من هو الضابط الاسرائيلي الذي استهدفته المقاومة في مزارع شبعا؟
صحيفة البناء اللبنانية:
أكدت مصادر أن الدورية «الإسرائيلية» التي استهدفتها المقاومة كانت تفقدت موقع زبدين ثم توجّهت منه إلى موقع القفوة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، حيث عمليات التدريب العسكرية والأمنية «الإسرائيلية» شارفت على نهايتها.
واوضحت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة البناء، «أن سيارة الهامر الأولى دمّرت بالكامل وتضرّرت الثانية بشكل كبير بعد دفعها من قوة العصف العبوة على بعد نحو 50 متراً عن الأولى واستقرارها بجانب الطريق، ما أدّى إلى مقتل مَن كان بسيارة الهامر، وهم أربعة بينهم ضابط كبير برتبة عميد قيل إنه مسؤول الوحدة الأمنية والاستخبارية في المنطقة الشمالية ومساعداه برتبتين عاليتين، في حين أصيب مَن كان بداخل العربة الثانية بجروح خطرة وعددهم أربعة أيضاً». ولفتت إلى «أن وحدات الإسناد والمساعدة والإنقاذ في الجيش «الإسرائيلي» الذين وصلوا متأخرين إلى مكان الاستهداف تخوّفوا من إنقاذ زملائهم وظلوا بعيدين، رغم النيران المندلعة في العربتين والجثث».
وأكدت المصادر أن «العملية تصنف ضمن العمليات النوعية بامتياز، فهي نفّذت في أرض لبنانية محتلة، ورداً على اغتيال الشهيد سمير القنطار أو جزء من الرد، وبالتالي يمكن أن يتبعها ردّ مكمّل من خلال عملية ثانية، كما أن تنفيذها في ظل ظروف صعبة ومعقدة، يثبت مستوى احتراف حزب الله وقدرته على المواجهة المحترفة مع العدو «الإسرائيلي» ويسجل له أنه نفّذ عملية في ظل جهوزية واستنفار «إسرائيليين» عاليي المستوى وفي ظروف جغرافية ومناخية بالغة الصعوبة».
وأضافت المصادر: «هذه العملية أثبتت أيضاً مستوى حضور وجهوزية حزب الله العالية لمواجهة «إسرائيل»، رغم مشاركته في الحرب الدفاعية في سورية ولن يعيقه ذلك عن المواجهة مع «إسرائيل»».
وأكد مصدر عسكري لـ«البناء» أن «إسرائيل» تكبّدت خسائر جراء هذه العملية، فسيارة الهامر التي دمّرت من المفترض أن تحمل بداخلها 6 إلى 7 أشخاص من بينهم ضابط برتبة متوسطة، لأنه لا يمكن أن ترسل قيادة المنطقة العسكرية الشمالية ضابطاً مبتدئاً إلى المنطقة الحدودية وفي ظروف صعبة، وهي تتوقع رد حزب الله في هذه المنطقة وفي أي لحظة، بل من المفترض أن ترسل ضابطاً مجرّباً وذا خبرة».
وأوضح المصدر أن «إنكار «إسرائيل» وقوع ضحايا خلال العملية هو محاولة لسلب حزب الله وهج انتصاره»، لافتاً إلى أن «القذائف التي أطلقتها «إسرائيل» روتينية ومن باب رفع العتب، وليس أكثر، ما يعني أن الأمر لن يبلغ هذا الحدّ»، مستبعداً أن توسّع «إسرائيل» دائرة الحرب أو تذهب إلى مواجهة مفتوحة، ولو كانت تملك الجهوزية لذهبت إليها منذ وقت طويل».
وأفادت مصادر أخرى «أن قوة العبوة التي انفجرت بالدورية «الإسرائيلية» تؤكد سقوط قتلى وجرحى في صفوفها».
ولفتت إلى أن «المقاومة غير معنية بطمأنة «إسرائيل» والإعلان أن هذه العملية هي الردّ على اغتيال القنطار، بل ستدفع جيش الاحتلال إلى تمديد حالة الاستنفار على أن تنفذ عملية أخرى، إذا سنحت لها الظروف».
وأشارت المصادر إلى أن «المنطقة التي حصلت فيها العملية محصّنة إلى حدٍ كبير ومراقبة إلكترونياً، لكن شجاعة رجال المقاومة وامتلاكهم الإرادة والحرفية والعقيدة القتالية ومعرفتهم الوثيقة بالأرض والقدرة الاستخبارية الكبيرة وجمع المعلومات أدى إلى نجاح العملية، لأن المقاومين كانوا يعلمون بتوقيت هذه الدورية وطريق مرورها وكانوا بانتظارها لتنفيذ العملية».
وأوضحت المصادر أن «المقاومة لم تردّ من الحدود الجنوبية، لأن حزب الله يحترم القرار 1701 ولا يريد خرقه، كي لا يورط الجيش اللبناني وكي لا تتخذ من ذلك «إسرائيل» ذريعة لشن عدوان واسع على لبنان، رغم عدم استعدادها للحرب الواسعة والمفتوحة».