من سيخلف #العدناني؟

bd1fac83-4e73-40d3-9137-116f346d4608
ربما لم يسمع كولين كلارك بتركي البنعلي القيادي البحريني في داعش والذي رجحت “نيويورك تايمز” أن يخلف العدناني. الصحيفة الأميركية توقعت أن يجتمع زعيم داعش أبو بكر البغدادي بمجلس الشورى في الرقة في الأيام المقبلة لاختيار الشخص الأكثر قدرة على لعب دور العدناني.

منذ مقتله ليل أول من أمس وأبو محمد العدناني يتصدر الصحف الأجنبية. خسارة داعش لمن أسمته صحيفة “لوموند” الفرنسية “مهندس الهجمات” شرع الباب على الكثير من الأسئلة تبدأ من هوية الرجل الذي سيخلفه وخيارات أبي بكر البغدادي ولا تنتهي عند حجم تأثير هذه الضربة على التنظيم ربطاً بالمهام التي كان يتولاها العدناني وأيضاً الخسائر المتلاحقة التي لحقت به في الميدانين السوري والعراقي.
وبالرغم من إجماع الصحف الغربية على أهمية المتحدث باسم داعش ومكانته في هيكلية التنظيم تفاوتت الآراء حول قدرة داعش على اختيار البديل الذي يمكن أن يحل مكانه. جورج مالبرونو كتب في “لو فيغارو” أن أهمية غياب العدناني تكمن في المهام المتعددة التي عهدت إليه واصفاً قتله بـ”الضربة القوية” للتنظيم لا سيما وأنه القيادي البارز الثالث الذي يخسره داعش في خلال ستة أشهر بعد أبو عمر الشيشاني وأبو علاء الأنباري.
بحسب الكاتب الفرنسي فإن هذه التصفيات المتكررة تكشف عن عمليات اختراق داعش من قبل أعدائه لافتاً إلى أنه لا شك أن باراك أوباما وكلابه البوليسية على الأرض سيفعلون كل ما بوسعهم من أجل أن يضاف اسم زعيم داعش أبو بكر البغدادي إلى اللائحة قبل انتهاء ولاية أوباما في كانون الثاني/ يناير المقبل. لكن مالبرونو أشار إلى أن التنظيم أثبت حتى الآن قدرته على تجديد قيادييه سواء الذين يموتون في المعارك أو بعمليات تصفية من قبل أعدائه.

هؤلاء الأعداء كثر وهو ما يجعل الوضع أصعب بالنسبة للتنظيم في هذه الجولة كما قال باتريك كوكبرن في “اندبندنت” البريطانية مستدلاً على ذلك بتجاذب موسكو وواشنطن عملية تصفيته في سوريا، بيد أن الصعوبة لا تلغي محاولة استفادة داعش من التباينات والشكوك التي تسود العلاقة بين أعدائه كما هو حاصل بين الأتراك والكرد السوريين، حتى إن الكاتب لم يستبعد أن يكون قرار داعش بالانسحاب دون قتال من جرابلس مرده إلى معرفته المسبقة بما سيحصل وأن حساباته أفضت إلى أن المواجهات بين الأتراك والقوات الكردية تصب في مصلحته أكثر من خوضه معركة يدرك مسبقاً نتائجها.
لا يفصل كوكبرن بين خسارة داعش للعدناني وتراجعه على وقع الضربات الأميركية والروسية والكردية والسورية متوقعاً أن يحاول التنظيم تعويضها بشن هجمات في الخارج وارتكاب الفظائع لكن ذلك لن يجنب “دولة الخلافة” المصير الذي ينتظرها بالزوال حتى لو استغرقت العملية عدة سنوات”. وفق الكاتب فإن “موت العدناني قد يكون جعل هزيمة داعش أقرب لكن العدناني نفسه وبقية قادة داعش كانوا قد فشلوا بالفعل في إيجاد الحلول للمشاكل التي نتجت عن قسوتهم وعنفهم”.

وإذا كان كوكبرن قد استشرف قرب زوال داعش فإن مارتن شولوف في “الغارديان” لم يشاركه الرؤية نفسها. وتحت عنوان “وفاة العدناني لا تؤشر إلى زوال داعش” كتب شولوف أن أيام داعش باعتباره “قوة عسكرية مستقلة” قد تكون معدودة لكن من الصعب هزيمة فكره بين المجتمعات التي قد لا تشاركه بالضرورة نظرته للإسلام لكنها تجد فيه البديل للنظام المفقود.

“ديلي تيليغراف” كانت الأكثر تفاؤلاً بخصوص ارتدادات مقتل العدناني، في الغرب على وجه الخصوص، كونه سيعيق تنفيذ أو قيادة التنظيم للهجمات أقله في المدى المنظور.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن كايل أورتن في مؤسسة هنري جاكسون للأبحاث قوله “سنشهد صراعاً على الأدوار التي كان يقوم بها العدناني بما يكسبنا بعض الوقت كما أنه يمكن أن يلحق ضرراً في تماسك هيكلية الخلافة”. فيما قال كولين كلارك الاستاذ المحاضر في شؤون الارهاب في جامعة “كارنيغي ميلون” “لقد كان يملك من الخبرة اللوجستية بما يجعل من الصعب إيجاد خليفة له “.

بين البنعلي وأبي لقمان؟

ربما لم يسمع كولين كلارك بتركي البنعلي القيادي البحريني في التنظيم والذي رجحت “نيويورك تايمز” أن يخلف العدناني. الصحيفة الأميركية رجحت أن يجتمع زعيم داعش أبو بكر البغدادي بمجلس الشورى في الأيام المقبلة في الرقة لاختيار الشخص الأكثر قدرة على لعب دور العدناني. ومن بين المرشحين البنعلي البالغ من العمر 31 عاماً والذي يعتقد أنه مفتي داعش.
ونقلت الصحيفة عن كول بانزل الأستاذ في “برينستون” الذي أجرى أبحاثاً عن البنعلي ان الأخير لم يتتلمذ فقط على يد “أبو محمد المقدسي” الذي يعتبر أكثر منظري القاعدة تأثيراً بل إنه “يعد موهوباً في الخطابة إلى حد ما مثل العدناني”. وفي المعلومات التي أوردتها “نيويورك تايمز” عن خليفة العدناني المحتمل أنه انضم إلى داعش في سوريا في بدايات 2013 حيث بدأ بإصدار النصوص الدينية والفتاوى التي حكمت أعمال وسلوك التنظيم لاحقاً. لكن الأهم بين كل هذا ما أعلنه في 30 نيسان/ أبريل 2014 بأن لا حاجة لداعش للسيطرة على كامل الأراضي من أجل إعلان “دولة الخلافة”، بعد أن كان يعتقد كثيرون أن السيطرة الكاملة شرط أساسي لذلك، وبالتالي فإن فتوى البنعلي مهدت الطريق لإعلان الخلافة بعد أشهر قليلة فقط في صيف 2014. ويرجح بانزل أن يكون البنعلي مسؤولاً عن إصدارات وفتاوى داعش ومن بينها تلك التي شرحت مشروعية اغتصاب الإيزيديات.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أن البنعلي قد يكون سافر أيضاً إلى ليبيا مؤخراً من أجل مساعدة داعش في تعزيز فرعه هناك والذي طرد في الاسابيع الماضية من سرت.
بيد أن الصحيفة لفتت إلى وجود منافس آخر للبنعلي الذي “جرى تهميشه في الأشهر الأخيرة” وفق ليث الخوري من مجموعة “فلاش بوينت” الخاصة التي ترصد مواقع المتشددين والتهديدات عبر الانترنت. المرشح الآخر هو علي موسى الشواخ المعروف بـ”أبي لقمان” والوالي الأول لداعش في الرقة وهو الذي قاد جزءاً كبيراً من استراتيجية داعش في حلب عام 2015.
وبحسب الخوري فإن شخصية أبو لقمان تتناسب مع شخصية المتحدث الرسمي باسم التنظيم الذي يمكن الوثوق به.
ووفق المعلومات فإن الشواخ حاصل على شهادة في القانون وعمل على تجنيد المقاتلين خلال الاحتلال الأميركي للعراق. وتحدث الكثير من التقارير عن مقتله عدة مرات مرة في غارة جوية وأخرى ذبحاً على يد مقاتل ليبي كان مستاء من طريقة تعامله مع المقاتلين الأجانب. لكن وفاة أبي لقمان لم تتأكد بشكل رسمي.
وخلصت الصحيفة إلى أنه أيا كان خليفة العدناني فإنه لا شك سيعمل عن قرب مع زعيم التنظيم الغامض أبي بكر البغدادي.
المصدر: الميادين نت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.