موجة قطبية “تاريخية” تضرب بلاد الشام والعراق

تتأثر منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وبلاد الشام بشكل خاص، بموجة برد قطبية قارسة، اعتباراً من يوم الأحد وتستمر حتى يوم الثلاثاء، يرافقها انخفاض قياسي في درجات الحرارة، حسبما ذكر موقع “طقس العرب”.

وفي التفاصيل حول الموجة القطبية أوضح موقع “طقس العرب” أن الكُتلة القطبية انفصلت عن القطب الشمالي واندفعت إلى المنطقة، مضيفاً أنه نتيجة لتمركز مرتفع جوي عملاق على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية وامتداده شمالاً نحو مناطق قريبة من القطب الشمالي، أجبر هذا المُرتفع كتلة قطبية على الانفصال والاندفاع نحو مناطق تركيا والعراق وبلاد الشام على هذا النحو. وتترافق هذه الكتلة القطبية مع درجات حرارة قياسية وغاية في البرودة في طبقات الجو كافة وأهمها السطحية.

وأشار إلى أن الكتلة سلكت مسار قاري، ما يعني أنها لم تعبر مُسطحات مائية واسعة وبالتالي حافظت هذه الكُتلة على خصائص قطبية قوية بالرغم من بُعدها عن القطب الشمالي، فمثلاً تنخفض درجات الحرارة عن المُعدلات المُعتادة في بعض المناطق التي ستؤثر عليها بأكثر من 20 درجة مئوية!

وبحسب نماذج المُحاكاة الحاسوبية والتي تقوم باستشعار حركة هذه الكتلة، فإن مختلف النماذج العددية باتت تُشير إلى تحرك مركز الكُتلة من أواسط الأراضي التُركية إلى وسط العراق مروراً بالمناطق الشرقية من سوريا. هذا لا يعني أنا باقي مناطق المنطقة بمنأى عن تأثيرات هذه الكتلة، بل أن الكتلة القطبية ستؤثر على عموم مناطق بلاد الشام والعراق وصولاً حتى الجزيرة العربية والخليج العربي.

وتصل مساحة الكتلة القطبية التي تؤثر على المنطقة إلى أكثر من 2.5 مليون كيلومتر مربع. حيث تغطي وتؤثر هذه الكُتلة على كل من تركيا، العراق، سوريا، الأردن، فلسطين، لبنان، الكويت، شمال ووسط المملكة العربية السعودية، وغربي الأراضي الإيرانية بالإضافة إلى الأجزاء الشمالية والوسطى من الخليج العربي. وتعتبر مساحة هذه الكتلة كبير فيما إذا قارنها بغيرها من الكتل الباردة القطبية السابقة التي اندفعت إلى مناطقنا.

ويُتوقع أن تسجل درجات الحرارة قيم قياسية من حيث البرودة، بحيث يُتوقع أن تُسجل مناطق البادية والصحراء في الأردن درجات حرارة قياسية تصل إلى حد -10 درجات مئوية وهي قيم خطيرة وتُهدد الحياة للأشخاص الذي يُمكثوا في الخارج فيما اذ لم يتعاملوا بجدية بشأن هذه القيم. العواصم أيضاً ليست بمنأى عن تلك القيم المتدنية والقياسية، ومن ضمنها العاصمة عمان إذ يُتوقع أن تُسجل ليلة الاثنين-الثلاثاء حوالي -5 مئوية في بعض الأحياء. العاصمة السورية دمشق ربما تكسر بعض الارقام القياسية المُسجلة سابقاً، الأمر ذاته في العاصمة العراقية بغداد. حتى العاصمة السعودية الرياض رُبما تُسجل درجات الحرارة دون الصفر المئوي يومي الثلاثاء والأربعاء في ساعات الليل.

كما يُتوقع أن تؤثر موجة من الجليد والتجمد على معظم مناطق بلاد الشام. ولا يُستبعد أن يبقى الجليد والتجمد طيلة ساعات النهار في بعض المناطق. يُخشى بسبب هذه الحالة، حدوث أضرار جسيمة للمزروعات إن لم تتم حمايتها أو المواشي، كذلك الأمر للمواسير المكشوفة أو حتى المركبات بالإضافة إلى الخطر المُحدق من المسير على الطرقات المُتجمدة سواءً بالمركبات أو سيراً على الأقدام.

وبحسب الخرائط الجوية، يتوقع أن تشهد أجزاء واسعة من بادية الشام وعموم العراق تساقطا وتراكما للثلوج في حادثة شديدة الندرة ولم تحدث منذ بداية القرن العشرين. إذ إن ن المرة الأخيرة التي تعرضت فيها العاصمة العراقية لثلوج خفيفة كانت في يناير 2008 ولكنها كانت خفيفة ولم تدم طويلاً. في هذه الحالة هناك احتمالية بأن تسقط الثلوج ورُبما تتراكم أيضاً في بعض أحياء العاصمة، إلا أن عموم غرب وشمال غرب العراق سيرتدي الحُلة البيضاء في مشهد تاريخي شديد الندرة.

وستصل تأثيرات غير مُباشرة إلى القاهرة في مصر جراء هذه الكتلة بالرغم من البُعد الجغرافي عنها. ويتمثل تأثير هذه الكتلة على الأراضي المصرية على شكل تدني درجات الحرارة بشكل لافت في ساعات الليل ليسود طقس قارس البرودة. ورُبما تصل درجة الحرارة الصغرى في القاهرة إلى 5 درجات مئوية فقط.

ويُتوقع تدريجياً بدء رحيل بطيء لهذه الكتلة القطبية عن بلاد الشام والعراق بعد أن تترك لها بصمة سيذكرها التاريخ، وبعدها تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع التدريجي ويعود الطقس الشتوي المُعتاد عليه في منطقتنا وبشكل تدريجي.

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.