مَن يكسب معركة… كسب؟
يستمر «الحراك العسكري» في سورية على أشدّه… ففي الوقت الذي لم تنته بعد معركة القلمون التي يشنّها الجيش السوري بمؤازرة قوات النخبة في «حزب الله»، اندفعت قوات المعارضة عبر سلسلة من المعارك النوعية والمتنوعة لتعديل موازين القوى على الأرض من جهة ولحرف الأنظار عما جرى في يبرود من جهة اخرى، وهي المعارك التي تخوضها في عدرا ودرعا وحلب وحمص القديمة، ولعل أعنف تلك المعارك تجري في منطقة كسب الحدودية مع تركيا.
وأشارت التقارير الى ان معارك عنيفة تشهدها كسب، أقله لليوم الثاني على التوالي بعدما استُقدمت تعزيزات من الطرفين، وسط اصرار من قوات المعارضة على احداث ثغرة داخل منطقة اللاذقية الساحلية التي تُعتبر معقلاً للنظام.
وقال قياديون في غرفة العمليات المشتركة التابعة للجيش السوري النظامي لـ «الراي» ان «المعارك تدور على أشدّها حيث يتم تبادل القصف المدفعي في الليل والنهار في ما بات يُعرف بمعركة كسب حيث تجري المعارك داخل وعلى اطراف المدينة التي تقع على تلة استراتيجية»، مشيرين الى انه «لم تتضح معالم المعركة حتى الآن».
وأقر هؤلاء بأن «المعارضة استطاعت السيطرة على احد النقاط الأساسية الاستراتيجية في جبل العقرى، بينما لم تستطع احتلال المرصد 45 الذي مازال في يد القوات النظامية رغم هجمات متكررة شنتها قوات المعارضة للاستيلاء عليه».
وتحدث هؤلاء عن «انسحاب قوات المعارضة من جبل النسر ونبع المر بعد ان كانت احتلتها، والسبب وصول التعزيزات التي أُحضرت الى المنطقة من قوات النظام».
وكشف قياديو غرفة عمليات الجيش السوري عن ان «هجوم المعارضة يتمتع بقصف نقاطي دقيق من داخل الاراضي التركية مما يؤكد مشاركة جيش نظامي لديه معلومات ورصد دقيق ويستطيع اصابة الاهداف العسكرية بدقة»، لافتين الى ان «ذلك تزامن مع تحليق مروحيات تركية على طول الـ 65 كيلومتراً من الحدود المشتركة بين سورية وتركيا، من منطقة كسب الى اللاذقية».
وقال هؤلاء ان «هجوماً آخر شنّته قوات المعارضة على مسافة 30 كيلومتراً من كسب في اتجاه مدينة سلمى ولم تنته المعارك هناك، ومن المتوقع ان تستمر حتى الاسبوع المقبل»، مشيرين الى «ان القوات السورية تملك مخافر حدودية ونقاطاً عسكرية صغيرة استطاع المهاجمون مباغتتها لقلة عددها وعتادها، الا ان الوضع اختلف اليوم خصوصاً بعد ازدواجية الموقف التركي الداعم لدخول الجبهة الاسلامية وجبهة النصرة من اراضيه، مما يدل على ان تركيا لم تخرج من معادلة دعم المعارضة كلياً».
ولفت هؤلاء الى ان «هجمات المعارضة على اكثر من جبهة داخل سورية تهدف الى حرف النظر عما يجري في القلمون، حيث من المتوقع ان تبدأ العمليات العسكرية في شكل أوسع مع مطلع الاسبوع المقبل».