ميليشيا ريفي تخوض معركة «توحيد بندقية أهل السُنّة»
صحيفة الأخبار اللبنانية:
لم تهدأ جبهة باب التبّانة ــ جبل محسن. النفخ في نار المعركة مستمر. في الظاهر، لمع نجم «الحاج زياد علّوكة». لكن محرّك البيادق الفعلي على رقعة الشطرنج الطرابلسية ليس إلا اللواء أشرف ريفي. المؤتمن على أمن البلاد في الأمس القريب، ينشط اليوم في بناء تنظيم ميليشيوي جديد تحت اسم «أحرار طرابلس»
«أحرار طرابلس»، اسمٌ جديد لتنظيم وليد لم يُرفع الستار عنه بعد. فصيلٌ جديد سيخرج إلى الضوء قريباً، قوامه مقاتلون مخضرمون اشتهروا على ساحة الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبّانة. شعاره سيكون «الدفاع عن أهل السنّة وتوحيد بندقيتهم». وعلى رأسه، سيتربّع المدير العام لقوى الأمن الداخلي السابق اللواء أشرف ريفي. وفي هذا السياق، تكشف مصادر لـ«الأخبار» أن ريفي باشر إنشاء هذا التنظيم عقب إحالته على التقاعد. وتشير المعلومات إلى أنّ تمويل التنظيم سعودي في الدرجة الاولى، وتحت إشراف مدير الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان المكلّف بإدارة ملف سوريا ولبنان. وقد أدت «الرعاية البندرية» للواء المتقاعد إلى كثرة الحسّاد المستقبليين لريفي الذي لا يزال مسؤولون سعوديون يحتفظون باسمه مرشحاً لرئاسة الحكومة.
وتكشف المعلومات أن هذا «الحسد» انعكس ميدانياً بين المجموعات الموالية لريفي وتلك المدعومة من المستشار الأمني للحريري العقيد المتقاعد عميد حمود. أول هذه الاشتباكات المسلّحة وقعت في العاشر من أيلول الماضي بين مجموعة محمد مبسوط الملقّب بـ«أبو عذاب» الموالي لحمود ومجموعة «أبو علي جوهر» المؤيّد لريفي، على خلفية تعليق صورة للواء المتقاعد في باب الرمل. ولم يكن هذا الإشكال وحيداًً، إذ تعددت الاشتباكات المسلّحة بين «أبناء الخط الواحد» في «الصراع على الزعامة». آنذاك، تدخّل العميد المتقاعد من الأمن العام فضيل أ.، بوصفه مكلّفاً رسمياً من الحريري بالتنسيق بين العسكريين المتقاعدين في الجيش وقوى الأمن والأمن العام الذين يدورون في فلك المستقبل. عقب هذه الوساطة، تابع ريفي نشاطه في تنظيم المسلّحين تحت قيادته، فيما أظهر حمود موافقة شكلية على التنسيق مع ريفي، لكنه، على الأرض، واصل التخريب على المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي للحؤول دون سيطرة الأخير على ساحة حمود نفسه لكونه بدأ يستميل المسلّحين الذين يُدينون بالولاء للأخير.
في موازاة ذلك، تشير المصادر إلى أن ريفي يرغب في مواصلة التنسيق مع النائبين معين المرعبي وخالد ضاهر (كلاهما من عكار لكنّ لديهما أنصاراً مسلحين في طرابلس)، لا سيما لجهة مراقبة المجموعات الموالية للنظام السوري وحزب الله ومحاصرتها.
أما في ما يتعلّق بالمعركة الدائرة بين جبل محسن وباب التبّانة، فتنقل المصادر عن ريفي تعبيره في مجالسه الخاصة عن انزعاجه من نواب طرابلس، منتقداً كلاً من النوّاب محمد كبّارة وسمير الجسر والنائبين السابقين مصباح الأحدب ومصطفى علّوش، ويحمّل هؤلاء مسؤولية «تراجع تيار المستقبل في طرابلس»، داعياً إلى «السعي لاستبدالهم بآخرين لا يرضون بالتفريط بشرف أهل المدينة وكرامتهم». وهو يغمز بذلك من قناة كبّارة الذي دعا في أحد تصريحاته الجيش إلى «الضرب بيد من حديد في طرابلس»، وقد تساءل ريفي أمام مجموعة من زوّاره: «هل يُريد أبو العبد ضرب أهل مدينته بالحديد بدلاً من حمايتهم من جيش قراره ليس في يده؟».
وتنقل المصادر أن اللواء المتقاعد رفض وقف الاشتباكات الأخيرة بين باب التبّانة وجبل محسن، مصرّاً على «تلقين رفعت عيد درساً لن ينساه». ولذلك رفض المشاركة في الاجتماع الذي عُقد في منزل كبّارة، مستبدلاً ذلك بسلسلة اجتماعات مع مسؤولي محاور القتال. وعلمت «الأخبار» أنّه عرض على هؤلاء تزويدهم بالذخيرة والأسلحة. وأوضحت المعلومات أن مسؤولي المحاور الذين باتوا مرتبطين بريفي مباشرة، هم: محمد خ. وسمير م. وعماد ر. وحاتم ج. وشاب يُعرف بـ«أبو مصعب» في محلة القبة، إضافة إلى زياد ص. المعروف بـ«زياد علّوكة»، علماً بأن الأخير سوري الجنسية. كذلك تمكّن ريفي من استمالة طلال ع. و«أبو دعاس» ومجموعات صغيرة ناشطة على محاور التبّانة. وهو يرفع شعار « توحيد بندقية السنّة في طرابلس»، علماً بأن رأس حربة المعركة هو «علّوكة» على محور البرّانية، ومحمد خ. على محور ستاركو وبعل الدراويش، و«أبو مصعب» في القبّة. كذلك فتح ريفي علاقة مع السلفيين المتشددين، ممثّلين بالشيخ حسام صيّادي، الساعد الأيمن للشيخ كمال بستاني. وقد استفزّ كبّارة، إذ نقل مقرّبون عن الأخير قوله إن «المعركة معركة ريفي لكونه يريدها لإثبات وجوده العسكري في الشارع». وتشير المعلومات إلى أن ريفي تواصل مع كل من عامر أريش وسعد المصري محاولاً إقناعهما بالتخلّي عن الرئيس نجيب ميقاتي والالتزام معه، علماً بأن المصري امتنع عن خوض المعركة الأخيرة بطلب ميقاتي نفسه. وبحسب مصادر طرابلسية ميدانية، «فإن التوتّر قائم في معظم المحاور التي تدور في فلك ريفي، فيما تبدو المحاور الباقية أكثر هدوءاً ». والجدير ذكره هنا أن «معظم المسلّحين يُشاركون في المعركة إذا بدأت دفعاً لتهمة الخيانة عنهم، لكون الجبل مادة للاستقطاب الشعبي». وتختم المصادر: «ما دام جبل محسن ساحة جهاد باعتبار أن من يقاتل أهله كمن يقاتل (الرئيس السوري بشّار) الأسد، فلماذا يقطع المجاهد الحدود مكبّداً نفسه عناء المخاطر فيما يمكنه الجهاد من على سطح منزله في التبّانة؟».