من يهين الشعب؟
موقع طلال سلمان الإلكتروني ـ
طلال سلمان:
إلى متى يتحمل “الشعب” في لبنان الاهانات التي توجهها اليه الطبقة السياسية، فيتسامح معها ويعود إلى انتخابها، دورة بعد دورة؟
نفهم أن يكون الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد جاء من السعودية إلى دست الحكم في لبنان، عن طريق دمشق وبتزكية منها وانه حافظ على علاقته الخاصة بالرئيس الراحل حافظ الاسد حتى آخر يوم واجتهد وسعى لان يحفظها مع نجله بشار الاسد.
ونفهم أن يكون الرئيس سعد الحريري قد اختلف مع سوريا، دولةً وشعباً، وخاصمها وقاطعها، بعدما تمتع بضيافتها ودعمها لسنين طويلة..
ونفهم، ايضا، أن يكون الرئيس سعد الحريري، ومن معه، في حالة قطيعة الآن مع القيادة السورية، وان يعلن، مراراً وتكراراً، انه لن يذهب، بعد، إلى دمشق مهما حدث.
اما ما لا نفهمه فهو أن يتصدى بعض نواب الحريري لإهانة نواب مستقلين من اهل السنة يطالبون بأن يكون لهم من يمثلهم في الحكومة الجديدة (مجهولة موعد الميلاد)، فيتهم هؤلاء النواب الذين فازوا بأصوات الناخبين في مناطقهم (بدءا ببيروت، مروراً بصيدا، فإلى جنوب الجنوب ذهاباً إلى طرابلس، صعوداً إلى الضنية)، بأنهم “عملاء” او “تابعون” او “ملحقون” بالقيادة السورية… مع الاشارة إلى أن هؤلاء النواب السنة قد نالوا من الاصوات اكثر مما نال “زملاءهم” الذين يتناولونهم بالسوء، والذين اوصلتهم إلى الندوة النيابية الرافعة الحريرية.. معززة بالتمويل معروف المصدر.
لهؤلاء الذين وصلوا إلى النيابة بضربة قدرية يمكن توجيه سؤال محدد:
هل استمعتم إلى سؤال سمو وليد العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لدولة الرئيس المكلف سعد الحريري عن موضوع “اجازته المريحة” لأسبوعين او يزيد في الرياض، بأمر منه، حتى تدخل الرئيس الفرنسي ماكرون لإطلاق سراحه؟! وهل سمعتم جوابه الذي اختلطت فيه الضحكة بالغصة، وهو يستذكر تلك “الاجازة” التي قضاها محتجزاً بثياب الصيد (قبل أن يتبين انه الطريدة لا “الصياد”).
نواب البقاع الغربي والضنية وبعلبك ـ الهرمل وطرابلس وبيروت وصيدا فازوا بأصوات الناخبين الشرعيين والطبيعيين، فلماذا لا يتمثلون بالحكومة، بينما يرشح الجعاجعة للحكومة الجديدة “وزراء” من خارج المجلس وكأنهم اكفأ واجدر بتمثيل الشعب؟!