نتانياهو بعد ترامب.. سقوط بعد هزيمة
موقع قناة المنار-
أمين أبوراشد:
القاسم المشترك بين هزيمتَي دونالد ترامب وبنيامين نتانياهو، أن الأول غادر البيت الأبيض بانقسام عامودي في الشارع الإنتخابي الأميركي بفارق نحو خمسة ملايين صوت فقط عن الفائز جو بايدن، وقسمة النصفين في مجتمع تعدُّدي ضخم ليست دليل عافية لناحية الثقة الجماهيرية، وبالتزامن غير البعيد، فازت الحكومة الجديدة التي أقصَت نتانياهو عن الحكم في إسرائيل بصوتٍ واحد (60 مقابل 59) من ثقة الكنيست، وبالتالي فإن كلا الطرفين، ترامب ونتانياهو، سقط في ساحة مُمزقة وترك خلفه شرخا سياسيا – إجتماعيا يستحق أن يُسجِّله التاريخ المُعاصر، لأن القاسم المُشترك الواهي، أن كلاهما هدَّد بإشعال حرب قبل رحيله لكنه لا يمتلك عدَّة وعتاد الحرب سوى في أوهامه.
في أميركا، تبدو كل التغييرات التي أحدثها جو بايدن حتى الآن على مستوى السياسة الخارجية، مُناقضة لكل نهج ترامب، سواء في ترميم العلاقة مع روسيا، أو العودة الى طاولة مفاوضات الملف النووي الإيراني، أو التسليم بفشل العدوان على اليمن وخوض حروب عبثية، مع الحرص على المزيد من تبريد أجواء الحرب الباردة مع روسيا خلال اللقاء الأخير بين بايدن وبوتين في جنيف، لكن كل هذه التغييرات الخارجية لا تُقاس بالتغيير الداخلي الذي أوردته رويترز منذ ساعات، عن قرار الكونغرس باستعادة حقه في إعلان الحرب بديلاً عن الرئيس الأميركي منفرداً، وفي هذا القرار محاولة منع تكرار التجربة مع أي رئيس متهوِّر من نوعية ترامب.
الأمر في “إسرائيل” أكثر تعقيداً، لأن الأحزاب الصهيونية المُتعارضة المُتباعدة، إئتلفت لإزاحة بنيامين نتانياهو ولو عبر حكومة تناقضات، والداخل الصهيوني “الشعبي” بات ضاغطاً سواء لجهة ملفات فساد نتانياهو، أم لجهة الهزيمة الماحقة التي جاءت كما الصفعة على تاريخه الأسود من المقاومة الفلسطينية خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، والإنتفاضة المواكِبة للمقاومة من الشعب الفلسطيني.
ونبقى في القاسم المُشترك الأهمّ، أن ما يعنينا في رحيل ترامب هو رحيل “صفقة القرن” الهجينة معه، ورحيل نتانياهو هو رحيل الهالة التي كان يُصدِّقها العرب قبل العام 2000، عن التفوَّق الإسرائيلي الذي مُرِّغ بتراب لبنان حين صهرت المقاومة فولاذ الدبابات بأشلاء جنود العدوان، واستكملت تسطير الملاحم عام 2006، وثبَّتت معادلة توازن الرُعب مع هذا العدو الى الأبد وهو ما تحاول استكماله المقاومة الفلسطينية حالياً في الداخل المُحتل.
القاسم المُشترك الأخير، أن وجود جو بايدن في البيت الأبيض لا يعني تغير سياسة الاستعداء والمصالح ضد منطقتنا، وكذلك لا يحمل نفتالي بينيت أو يائير لبيد أغصان الزيتون ولكن الأزمنة تتغيَّر، والثابت لدينا في الشرق الأوسط أن الإحتلالات الى زوال..