ميدفيديف :الوضع في سوريا معقد ومأسوي والمبادرة الروسية جاءت في اللحظة المناسبة
رأى رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، في لقاء مع مديري منظمة وكالات الانباء لدول آسيا والمحيط الهادىء، من بينهم مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان صعب، في موسكو، “ان الوضع في سوريا “مأسوي جدا” وبدأ بالتدهور خلال فترة ولايته كرئيس لوزراء روسيا”.
وذكر “ان احدهم سأله في مؤتمر صحافي اذا ما كانت روسيا مستعدة الى جانب بلدان اخرى لاتخاذ قرار في شأن سوريا كما اتخذت في شأن ليبيا”، وقال:”أجبت في حينها اننا لن نقدم على مثل هذه الخطوة لاسباب كثيرة، أهمها ان الاحداث في ليبيا اخذت منحى دراميا تحت ستار القرارات التي اتخذها مجلس الامن، وأيدنا في وقت من الاوقات تلك القرارات الانسانية، غير ان تدخلا اجنبيا تم في الصراع الدائر حينها في ليبيا”.
وقال: “لم تؤيد روسيا يوما التدخل العسكري لحل المشاكل التي يمكن حلها عبر اللجوء الى وسائل اخرى في الدول ذات السيادة، ونحن نعتبر ان اي تدخل اجنبي باستثناء ما نص عليه ميثاق الامم المتحدة الذي يتضمن الحق في الدفاع عن النفس، عمل اجرامي غير مقبول”.
ورأى ان “التطورات التي تحدث في سوريا غير مقبولة”، وقال: “لسوء الحظ، فان الامور اخذت منعطفا دراميا واعتقد انه دليل اخر على ان اللجوء الى الحلول العسكرية غير مقبول في حل المشاكل المدنية”، داعيا “السوريين انفسهم الى ان يتعاملوا مع مشاكلهم على انها جزء من حوار بين الاديان على اساس الاجراءات المعمول بها والتي يجب تطبيقها محليا ودوليا”.
اضاف ميديديف: “اذا كان كل ما يجري في سوريا تحت ستار قرارات الامم المتحدة ويترافق مع امدادات ضخمة بالسلاح فاننا بالتاكيد لا ندعم ذلك”.
واعتبر “ان الامر معقد وقد تفاقم اكثر في اعقاب الاحداث المحيطة باستخدام الاسلحة الكيميائية، بغض النظر عمن استخدمها”، وقال: “ان استخدامها يعتبر جريمة ضد الانسانية ويجب التعامل مع الامر على انه جريمة دولية غير ان التحقيق يجب ان يتم وفقا للقواعد الدولية”.
وقال: “أعتقد ان المحادثات الروسية – الاميركية والمبادرة الروسية جاءت في اللحظة المناسبة لمنع تصعيد العنف والتخلي عن السيناريو العسكري لصالح عملية السلام”، آملا ان “يتم تنفيذ جميع الوعود بما في ذلك نزع السلاح الكيميائي والتوقيع على الاتفاقية من قبل الجانب السوري، هذا هو الحل الانسب، ويسعدني ان المبادرة الروسية لقيت اصداء ايجابية بما في ذلك من الولايات المتحدة”، مؤكدا انه “من المهم ان نعمل على ضمان تنفيذ اتفاق جنيف والاتفاقيات الاخرى”.
وأشار الى انه “من المهم ان تدرك كل دولة مسؤولياتها حيال ما يجري في الدول المجاورة”، وقال: “قد يكون لنا وجهات نظر مختلفة حيال ما يجري في الدول المجاورة وهذا امر طبيعي، غير ان روسيا تعتقد ان هذا يجب الا يستخدم كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى”، مشددا على ان “هذه الخلافات يجب ان تحل وفقا للقانون الدولي”.
ورأى “ان انتشار الجماعات الارهابية مثل القاعدة في العالم أثر على الامن، وان المحادثات ونزع السلاح الكيميائي الحل الامثل للعديد من المشاكل وعلى جميع البلدان بما فيها الكبرى المساهمة في انجاح هذا الامر لا في عرقلته، وهذا هو موقف روسيا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام