نجاح استراتجي جديد للجيش السوري وفر عمقاً آمناً لعدة مناطق في ريف دمشق
هجوم مباغت يطهر’الحسينية’ في منطقة السيدة زينب(ع)
موقع العهد الإخباري ـ
حسين مرتضى:
لم ينتظر الجيش السوري طويلاً بعد تطهيره لبلدة شبعا على طريق مطار دمشق الدولي، حتى شن معركة خاطفة في منطقة الحسينية على أطراف حي السيدة زينب (ع) استخدام فيها عنصر المفاجأة والهجوم السريع لمنع المجموعات المسلحة من الصمود دفاعيًا.
الهجوم الذي شنه الجيش السوري مع اللجان الشعبية كان وفق كل المعايير العسكرية هجوما خاطفاً، حيث استخدمت فيه الكثافة النارية من مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بهدف إلحاق أكبر قدر من الخسائر في تحصينات وخطوط دفاع المجموعات المسلحة، بالإضافة إلى التأثير على معنويات المسلحين.
وجاءت العملية العسكرية استكمالاً لعملية آمان السيدة زينب(ع)، والتي اطلقها الجيش السوري قبل أشهر، حيث بدأت بتقليص مساحة الحركة على المسلحين، وقضم الجغرافيا حولهم، وإطباق الحصار عليهم، ضمن قطاعات صغيرة، لا تملك أي دعم وامداد، فكان تطهير عقربا أولى العمليات لتأمين الطريق الواصل للسيدة زينب (ع) من طريق المطار، ثم جاء بعدها تطهير البحدلية الملاصقة للسيدة زينب خلال 66 ساعة فقط، ليحاصر المسلحين في حجيرة وغربة والمشتل، فكان تنظيف شبعا التي كانت تشكل أحد اهم معاقل المسلحين، عندها وبشكل تلقائي وقعت الحسينية والذيابية تحت حصار مطبق خانق.
التركيبة الديمغرافية للمنطقة بالإضافة الى توزع المساكن القريبة من بعضها، جعل المعارك في أطراف السيدة زينب (ع) من أصعب المعارك تكتيكياً، كون مساحة حركة القوات المتقدمة ضئيلة، ولا تساندها آليات ثقيلة، او تدخل من سلاح الجو، لذلك كانت المعلومات الأمنية والدقيقة التي اتخذ القرار العسكري على اساسها، بتنظيف الحسينية، ومنحت القوات المهاجمة مدة زمنية لا تتجاوز ستة أيام، لتنظيفها، حيث لم يغفل القرار العسكري تمركز العديد من المقاتيلن غير السوريين فيها.
اتخذ القرار .. تنظيف الحسينية استراتيجياً سيمنح الجيش السوري أفضلية على عدة محاور وبالذات منطقة السبينة وما حولها، بالإضافة الى تفكيفك القوة العسكريّة للمجموعات المسلحة في حي غربة، وإعادة تأمين الطريق الواصل إلى السويداء من نجها، بالإضافة إلى توسيع الحزام الآمن حول طريق المطار، وقطع طرق التنقل على المسلحين في بساتين الحجر الأسود ومخيم اليرموك ويلدا وببيلا.
كان الليل قد أرخى سدوله على القوات العسكرية التي تنتظر إشارة انطلاق الهجوم، وبعد انتصافه بقليل، استهدف الجيش السوري مقر قيادة المسلحين بالإضافة الى مستودع أسلحة ثم نقاط رئيسية لتمركز المسلحين، ليبدأ الهجوم البري من محور الحسينية ـ نجها، تساندها رشقات من الأسلحة المتوسطة والثقيلة جعلت التخبط يظهر على المجموعات المسلحة، التي كانت قد حصنت المنطقة باسلوب قشرة البيضة، أي أن الدفعات الاولى هي نقاط قوة إن سقطت، سقطت دفاعات المسلحين، ليبدأو بالفرار امام تقدم القوات البريّة للجيش السوري، التي بدأت بتطهير النقاط الرئيسية، في احياء الحسينية، بالتزامن مع دخول وحدات الهندسة، التي شرعت بتفكيك العبوات الناسفة، التي كانت معدة للتفجير عن بعد، ومستخدمين أسلوب التشريك الذي يسمح بانفجار عدة عبوات ناسفة بنفس الوقت.
وأكد مصدر ميداني لموقع “العهد” أن السرعة غير المسبوقة بالسيطرة على الحسينية تظهر تهاوي المسلحين وضعفهم وانهزامهم أمام أي عملية عسكرية في الريف الجنوبي وجنوب دمشق، وتؤكد قدرة الجيش السوري على واستعادة زمام المبادرة، وتحديد توقيت وتكتيك أي عملية، حسب رؤيته واهميتها.
وتعتبر الحسينية عسكرياً، من اهم النقاط التي يرتكز عليها تجمع المسلحين في عدة مناطق، اهمها الاتصال الجغرافي في منطقة الذيابية شمالاً، والبويضة حتى السبينة غرباً وامتداد مساحتها حتى طريق قصر المؤتمرات وطريق المطار شرقاً، وإشرافها على طريق نجها ـ السويداء جنوباً، ما يجعلها عمقاً استراتيجياً للمجموعات المسلحة، والتي اصبحت معزولة في مناطق لا تملك أي قدرة على الحركة والتنقل، أو على استخدام تكتيك الكر والفر، ما يجعلها تحت السيطرة النارية للجيش السوري، بالذات في احياء كغربة وامتداد الذيابية نحو السبينة، وفي الجهة المقابلة، كانت تعتبر منطلق قذائف الهاون نحو عدة مناطق آمنة، بالذات احياء السيدة زينب، وطريق المطار مؤمن بمسافة تعتبر حرم جديد له، تجعله في آمان أمام حركة المسافرين و تنقلات الأهالي.