نتائج الانتخابات الرئاسية السورية
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
الأرقام التي حملتها النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة السورية كما أعلنت من دمشق تعكس واقعا حيا أكدته ملامح يوم الانتخاب الطويل الذي تحول إلى عرس وطني باعتراف المراسلين الغربيين الذين واكبوا الاستحقاق من وكالات وقنوات فضائية اميركية وأوروبية ولم يقدموا قرينة واحدة عن ضغط او ترهيب بل أفاضوا في وصف الاحتفالات والمسيرات التي تحدت الانفجارات والقذائف في بعض الأحيان ونقلوا أخبار تعطيل الجماعات التابعة للغرب لحق الانتخاب في مناطق سيطرتها واعتداءاتها التي فشلت في تعطيل تدفق الناخبين إلى مراكز الاقتراع.
أولا نسبة المشاركة تعتبر جيدة بالقياس إلى الأرقام المتداولة عالميا في الانتخابات الرئاسية وهي تعكس بواقعية تامة الرأي العام السوري وحقيقة وجود مناطق تحت سيطرة الجماعات المسلحة منع سكانها من الانتخاب ويضاف إليها منع حكومات الغرب والخليج وتركيا وغيرها للسوريين من التصويت في سفاراتهم لديها وبالتالي فإن رقم 73 بالمئة يبدو منطقيا بملاحظة نسبة السوريين الممنوعين والممتنعين بإرادتهم نتيجة موقفهم السياسي كما هي حال بعض الجماعات المعارضة في الداخل والخارج التي ذهبت نحو المقاطعة ورفضت المشاركة في الانتخابات ترشيحا واقتراعا وهذه ظاهرة تحصل في جميع الديمقراطيات المستقرة وفي الأحوال العادية أيضا.
إن مشهد المقترعين الذي نقل مباشرة عبر الشاشات كان معبرا وهو يدل على نسبة مشاركة مرتفعة والرقم الرسمي الذي أعلنته اللجنة العليا المشرفة يكتسب مصداقية كبيرة من مشاهد الثلاثاء الطويل في مراكز الاقتراع والساحات داخل سورية وعلى النقاط الحدودية التي استكملت طوفان السفارات التي شهدت اقتراعا والمغزى الوطني لنسبة المشاركة هو المؤشر على نسبة السوريين التي قررت الانخراط في الحياة الوطنية وفي العملية السياسية عبر الانتخابات التنافسية والديمقراطية التعددية انطلاقا من تمسكها بدولتها الوطنية وباستقلالها السياسي وبرفض التدخلات الأجنبية والانحياز الكلي لخيار الصمود والمقاومة .
ثانيا يجب ان نسجل لمنافسي الرئيس بشار الأسد في الانتخابات السيدين حسان النوري وماهر الحجار شجاعة تستحق التنويه وأمانة وطنية واضحة في المواقف التي أعلناها خلال العملية الانتخابية والأصوات التي حصدها كل منهما تمثل رصيدا جيدا لعمل سياسي وطني في إطار التعددية السورية المكرسة في الانتخابات وانطلاقا منها .
إن مناخ عملية الاقتراع في الخارج والداخل رسخ الانطباع بالرجحان الكبير لزعامة الرئيس بشار الأسد وما يمثله من قيم ومباديء في قيادته لخيار المقاومة ورئاسته للدولة الوطنية السورية وقد بدا واضحا ان السوريين اقترعوا لزعامة الأسد انطلاقا من إيمانهم بصلابته في الدفاع عن استقلال سورية وسيادتها وبحزمه في تبني الوحدة الوطنية للشعب السوري ومقاومته للعدوان الاستعماري على بلاده وكذلك بفعل تبنيه لخيارات وطنية واضحة لإخراج سورية من المحنة عبر الجمع بين خطي الحسم العسكري والمصالحات الشعبية والوطنية وسلسلة قرارات العفو ومن خلال مصداقيته الكبيرة التي أثبتتها التجربة في تبني خط الحوار ومنهج الاحتواء في الحياة الوطنية لجميع من يخالفونه الرأي على قاعدة الالتزام بالسيادة والاستقلال وبرفض التدخلات الأجنبية وبالتصدي للإرهاب والتكفير .
ثالثا معاني الحرية والكرامة الوطنية والمقاومة حضرت بقوة في اختيار الشعب للرئيس بشار الأسد ومعها حضرت تطلعات الناس لمستقبل سورية ودولتها الوطنية التي برز القائد الأسد بوصفه حامل مشروع إعادة تكوينها وبنائها على أسس عصرية تناسب تطلعات السوريين وآمالهم .
الشعب السوري انتخب رئيسا وزعيما وقائدا تحرريا يتحدى غطرسة المستعمرين وفجور المعتدين بثبات منذ انطلاق العدوان الاستعماري على سورية وهو يخوض معركة الصمود والمقاومة بينما تتطلع إليه القلوب والعقول في معركة إعادة البناء والتحديث والتطوير تجسيدا لتطلعات شعب فتي ومنتج لم يبخل بالشهداء فداء لوطنه .
الرئيس الأسد هو رمز عربي وعالمي كبير للتحرر الوطني ولمقاومة الهيمنة الاستعمارية وقد وهبه الشعب العربي السوري بصناديق الانتخاب شرعية تاريخية حاسمة تولد قوة دفع هجومية معنوية ومادية لملحمة الصمود والانتصار الذي أهدت سورية شركاءها وحلفاءها الكبار بعضا من ثماره قبل أن يتسنى لها الاحتفال به ناجزا ونهائيا على أرضها.
العالم الذي يتغير يحمل بصمة سورية نافرة وخرائط المستقبل العالمي والعربي ستحمل توقيعا سوريا نافرا لزعيم سورية المقاوم القائد بشار الأسد .