ناصف يسأل مشعل: هل تتذكر عندما قلت لي بأن بشار الأسد بدو ينسيك جمال عبد الناصر؟
موقع عربي برس الإخباري:
طرح الصحافي المصري عمرو ناصف على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل جملة من الأسئلة بعد مؤتمره الصحافي المشترك مع امين عام حركة الجهاد رمضان عبدالله شلح في مصر للإعلان عن الهدنة في قطاع غزة، واليكم ما جاء في رسالة ناصف الى مشعل:
الأخ أبو الوليد
تحية طيبة أرسلها لك من ضاحية بيروت الجنوبية، وكان بودي أن أحدثك مباشرة، أو عبر الهاتف، لكن أجندتي تحمل فقط ارقامك في دمشق، وليس فيها من سبيل إليك في أي عاصمة أخرى.
بالأمس: سجدت لله شكرا على ما انتهت إليه الأمور في غزة هاشم، ودعوت الله عز وجل أن يتقبل من شعب فلسطين قربانهم الذي يصعب حصر عدد شهدائه، وأن يتقبل قربان حزب الله المتمثل في مائة شهيد من خيرة شباب المقاومة رسموا بدمهم جغرافية وصول الصواريخ من حيث هي إلى حيث تعرف مشوارها الأخير ورحلتها الحاسمة إلى صدر الغطرسة الصهيونية.
وبعد الصلاة جلست القرفصاء ورحت في رحلة ذكريات طويلة بدأت بمحادثاتنا الهاتفية الطويلة إبان كنت في عمان، ومن بعدها في قطر إلى جلساتنا أنت وحمدين صباحي و(أنا) في بيتكم الأول في المخيم بسوريا، ووجبات الفروج البروستيد التي كنت أغص فيها من كثرة اعتراضك على انتقادي للرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي كنت تجتهد كثيرا لتقنعني بعبقريته، ومن بعده الرئيس بشار الأسد الذي طالما قلت لي (والله يا أبو حسين هادا اللي بيدو ينسيك جمال عبد الناصر). هل تتذكر؟ يومها كان معنا حمدين صباحي من جديد ومعه أمين اسكندر.. ومن قبل ومن بعد كنت تعيد علينا من جديد تفاصيل أكثر عن قصة محاولة اغتيالك، ثم تستدعي مرافقك (أبو سيف على ما أتذكر) لتعيد تقديمه إلينا.. فنتسابق في سؤالك: مرافق واحد فقط؟ فتجيب بابتسامتك المعهودة: في دمشق، فقط في دمشق على عكس كل عواصم العرب والعالم، لا حاجة أساسا لمرافقة أو لحراسة.. وكأن الله خلق دمشق يا أبو حسين لتحمي المقاومين.
استبد بي الشرود وأنا مازلت أجلس القرفصاء، وإذا بمحطة تستوقفني والرحال في هذه المرة حط بي في مكتب الأستاذ وليد المعلم، وهو شاهد على درس تعلمته منك وكان الحديث عن القائد (رغم كل شيء) ياسر عرفات رحمة الله عليه.. قلت لك: مازلت يا أبو الوليد أقول إن الجسد كله لو كره عرفات، تبقى في القلب نبضة ورجفة تترحمان عليه وتقران له بما يستحق، وكانت خلاصة درسك المكثف: أيها الفتحاوي القديم: ما من فصيل ترك الشام وكتب له الله البقاء على قوته.
ومن جديد يحط بي ترحال الذكريات عند احدى شقق المزة.. وقد تفضلت وأبديت انزعاجا من اصرار مرافقتك على تفتيشي… وكنت أنا أرى ذلك واجبا لا يجب التهاون معه.. لكنك كنت تقول: هذا من يصفه أبو هادي (سماحة السيد حسن نصر الله) بالمحب الصادق. فأسألك: بتحبة يا أبو الوليد؟ فتجيب: ومين إلنا بعد الله غيره؟
عزيزي أبو الوليد:
في المساء كنت على موعد مع مؤتمرك الصحافي المشترك مع الصديق الحميم الأخ رمضان عبد الله، ولا أخفيك: فقد أعجبني كلامك، وبخاصة انحيازك للشعوب.. لكن لعنة الله على سوء البث.. ورداءة الميكروفون، فقد نقلا بوضوح انحيازك لمن تمثله المعارضة من الشعب السوري، وفات البث والميكروفون أن ينقلا انحيازك للشعب البحريني والشعب الأردني، والشعب في الجزيرة العربية والحجاز، والشعب في الضفة الغربية والشعب الصابر البطل في فلسطسن 48.
أعجبني كلامك…… وتمنيت أن أكون بين الصحافيين لأسألك النصح وأستفهم منك أربعة أمور:
الأول: عن سر إصرار إيران على دعمكم رغم اختلافكم معها؟
الثاني: عن سر اعتراف أبو مازن بنصر 2012، على عكس 2008/2009؟
الثالث: أيهما أكثر حمية: شكرك وثنائك على الدكتور محمد مرسي واللواء محمد رأفت شحاتة على ما قدماه، أم شكرك لحسني مبارك وعمر سليمان على ما أسدياه؟
الرابع: وبه أنهي: عن رسالتك في هذه المناسبة لأخينا وحبيبنا الحاج عماد مغنية………
والفاتحة على أرواح الشهداء.