من رسائل القراء: أحرف هذه المقاومة قد كتبت بالدم
بيان اللحظات الأخيرة؟؟؟ او انه بلاغ رقم 2 بتوقيع الحريري هذه المرة ؟؟؟
باتت قناعة اللبنانيين بعدم جدوى أغلبية الطبقة السياسية الحاكمة أمراً مؤكداً بنسبة كبيرة، إذ أنهم ـ ومنذ نشرات الأخبار أيام عرفات حجازي وسعاد قاروط العشي ـ يتسمرون في أماكنهم ويتابعون حدثا جللا في بلاد العجائب.
وكم انتظر اللبنانيون في الداخل والخارج وما بينهما من مملكة سعودية وجمهورية اسلامية ايرانية من جهة ومن واشنطن وموسكو من جهة أخرى تشكيل الحكومة الحدث برئاسة بيروتية أزلية سرمدية، تعيد المجد لآل سلام بعد أن جدده الحريري الاب برفع الديون عن المقاصد وأكمله الحريري الابن بتوكيل الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة القنبلة بسبب اهتماماته الاقتصادية والسياحية في الوقت الراهن.
وما أن تشكلت هذه الحكومة حتى أعلنت في البلاد مراسم الافراح والليالي الملاح وظن اللبناني “المعتّر ” لوهلة أن كل ديونه قد أزيحت وبأن فرص العمل قد أتيحت بشكل كبير، وقد فكر الكثير من الشباب اللبناني المهاجر بالعودة للعمل في أرض الآباء والأجداد.
ولكن وما أن انتهت حلقات الدبكة اللبنانية وموائد الحمص والتبولة العالمية، حتى انتبهنا إلى أن الحكومة لا تنال ثقة المجلس النيابي إلا بعد صياغة ما يسمى بالبيان الوزاري والذي تحكم بموجبه ويقوم المجلس النيابي بمحاسبتها على أساسه …
هنا استفاق اللبناني- صاحب أقوى ايديولوجيا ” التعتير والنق ” – من حلم التشكيل، ووقع في كابوس البيان، والذي لا بد أن يتضمن كلمة المقاومة وحق الشعب اللبناني بالدفاع من خلالها عن الأرض والعرض والماء والنفط و الغاز والسياحة.
ولكن الآن حسب رأي قوى 14 آذار فإن الامر مختلف بعد دخول المقاومة في الحرب السورية ضد الإرهاب التكفيري. فمن وجهة نظرهم هذا السلاح قد تغيرت وجهته “وبالتالي” فإن ورود كلمة المقاومة في البيانات الوزارية قد تغيرت حيثيتها بشكل تلقائي وبات الحديث الآن عن تطويع هذا السلاح وتحديد مهامه ووجهته ضمن سياسة الحكومة اللبنانية وبما يخدم المصلحة الوطنية.
ولكننا نقول هنا، ومن معاناتنا كجنوبيين وبقاعيين، إن هذه المقاومة، والتي أخذت على نفسها تقديم الشهداء منذ قرابة الأربعة عقود، حين تخلّت الدولة عن واجب الدفاع، وحين تُركنا نواجه مصيرنا بأنفسنا وكنا ننهض بعد كل مجزرة منذ حولا 1949 وحتى تموز 2006 معاقبين فقط لأننا أبينا الضيم ورفعنا سلاحنا مطالبين بحقوقنا بعد أن عجزت القرارات الدولية عن إلزام إسرائيل الكف عن القتل والتدمير والتهجير والاستيطان وقضم الأراضي والاعتداء على الثروات الطبيعية. واليوم يعود منطق الاعتماد على الأمم المتحدة ومجلس الأمن لردع الاسرائيلي، ولكن هل بالإمكان ردعها في السياسة ؟؟؟
بإمكان أي طفل جنوبي أن يجيب بالنفي على هذا السؤال، لذلك نقول إن أحرف هذه المقاومة قد كتبت بالدم، لا بحبر بعبدا المستورد من الغرب.
علي إبراهيم – كينشاسا 13-03-2014
يرجى اعادة الموقع الى ما كان عليه سابقاً وشكراً