نفط #داعش.. من #أوروبا إلى #إسرائيل وصولاً إلى مطارات #أميركا
تتواصل الضغوط التي تتعرض إليها عمليات النفط التابعة لتنظيم “داعش”، جراء الضربات الجوية التي تقودها الولايات المُتحدة الأميركية، وذلك بالتزامن مع تقدّم الجيش العراقي نحو مركز مدينة الموصل معقل التنظيم، الواقعة بالجزء الشمالي من البلاد.
فبحسب تقرير نشره موقع صحيفة forbes الأميركية، تحرّكت القوات العراقية نحو مدينة القيارة، الأربعاء 24 آب 2016؛ فيما أطلقت عليه وسائل إعلامية خط المواجهة المقبل لمساعي الجيش العراقي لطرد “داعش” من مدينة الموصل المترامية الأطراف.
ويسيطر “داعش” على حقول النفط بمنطقة القيارة، على مقربة من الموصل، منذ أن خضعت المنطقة لسيطرته قبل عامين، وحتى الآن؛ يتحكم التنظيم في حوالي 6 حقول مُنتجة للنفط بالعراق، حسب التقرير الذي نشر 26 آب 2016.
وتبعد القوات العراقية مسافة 2 كيلومتر فحسب من مركز القيارة، وحوالي 60 كيلومتراً من مدينة الموصل، بحسب ما نقلت سي إن إن، ووفقاً لهذه القوات؛ فإنهم سيحررون الموصل من قبضة التنظيم بحلول نهاية عام 2016؛ ولكنها ستكون معركة طويلة وصعبة، إذ إن داعش تحاول تقليل إمكانية الرؤية لدى الجيش العراقي، بإحراق ناقلات النفط وغمر الهواء بالدخان.
عمليات “داعش” النفطية لا تزال قائمة
بحسب تقديرات؛ لا زال “داعش” يسيطر على ما يقدر بثلث إنتاج سوريا من النفط، ويستخدم عائدات النفط في تمويل “دولة الخلافة” التي أعلن عنها في سوريا والعراق؛ ولكن إنتاج سوريا من النفط في الوقت الراهن يتراوح بين 30 إلى 40 ألف برميل فحسب في اليوم الواحد، في حين أن إنتاج البلاد سابقاً كان يبلغ 400 ألف برميل يومياً.
وفي سوريا؛ يُباع معظم إنتاج “داعش” من النفط إلى معامل تكرير خاصة أصغر حجماً (لا تنتمي للتنظيم) في شمال شرق البلاد، وذلك على الرغم من أن النفط الخام المكرر عادةً ما يعد أقل جودة كمنتج نهائي، وتبيعه معامل تكرير النفط لاحقاً بالسوق السوداء، إما إلى الحكومة السورية أو يتم إعادته إلى التنظيم.
وأشارت العديد من التقارير إلى أن “داعش” يحقق ما يعادل 3 ملايين دولار يومياً من عمليات النفط السوري، في حين تشكك البعض بهذا الرقم، قائلين إنه قد يكون أدنى من ذلك ليبلغ فقط بضعة مئات من آلاف الدولارات يومياً.
وتكمن المُشكلة لدى معامل تكرير النفط في استهدافها من قِبل أميركا؛ فالضربات الجوية عازمة على تدمير البنية التحتية لعمليات النفط التابعة للتنظيم، في حين أن تلك المعامل المُتضررة أو التي يجري تدميرها لا يتم تعويضها من قِبل “داعش”.
النفط العراقي
تعتبر عمليات “داعش” للنفط بالعراق أكثر تطوراً من نظيراتها بسوريا؛ فيقول ماثيو ليفيت، المُحلل لدى معهد واشنطون البحثي، إن تنظيم “داعش” قد احتكر شبكة واسعة من طرق التهريب وخطوط الأنابيب تحت الأرض، التي بُنيت قبل سنوات عندما كان صدام حسين بمنصبه، واستخدموا العديد من التكتيكات اللوجيستية التي استخدمها الزعيم العراقي السابق.
ويزعم المحلل لشؤون الشرق الأوسط، كايل ووكر أورتن، أن منطقة نينوي لا تزال المحور الرئيسي لعمليات تهريب النفط العابرة للحدود، في حين يعتمد التنظيم على السكان المحليين من التركمان -وهم ثالث أكبر أقلية عرقية بالعراق- لتشغيل شبكات التهريب، فإّذا سقطت الموصل وتمكَّن الجيش العراقي من إحكام القبضة عليها، فسيكون ذلك ضربة قوية لقدرة داعش على تمويل نفسها في شمال العراق.
ويسرق التنظيم كميات كبيرة من النفط من صهاريج التخزين وخطوط الأنابيب ومحطات الضخ.
وأوردت صحيفة Financial Times البريطانية في تقرير لها أن “تنظيم عمليات التهريب السورية والعراقية” بإمكانه تحقيق أموال طائلة من تهريب النفط إلى البلدان المجاورة، لا سيما تركيا والأردن وحتى إيران.
و اختتمت صحيفة International Business Times، في أواخر آذار 2016، تحقيقاً استغرق أربعة شهور حول عمليات النفط التابعة لتنظيم “داعش”.
وأفاد التقرير أن مدرج المطار الذي جُدد مؤخراً في بورتلاند بالولايات المُتحدة الأميركية قد جرى تجديده باستخدام أسفلت مُعَد من نفط خام من التنظيم.
كما يتم رصف الطريق السريعة لولاية فيلاديلفيا الأميركية من الخليط نفسه، وكذلك المئات من عمليات الحفر بشوارع مدنية نيويورك، وأضاف التقرير أن نفط “داعش” يتدفق على نحو دائم إلى أنحاء أوروبا وإسرائيل.
عمليات “داعش” النفطية تحت الضغط
لا تزال عمليات “داعش” النفطية تعاني خسائر، حتى بالتزامن مع معركة القوات العراقية لاستعادة الموصل. وصادف يوم 8 آب الذكرى السنوية الثانية للضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ضد عمليات النفط التي يُجريها التنظيم، وفي 27 تموز 2016، بلغت عدد الضربات الجوية التي شنتها الولايات وشركائها في التحالف إلى 14000 ضربة جوية في سوريا والعراق؛ بحسب ما نشر موقع ABC.
فقد شنت قوات التحالف وحدها أكثر من 1000 غارة جوية ضد أهداف نفطية تابعة للتنظيم، مما أثر على العائدات الشهرية بدرجة كبيرة.
ويحقق “داعش” 30 مليون دولار أميركي شهرياً من عملياته النفطية، ولكن عائدات النفط تراجعت لتبلغ 15 مليون دولار شهرياً، في بداية عام 2015، بحسب المتحدث باسم “عملية الموجة العارمة” التي يُجريها التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، كريستوفر غارفر.
يذكر أن العراق هو ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، ويمتلك خامس أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم، وتعتمد البلاد اعتماداً كبيراً على إيرادات النفط؛ إذ إن عائدات تصدير النفط الخام قد شكّلت 93٪ من إجمالي الإيرادات الحكومية في العراق في عام 2014، وفقاً لصندوق النقد الدولي (IMF).
وعلى الرغم من أن “داعش” يسيطر على العديد من حقول النفط شمال العراق، فإن 85٪ من إنتاج البلاد من النفط يأتي من حقول النفط الجنوبية.
المصدر: هافينغتون بوست