من يسيطر على المعابر الحدودية السورية؟
يثير قرار مجلس الأمن الدولي بالسماح بإدخال المساعدات إلى سوريا من دون إذن الحكومة، جملة من التساؤلات حيال تطبيقه مع وجود سلسلة من المنافذ الحدودية غير الخاضعة لسلطة الدولة السورية، والتي تتبدل السيطرة عليها من فصيل إلى آخر، تبعاً لحجمه وقدرته على التصدي لباقي المجموعات المسلحة في المنطقة، فيما تكثر المعابر غير النظامية والتي يعد المرور منها خطراً لا يقل في شدته عن باقي أخطار النزاع في البلاد.
وتكشف جولة على المعابر الحدودية عن وضع هذه النقاط، والجهة التي تسيطر عليها.
جنوباً، يعد منفذ نصيب الممر الرسمي الرئيسي إلى الأردن، وهو ما زال تحت سيطرة الدولة السورية. وهناك معبر الجمرك، وقد سيطرت عليه «جبهة النصرة»، ما دفع بالأردن إلى إغلاقه، والطلب من عناصر «الجيش الحر» في ريف درعا عدم التحرك باتجاه معبر نصيب حتى لا تسيطر «النصرة» عليه.
وتنتشر ممرات غير نظامية غربي درعا، وأبرزها تل شهاب والبادية في محافظة السويداء، حيث يقابل الممر مدينة الرويشد الأردنية، وتنتشر فيها عناصر من الاستخبارات والقوات المسلحة الأردنية، التي تعمد بين الفترة والأخرى إلى تسهيل مرور اللاجئين أو إدخال الأسلحة ونقل قيادات «الجيش الحر». كما قد تعمد السلطات الأردنية في كثير من الأحيان إلى إغلاق الممرات.
أما الممرات الحدودية مع لبنان، فتبدو في وضع أفضل من غيرها، فنقاط جديدة يابوس، العريضة، الدبوسية، وجوسيه تخضع لسيطرة الحكومة السورية، وهي تحت إجراءات أمنية مشددة. ويعد معبر جديدة يابوس – المصنع الأكثر ازدحاماً بحكم التنقل اليومي إلى لبنان، والسفر عبر مطار بيروت الدولي.
أما الممرات غير الرسمية فتمتد من الزبداني ومضايا في وادي بردى مروراً بعسال الورد في جبال القلمون ويبرود وقارة، وتصل إلى جرود عرسال والطفيل في الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى الممرات في الريف الجنوبي لحمص في القصير، وأبرزها إلى تلكلخ.
المشهد في الشمال عند الحدود التركية يبدو أكثر تعقيداً، بسبب وجود عدد كبير من المعابر. وتسيطر مجموعات مسلحة على أربعة معابر، والأكراد على واحد، فيما استعاد الجيش السوري معبر كسب في محافظة اللاذقية مؤخرا.
وتسيطر وحدات الحماية الكردية على ممر في عين عرب (كوباني بالكردية)، والأمر ذاته ينطبق على منفذ رأس العين في الحسكة وعين ديوار في أقصى الشمال الشرقي عند مدخل نهر دجلة، فيما تغلق السلطات التركية معبراً في القامشلي منذ أكثر من سنتين.
أما المعابر الباقية فهي باب الهوى في محافظة إدلب وباب السلامة في حلب، وهما تحت سيطرة «الجبهة الإسلامية». أما معبرا جرابلس وتل ابيض فهما في قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، وكانت السلطات التركية قد أغلقتهما بعد سيطرة التنظيم عليهما، وإن كانت تسمح في بعض الأوقات بالمرور من جانب واحد إلى الأراضي السورية.
وشرقاً على الحدود العراقية، تنتشر ثلاثة معابر هي اليعربية والبوكمال والتنف. ويقع الأول في محافظة الحسكة ويتحكم به قادة وحدات الحماية الكردية. أما معبر البوكمال فمعطل منذ سنتين تقريباً وتمنع السلطات في بغداد المرور من خلاله، ليبقى منفذ التنف الوحيد الخاضع للسيطرة الحكومية.
طارق العبد – صحيفة السفير اللبنانية