نصرالله والاسد وموسكو وطهران ….. ما سر لغة النصر؟
موقع سلاب نيوز ـ
سامي كليب:
قبل قليل انتهت كلمة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لمناسبة اليوبيل الفضي لمستشفى الرسول الاعظم. هذا الصرح الطبي ساهم في انقاذ حياة اناس كثيرين وصار فيه مركز خاص للقلب يعتبر الاهم في الشرق الاوسط بفضل طبيب عبقري اسمه د. محمد صعب تخرج في من فرنسا واخترع نظريات في زراعة القلب ومعالجة امراضه المستعصية.
المناسبة مهمة طبعا، ولكن الاهم أن معظم خطاب السيد نصرالله تركز حول اوضاع المنطقة وسورية. تحدث بلغة المنتصر. اتهم السعودية بعرقلة الحل السلمي. وقال بالحرف الواحد للمعرقلين : ” ان الزمن الآتي ليس لمصلحتكم ” .
من الصعب جدا فصل كلام السيد نصرالله عن ذاك الذي قاله الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلته قبل فترة مع قناة الميادين. تشابهت اللغتان. تقاربت الاتهامات. تلاصقت الخلاصتان ومفادهما يوحي بان المحور الممتد من روسيا الى بيروت مرورا بسورية وايران يتحدث بلغة المنتصر .
بدا ذلك واضحا ايضا من خلال كلام الرئيس الايراني حسن روحاني. فالشيخ الموسوم بالاعتدال قال صراحة ان الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره عبر انتخابات حرة يشارك فيها الجميع . هو يقصد ان لا شروط مسبقة حول رحيل الاسد قبل جنيف 2 . هذا ايضا قاله الاسد نفسه بتاكيده انه لا يرى مانعا في اعادة ترشيح نفسه .
يتزامن ذلك مع ارباك في اوساط المعارضة والائتلاف السوري قبيل جنيف 2 ، ويترافق مع احتدام الاشتباكات بين المسلحين على الاراضي السورية حتى كاد المرء ينسى ان ثمة احربا اخرى بين الجيش السوري وخصومه على الارض. ويتزامن خصوصا مع ارتفاع مستوى نقمة الائتلاف السوري وكذلك السعودية على اميركا والغرب .
من الصعب فصل كل هذه الاجواء عن التقارب والتفاهم والتلاقي بين روسيا واميركا. القطار الدولي صوب حل سياسي يسير سريعا. وفي طريق سيره ثمة من يعتقد بان ضوءا اخضر قد اعطي للقضاء على الاطراف المتطرفة الموسومة بالارهاب . ضوء يزداد قوة مع المديح المستمر من قبل الغرب لتعاون سورية في تدمير الاسلحة الكيماوية ، ومديح مماثل للانفتاح الايراني .
صارت مكافحة الارهاب اولوية، ومن غير المستبعد محاولات دفع الجيش الحرب للتقارب اكثر مع الجيش السوري لمحاربة الجبهات الاخرى التي تفرخ كل يوم فصيلا يقاتل فصيلا .
لم تعد دمشق تكلف نفسها عناء الرد على المعترضين، فهذا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقبله بساعات مسؤول العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف يقولان صراحة ان ممولي المسلحين والمعارضة الخارجية هم الذين يمنعون الحل السياسي .
لعل السعودية هي المستهدف الابرز في هذا الاتهام وتاتي بعدها تركيا ، وتليهما ربما بمسافة تزداد يوما بعد آخر قطر خصوصا ان المعلومات كثيرة هذه الايام عن رغبة قطرية بتغيير بعض مجاري الرياح والعودة الى لغة التقارب مع ايران ودمشق .
وفي اثناء كلام الروس هذا، كان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل يلتقي بمسؤولين اميركيين وآخرين من معارضة الخارج، بينما هيثم المناع رئيس هيئة التنسيق في الخارج ينتقل من الغرب الى روسيا الى ايران الى لقاء السيد نصرالله . خطوات يراد لها تشكيل وفد معارض الى جنيف 2 لمفاوضة السلطة لا يكون فيها الائتلاف هو المحتكر للحوار وانما هو جزء من تشكيلة اوسع .
فهل بدأ محور روسيا ايران سورية حزب الله وحلفائهم يشعر فعلا بالنصر وبان سورية نجت ، أم ان في الامر رفعا للمعنويات في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الازمة السورية .
لا شك اننا امام مشهد جديد ومهم، ولكن لا شك ايضا انه في هكذا تحولات يصبح الخطر الامني كبيرا… لا بل وكبيرا جدا قبل ان تستقر الامور على الصفقة المنشودة .