نيافة الكاردينال… لا تصافحهم
صحيفة السفير اللبنانية ـ
أحمد طبارة:
أما وقد عزمت على زيارة أبناء الرعية في كيان يرفض وجود هذه الرعية، فإننا نحيي فيك هذا الإقدام في هذه الظروف القاسية حيث يتعرض المسيحيون والمسلمون لأشد أنواع الضغط كي يرحلوا عن ديارهم… وأكبر دليل على هذا الضغط هو ان الكيان الإسرائيلي الغاصب أعلن مؤخراً ان إسرائيل هي وطن لليهود ليس إلا، ومن لم يكن يهودياً فليبحث عن أرض سواها.
نيافة الكاردينال، نحن اللبنانيين، الاخصام الحقيقيون لهذا الكيان المصطنع، وبرفعك شعار «المحبة والشركة» يفهم هؤلاء العنصريون أننا من طينة أخرى ومشروعنا مختلف كل الاختلاف عن سياساتهم.
نحن في لبنان نقبل بعضنا بعضاً، ونريد ان نعيش معاً بفعل إرادة وليس بفعل غصب، ولبنان يا نيافة الكاردينال كما قال الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني رسالة، والرسالة ما هي إلا التفوق بالمحبة وقبول الآخر واحترامه. أما هم فليسوا إلا أهل شتات واغتصاب، يقومون بتغريم الفلسطينيين ذنباً ليس لهم فيه ذنب، وإذا كان لليهود ثأر فليأخذوه من أوروبا التي ظلمتهم وليس منا إذ كنا نعيش معهم باحترام ووئام.
نحن وإسرائيل العنصرية في حالة حرب، والحرب هذه حرب مفاهيم وليست حرب مدافع فقط. نحن العرب، مسيحيين ومسلمين، نريد ان نعيش معاً ولقد عشنا لقرون عديدة، أما هم (فشعب الله المختار)، ينكرون وجودنا ويرفضون إلا العيش مع أنفسهم.
نيافة الكاردينال، أيّدك الرب في هذه الزيارة القهّارة ولكن لنا منك رجاء… لا تصافحهم. فالمصافحة تحمل في طياتها الصفح… ونحن لن نقوم بذلك حتى يرجع أهل فلسطين إلى ديارهم.