موت مبكر لمشاريع الانفصال: البرزاني يتقاعد… وحشود كتالونيا تؤيد الوحدة
[ad_1]
صحيفة البناء اللبنانية ـ
كتب المحرّر السياسي:
تتسارع عجلة الدفع الروسي بقطار الحلّ السياسي في سورية، رغم التصادمات التي تخيّم على مستقبل البوكمال شمال شرق سورية، بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، و»قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً من جهة مقابلة، فيبدأ «أستانة 7» أعماله اليوم لتثبيت مناطق التهدئة وبرمجة نشر وحدات المراقبين، وتتصدّر إدلب الاهتمامات لتقييم ما أنجزه الأتراك بعد تعهّدهم في الاجتماعات السابقة بحسم وضع جبهة النصرة، ودخول وحداتهم العسكرية ريفَيْ حلب وإدلب، بينما يدور السؤال حول مستقبل عفرين شمال غرب حلب، حيث تتمركز وحدات الميليشات الكردية وتعلن تركيا عزمها على دخولها، ويقود الروس وساطة لحلّ وسط قد يشمل تسليم الميليشيات الكردية بدخول الجيش السوري إلى البوكمال وتسليم إدارة حقول النفط في دير الزور للحكومة السورية مقابل تولي الجيش السوري دخول عفرين منعاً للتقدّم التركي نحوها، كما قالت مصادر كردية متابعة للوساطة الروسية لـ«البناء».
وفقاً للمصادر الكردية ذاتها، القضية الرئيسية بين الروس والقيادات الكردية تدور حول مستقبل جنيف، والتفاهم الأميركي الروسي على مشاركة قيادة الأكراد في الوفد المفاوض للمعارضة هذه المرّة، خصوصاً مع انعقاد مؤتمر لقيادات وقوى المعارضة في الرياض خلال أيام مقبلة، بعدما تعهّدت الرياض لموسكو بوفد موحّد يمثل كلّ أطياف المعارضة قبل حلول موعد «جنيف 8» أواخر الشهر المقبل.
لا ينفصل الموقف الكردي في سورية عن مسارات وضع كردستان العراق، وما آلت إليه نتائج الحركة الانفصالية، التي قادها مسعود البرزاني وسقطت بالضربة القاضية، وتنتهي بخروج مبكر للبرزاني إلى التقاعد، بسبب عدم تطابق الوعود التي تلقاها البرزاني من الحليف الأميركي الذي ينام أكراد سورية على حرير وعوده، وكيف لمن أوصل أكراد العراق إلى منتصف البئر ورماهم أن لا يعيدها مع أكراد سورية الأقلّ قدرة وحجماً وأهمية، وهذا ما يبني عليه الروس خطابهم للأكراد في سورية لخفض سقوف توقعاتهم وتطلعاتهم والقبول بالانخراط في عملية سياسية بسقوف معقولة وواقعية.
الموت المبكر للتجارب الانفصالية يمتدّ من كردستان العراق إلى كتالونيا، والأمر لا تفسّره وفقاً لمصادر دبلوماسية عربية متابعة، كلمات البرزاني عن خيانة أحزاب كردية، ودخولها بتفاهمات مع بغداد، فلو كانت لدى البرزاني آمال بأن تحيا دولة الانفصال لتحركت البيشمركة وخاضت الحرب، بدلاً من أن تنسحب، ولسحق خصومه بالقوة، لكنه فضل الانسحاب من المواجهة، لأنه لمس الخيانة الأهمّ من الحليف الأميركي الذي راهن البرزاني على كون كردستان المستقلة فرصة الأميركيين و»الإسرائيليين» لما يقولونه عن نياتهم بالحرب على إيران وحلفائها، وتوقع أن يتلقفوا مبادرته الانفصالية كفرصة ذهبية لا تتكرّر، لكن حساب الحقل الكردي لم يطابق حساب البيدر الأميركي «الإسرائيلي» المحكوم بمعادلات رادعة تجعل التورّط في المواجهة خراباً وخسائر.
الموت المبكر للانفصال في كتالونيا عبّرت عنه التظاهرات التي خرجت بعشرات الآلاف في كتالونيا تعلن التمسك بالوحدة مع مدريد. فالانفصال سيجلب دولة لا جواز سفر معتمد لها ولا معاملات مالية تقبل منها ولا مطارات تشتغل منها وإليها، وقد تكشفت عن خديعة كبرى لحلم رومانسي سرعان ما ظهر في الواقع إلى كابوس، لأنّ الدولة المستقلة تقوم على الاعتراف بها، وهو ما بدا مستحيلاً في أوروبا القلقة على استقرارها من الفوضى في زمن تدفق النازحين وخطر الإرهاب.
لبنانياً، ينهي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سنته الأولى غداً بلقاء تلفزيوني للتحدث عن الهموم والاهتمامات، والإنجازات والاستحقاقات والتطلعات، بينما لبنان يواصل خوض تجاذبات متعدّدة على صفيح ساخن، فاللجنة الانتخابية تواصل إخفاقاتها في حسم الخلافات، محكومة بتجاذبات وزيرَيْ الخارجية والداخلية، والعلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تمثل وجهاً آخر لتجاذب حادّ يتصاعد ويبدو مرشحاً للمزيد، بينما التصعيد السعودي بوجه حزب الله والردّ والردّ على الردّ بشائر لمرحلة من السخونة المتزايدة على إيقاع العقوبات الأميركية. ولا يبدو كلّ ذلك منفصلاً عن بعضه، فالقضية أولاً وأخيراً في الخيارات السياسية الكبرى للدولة، التي تسير ريحها عكس ما تشتهيه السفن الأميركية السعودية.
عون يطفئ الشمعة الأولى من عهده الرئاسي
يطفئ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الشمعة الأولى من عهده الرئاسي يوم غد الثلاثاء. لن تكون «ليلة العيد» عادية عند الرئيس عون. إذ قرّر أن يحتفل واللبنانيين سوياً عند الساعة الثامنة والنصف مساء في حواره المباشر مع رؤساء تحرير المحطات التلفزيونية في قاعة 22 تشرين الثاني حول طاولة مستديرة. وسيجيب الرئيس عون في هذه الإطلالة عن أسئلة وتساؤلات سيطرحها الضيوف الإعلاميون بعيداً عن الخطاب التقليدي.
ومن المرجّح، وفق معلومات «البناء» أن تنحسر إطلالة الرئيس عون بالحديث عن الإنجازات التي حققت وتمثلت بإقرار قانون الانتخاب بعد مفاوضات طويلة استمرت نحو 3 سنوات، تمكين المغتربين من الاقتراع، تحرير الجرود في السلسلة الشرقية من الإرهاب، ودور الجيش في هذا الانتصار وضرورة دعمه بالسلاح المناسب لمحاربة الإرهاب، التعيينات القضائية والتشكيلات الدبلوماسية، الوضع الاقتصادي لا سيما أن البرلمان نجح في إقرار موازنة للبنان بعد غياب 12 عاماً فضلاً عن إقرار سلسلة الرتب والرواتب. وبعيداً عن الإنجازات سيتطرق الرئيس عون الى العقوبات الأميركية على حزب الله، والعمل على منع ارتداداتها على الداخل اللبناني السياسي، المصرفي والاقتصادي وسيتناول رئيس الجمهورية ملف النزوح السوري وتداعياته على لبنان والأعباء التي يتكبّدها والتصوّر الرئاسي للحل، لا سيما أن الرئيس عون سمع من بعض سفراء الدول الخمس الكبرى توجّها غربياً لإبقاء النازحين في البلدان المضيفة بانتظار الحل السياسي في سورية.
وفي هذا السياق، من المرجح أن يؤكد الرئيس عون ضرورة إيجاد الحل السياسي في سورية، لأن أي تأخير في هذا الحلّ يزيد من معاناة النازحين، وضرورة المحافظة على وحدة العراق.
وبعيداً عن الملفات الإقليمية سيتحدّث الرئيس عون عن خطواته المستقبلية للمرحلة المقبلة المتمثلة بمكافحة الفساد من جذوره وإرساء نظام الشفافية عبر إقرار منظومة القوانين التي تساعد على الوقاية من الفساد وتعيين هيئة لمكافحته، وتفعيل أجهزة الرقابة وتمكينها من القيام بأدوارها كاملة.
زخيا إلى سورية سفيراً هذا الأسبوع
وكان الرئيس عون وقع ورئيس الحكومة سعد الحريري مرسوم اعتماد السفير اللبناني الجديد لدى دمشق، سعد زخيا، الذي سيقدّم أوراق اعتماده للسلطات السورية هذا الأسبوع ويتسلّم مهامه أول الشهر المقبل وبموافقة الحكومة السورية.
وقبل يومين من ذكرى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، قال الوزير حسين الحاج حسن «لقد حصل في بداية عهده الكثير في السياسة والأمن وقانون الانتخاب والموازنة والسلسلة والاستقرار، لكن في الاقتصاد نحن بحاجة إلى وضع حلول تبدأ بتفعيل اللجنة الاقتصادية الوزارية اجتماعها الإثنين المقبل عن طريق رفع النمو وإيجاد فرص عمل». ودعا لـ «إيجاد حل لموضوع النازحين السوريين، فالمجتمع الدولي لم يحمل لنا إلا قصائد الشعر، فليرسلوا ما يستحق وما هو مقابل جريمتهم التي ارتكبوها في سورية».
الموسوي يهاجم السعودية
وشنّ النائب نواف الموسوي هجوماً عنيفاً على المملكة العربية السعودية، قائلاً «تكفي موازنة السعودية المرصودة لتشويه سمعة حزب الله، لا سيما أن الجديد في الحملات السعودية على حزب الله، أنها باتت تنطلق من أفواه النظام السعودي مباشرة بعدما كانت تصدر عبر أفواه الحلفاء أو الأصدقاء في لبنان، علماً أن السعودي لا يحالف أحداً، بل يشتري الناس بأمواله». وتابع «نحن نعرف يا آل سعود أن حملتكم علينا هي لتغطية تورطكم في التطبيع مع العدو الصهيوني، لذلك فإننا لن نحيد عن خط المقاومة ومستمرون به، وكما هزمناكم وهزمنا أسيادكم من قبل، قادرون على هزيمتكم، وقد هزمناكم بالأمس في سورية وسنهزمكم أيضاً في لبنان، وسيكون مصيركم الاندحار، وقد قال وزير الخارجية القطري السابق إنكم تهاوشتم على سورية، ولكن «الصيدة فلتت»، وبالتالي لا سورية ولا العراق ولا لبنان سيكون صيداً لأي نظام، وفي الطليعة النظام السعودي».
.. والسبهان يستغرب صمت الحكومة
مواقف الموسوي استدعت تغريدة من الوزير السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، أمس الأحد، الذي استغرب صمت الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني تجاه ممارسات ما أسماه ميليشيا حزب الله اللبناني. وكتب في تغريدة نشرها على موقع «تويتر» ليس غريباً أن يعلن ويشارك «حزب الميليشيا الإرهابي» حربه على المملكة بتوجيهات من «أرباب الإرهاب العالمي»، ولكن الغريب صمت الحكومة والشعب عن ذلك. مع الاشارة إلى أن هذه التغريدة للسبهان ليست الاولى ضد حزب الله ولن تكون الاخيرة، لكن اللافت فيها أن السبهان توجّه مباشرة إلى الحكومة اللبنانية.
قوطبة خدمية قواتية على باسيل
إلى ذلك، شهد الشوف في عطلة الأسبوع «قوطبة» قواتية خدمية، على التيار العوني، تمثلت بزيارة وزيري الصحة غسان حاصباني والشؤون الاجتماعية بيار ابي عاصي الى دير القمر يوم أول أمس السبت، عشية زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أمس، في زيارة حملت رسائل سياسية للرئيس ميشال عون وللوزير باسيل. وقال حاصباني لا يجوز أن يعمد بعضهم عند أي موسم انتخابي او تباعد سياسي الى تحويل المصالحة الى ورقة يستغلها لحساباته الضيقة». وأكد أننا «كنا شركاء أساسيين في ولادة هذا العهد وحريصون على رئاسة الجمهورية»، متوجّهاً الى «مَن يحاول إدخال موقع الرئاسة في الزواريب الضيقة»، بالقول: «خيّط بهيك غير هالمسلة».
وكان باسيل جال أمس، في الشوف، بمشاركة لافتة من الحزب التقدمي الاشتراكي وغياب واضح من تيار المستقبل. وأكد باسيل أن الشوف لم يقُم الا على التوازن، واليوم ستعود قوته ووحدته بفضل قانون الانتخاب الجديد الذي سيُعطي الشوف حقه وتوازنه. واوضح أن «المصالحة الحقيقية تأتي بشكل طبيعي نتيجة خيارات الناس في الانتخابات ويجب أن تشمل المصالحة مَن دفع الثمن وأن لا تقتصر على من تقاتل.»
«وزارية» الانتخاب.. وعقدة باسيل
إلى ذلك، تعقد اللجنة الوزارية المعنية بتطبيق قانون الانتخاب اجتماعها اليوم، وأشارت المعلومات إلى ان الحكومة قد تسحب الأسبوع المقبل مشروع قانون تمويل البطاقة البيومترية، كما ورد إلى المجلس النيابي، والذي كانت كلفته ستبلغ 134 مليون دولار. وتشير مصادر وزارية لـ «البناء» إلى أن الوزير جبران باسيل هو الوزير الوحيد في اللجنة الذي يرفض التسجيل المسبق للمقترعين خارج مناطقهم، مشيرة إلى أن المجتمعين سيبحثون اليوم في هذه العقدة، مستبعدة التوصل الى حلّ، داعية إلى انتظار كيف سيكون عليه أداء وزير الخارجية ليبنى على الشيء مقتضاه، لا سيما أن وزير الداخلية نهاد المشنوق أكد حتمية التسجيل المسبق.
زيارة أميركية لقائد الجيش
في سياق آخر، حطّ وفد من الكونغرس الأميركي في بيروت بعد أيام من إقرار مجلس النواب الأميركي عقوبات جديدة على حزب الله، حيث زار الوفد الذي ضم النائب ماك ثورنبيري الحزب الجمهوري – تكساس ، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، النائب رودني فريلينغويسن قائد الجيش اللبناني الجنرال جوزاف عون، واستمع إلى شروح حول عملية «فجر الجرود» التي قام بها الجيش مؤخراً، من عدد من كبار الضباط في الجيش الذين قادوا الهجوم الناجح. وقد عرض هؤلاء القادة قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ عمليات متطوّرة على نحو متزايد باستخدام المعدات والتدريب التي توفرها الولايات المتحدة. كما وزار الوفد وحدات الجيش اللبناني التي تحارب الإرهاب، وعاين طائرتَيْ سوبر توكانو A-29 اللتين وصلتا حديثاً إلى قاعدة حامات الجوية. وخلال مناقشاتهما، شدّد النائبان ثورنبيري وفريلينغويسن على عزم الولايات المتحدة المحافظة على شراكة قوية مع شعب لبنان ومؤسساته، كما شدّدا على «أهمية أمن لبنان واستقراره وازدهاره».
وفي عملية مشتركة بين شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام والمخابرات العراقية، وبمتابعة مباشرة من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، تمّ فجر أمس، تحرير اللبنانيين الثلاثة عماد الخطيب، نادر حمادة وجورج بتروني، بعدما اختطفتهم عصابة يوم الأحد الماضي لدى وصولهم الى بغداد. ووصل المحرّرون الثلاثة الى بيروت بعد الظهر في طائرة خاصة أقلعت من بيروت صباحاً. وأسفرت العملية الأمنية التي نفذتها المخابرات العراقية عن اعتقال بعض الخاطفين وقتل أحدهم خلالها. وقد تمّت العملية بالتنسيق بين الأجهزة الثلاثة وبين بغداد وبيروت، على مدار الساعة، طوال الأسبوع الماضي، إلى أن تمّ تحريرهم.