأسهم الرفيق الفولاذي والأخ – الإنسان “فايتيوغ”، لأنه وضع حداً نهائياً للتفرقة والانتقامية والتصيّد بالماء العكر، وأقصى اللاإنسانية وكراهية الإنسان للإنسان..
جَبلة بوتين لم تتغير اليوم، فقد بقيت “هي هي” (تُعالج الأسقام بدقّة جَرّاح يَقبض على سِكّينٍ) في غرفة عمليات بمشفىً الأزمتين السورية خاصةً و “الشرقية” عموماً. وشخصياً نثق بأن بوتين والتحالف الروسي – السوري ومعهم كل الحُلفاء والأصدقاء سيَنتصرون نصراً مُؤزّراً وحاسماً، فمن يَعرف شخصية بوتين يُدرك “مَن هو بوتين”، ويَعرف أن النصر قريب لا مَحالة، وإن كَثرت التعرّجات والمُستنقعات التي تُفضي إليه.
في الأزمة السورية، أو القضية السورية، لم يكن مطلوباً رأس دمشق أو رأس الأسد فقط، بل ومعهما مايزال مطلوباً رأس موسكو ورأس بوتين كذلك، ومِن بعده رؤوس كل عرب الشرق الشرفاء، بهدف “التسوية بالأرض” لكل المنطقة الواسعة الشاسعة الممتدة من القطب الروسي الشمالي إلى خليج عدن و “المندب” وسواحل الأطلسي، بل وأكثر بـِ”طمرها بالمِياه” فإخفائها وكأنها لم تكن.
تصوّروا معي: كم هو مُعقّد استئصال الارهاب من التراب السوري. فقد شنّ الطيران الروسي مؤخراً (أعلن عن ذلك يوم الجمعة10 مارس/آذار) نحو450 طلعة قتالية للتخلّص من نحو600 إرهابي فقط. وتصوّرا أيضاً كم كلّف ذلك الاستئصال وغيره من الاستئصالات الكثيرة للإرهابيين الخزينة الروسية من أموال وجهد وتخطيط وتنسيق وأعمال أخرى سرية كثيرة لا يُفصحون عنها، ليصلوا الى وضع يَقصمُ ظهر الإرهاب.
وإمعنوا معي التفكير أيضاً بأعداد المُكلّفين العسكريين والجنود والضباط والخُبراء الذين سقطوا من أبناء روسيا شُهداء، ومضرّجين بدمائهم على أرضٍ غير روسية، ليرسم هؤلاء الروس، سوياً مع الشهداء السوريين وشهداء الحُلفاء، بَسمة عريضة على جباهنا وعلى وجوه الأًمة، لتحيا في آمان الله ورعايته وبعين بوتين الساهرة التي لا يُغمض لها جفن، وعقله الذي لا يتوقف عن الإعمال بـِ”الأعمال” العظيمة التي ستخلّد التحالف العربي – الروسي وروسيا في الأُمم بتأريخ من نور.
فشكراً “قائدنا الجامعي” بوتين.. شكراً لَكَ أيا قائد روسيا العُظمى، شكراً لكِ روسيا بوتين، وشكراً للشعب الروسي الحَليف والعَظيم، شكراً لكِ روسيا الحانية – الأُم الرؤوم التي تجمعنا اليوم كما جَمعتنا بالأمس تحت جناحيها لنشعر بالأمن والآمان في أحلك الظروف، حيث ظلام الاستعمار والإرهاب القتّال وسفاكي الدهر الذين خرجوا مذعورين مِن “غي هنوم” الشيطانية الأبدية!
*رئيس ومؤسس راَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ بُوُتِيِن وَرُوسيِّهَ في الأُردُنِ والعَالَمِ العَربِي.
**رئيسة الفرع النسائي لِراَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ بُوُتِيِن وَرُوسيِّهَ في الأُردُنِ والعَالَمِ العَربِي.