من سيكون أول تريليونير في العالم؟
لن يكون بيل غيتس ولا وارن بافيت ولا كارلوس سليم أول تريليونير في العالم، ولن يكون التريليونير من المملكة العربية السعودية ولا حتى الامير البريطاني المولود حديثا، علما ان ثروة اثرياء العالم تبلغ 241 تريليون دولار حاليا.
صحيفة الجمهورية اللبنانية ـ
طوني رزق:
رغم ان ثروات اكبر اثرياء العالم ما زالت تحسب بعشرات المليارات من الدولارات الا ان خبراء كبار في بنك كريدي سويس السويسري يتوقعون ان يشهد العالم اول تريليونير في غضون جيلين فقط اي بعد نحو 60 عاما بحسب علماء الاجتماع. ولكن هذا لا يمنع ان يكون اول تريليونير قد ولد فعليا وهو الان يعمل جاهدا لتكديس ثرواته.
وفي التحليل لاكتشاف اي شخصية ستكون ثم في البدء استبعاد بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت والذي يملك اكبر ثروة حاليا والتي تقدّر بنحو 72 مليار دولار اميركي. وقد تم استبعاده كونه في السابع والخمسين من عمره ولكون اسهم شركة مايكروسوفت تعاني من تراجع في اسعارها في الفترة الاخيرة ولكونه يتجه ليهب جزءا كبيرا من ثروته للاعمال الخيرية بعد مماته.
وفي المرتبة الثانية تم استبعاد كارلوس سليم الذي يملك حاليا نحو 69 مليار دولار ولكونه في الثالثة والسبعين من عمره اذ ان عليه ان يضاعف ثروته 14 مرة لبلوغ التريليون دولار.
ويعجز ايضا وارن بافيت عن الحصول على لقب التريليونير لسنه البالغ 83 عاما ولكون ثروته البالغة 58.5 مليار دولار يتوجب مضاعفتها 1700 في المئة في ما تبقى له من سنين على قيد الحياة. وبعد استبعاد شخصيتين وهما لاري ايليسون وجيف بيزوس ليتوقف المحللون عند الامير البريطاني المولود حديثا اي في تموز الماضي ابن الامير وليام والاميرة كايت.
غير انه يتم استبعاده ايضا لكون ثروة العائلة المالكة في بريطانيا والتي تتركز على العقارات والاراضي والمجوهرات الملكية هي ملك الشعب البريطاني فعليا. وحتى الملكة اليزابيت الثانية فان ثروتها لا تزيد عن 515 مليون دولار.
ثم يأتي دور العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية والتي تعتبر حالة مختلفة تماما. اذ ان 2000 شخص في هذه العائلة يملكون نحو 1.4 تريليون دولار، اضافة الى ثروات متعددة ومختلفة على صعيد مصادر النفط. غير ان المطلوب تريليونير واحد وليس مجموعة من الفين شخص. كما ان الامر يتطلب ان تواصل اسعار النفط الارتفاع.
اما الشخصية التي يمكن ان يرشحها هؤلاء المحللون فهي ايلون ماسك وهو صاحب مشاريع انتاج السيارات الكهربائية وصاحب فكرة السفريات في الفضاء. هذا اذا تمكنت احدى افكاره من التحقق والانطلاق على النطاق الواسع اذ عند ذلك قد تزداد ثروته التي تزيد حاليا عن 6 مليارات دولار بشكل صاروخي وعملاق لتبلغ هذه الثروة الرقم واحد والى جانبه 12 صفرا.
هذا على صعيد الثروات الفردية، اما بالنسبة الى الثروات الجماعية، وبحسب البنك السويسري نفسه، فانها تقدّر حاليا بنحو 241 تريليون دولار اميركي. وقد حققت ارتفاعا نسبته 68 في المئة في السنوات العشر الماضية. غير ان توزيع هذه الثروات يختلف بقوة بين دولة واخرى.
اما قيمة الثروة الفردية المتوسطة على المستوى العالمي فقد بلغت رقما قياسيا عند 51.600 دولار. وتقدمت سويسرا على صعيد الثروة الفردية المتوسطة والتي بلغت 513000 دولار. وتبعتها اوستراليا بـ 403000 دولار ثم النروج 380000 دولار.
ويملك واحد في المئة من اكبر الاثرياء نحو 46 في المئة من الثروة العالمية المذكورة. وتتقدّم الولايات المتحدة الاميركية عن الدول الاخرى، اذ زاد ما يملك اثرياؤها على 8.4 تريليون دولار منذ منتصف العام 2012 بدعم من انتعاش اسعار المنازل والارتفاع القياسي لأسعار الاسهم في البورصات.
ويتوقع ان تزداد الثروات العالمية بنسبة 40 في المئة في السنوات الخمس المقبلة لتبلغ 334 مليار دولار اميركي. على انه يتوقع ايضا ان تتقدّم الثروات في الاسواق الناشئة لتتجاوز ثروات العالم المتطور. وكانت الثروات العالمية تضاعفت منذ العام 2000 ويتوقع استمرارها.
وكان تراجع الين الياباني نحو 22 في المئة مؤخرا مقابل الدولار الاميركي خفّض ثروة اثرياء اليابان بنحو 20.5 في المئة الى 22.6 تريليون دولار. اما الثروات في آسيا والمحيط الهادىء فتراجعت 3.7 في المئة الى 73.9 تريليون دولار. اما في اوروبا وفي منطقة اليورو وتحديدا فعادت ثروات الاثرياء الاوروبيين للارتفاع مع تحسن اسعار الاسهم وتحسن اليورو مقابل الدولار الاميركي لتسترجع اوروبا الخسائر الهائلة التي تكبدتها من جراء الأزمة المالية.
اما عدد المليونيريين في العالم فقد زاد بنحو مليونين منذ منتصف العام 2012 واكثريتهم من الولايات المتحدة الاميركية. ويتوقع ان يزيد عدد اصحاب الملايين الى 47 مليون شخص في العام 2018 مع توقّع مضاعفة أصحاب الملايين في الصين.