من كولن باول إلى جيمس جيفري
صحيفة البناء اللبنانية:
أعلن المبعوث الأميركي الخاص بسورية جيمس جيفري في لقاء مع جماعات معارضة تشغلها واشنطن، أن حكومته أرسلت عرضاً للرئيس السوري يتضمّن الاستعداد لتمويل حاجات سورية ومساعدتها للخروج من الأزمة المالية ورفع العقوبات عنها. وقال إن العرض يتصل بمضمون الحل السياسي في سورية.
تفاصيل كلام جيفري تشبه عرض كولن باول الذي قدم للرئيس السوري بعد غزو القوات الأميركية للعراق عام 2003 وفي العرضين دعوة لسورية لقطع علاقتها بقوى المقاومة وإخراج هذه القوى من الأراضي السورية مع إضافة طلب إخراج القوات الإيرانية إليها هذه المرّة.
الهدف واضح وهو تأمين أمن جيش الاحتلال وكيانه من جهة حدود الجولان، حيث القلق الأميركي بعد تاييد واشنطن لقرار ضم الكيان للجولان، من انطلاق مقاومة هادفة لتحرير الجولان.
العرض ببساطة يلخص بمقايضة المال بالتنازل عن الجولان، وجواب سورية طالما الأمر يتصل بسيادتها وحقوقها الوطنية لا يتبدّل، كما كان لكولن بأول سيكون لجيمس جيفري.
على واشنطن أن تقتنع أن ما فشلت في تحقيقه بحرب السنوات العشر لن تحققه بالضغوط المالية، وأن التسليم اليوم بالحقائق الجديدة خير من التسليم بها غداً، وسورية التي تعاني من وحشية وظلم العقوبات ستصمد كما صمدت، وتثبت أنها قادرة على تخطي الأزمات بوحدة شعبها وثبات قيادتها على خيار الاستقلال الوطني مهما بلغت التضحيات.