من القصير.. إلى السفيرة.. سفرة الانتصارات تتمدد
صحيفة الوطن السورية ـ
ميسون يوسف:
سفر جديد في سجل انتصارات الجيش العربي السوري يكتب اليوم بعد أن أنهى معركة مدينة السفيرة الإستراتيجية وبسط سيطرته الكاملة على المدينة التي تعتبر عاصمة الإرهابيين في ريف حلب الجنوبي الشرقي الصخرة السورية التي حولها الإرهابيون من جبهة النصرة وإخواتها إلى كتل من أوكارهم وجحورهم.
نعم سقطت أوكار المسلحين في مدينة السفيرة في الريف الجنوبي – الشرقي لمدينة حلب ومعها حقق الجيش العربي السوري واحد من أبرز نجاحاته بعد استعادة مدينة القصير في ريف حمص أوائل الصيف الماضي.
أهمية السفيرة لا تنبع فقط من اتساع حجمها الجغرافي وعدد سكانها الذي يفوق مئة ألف نسمة بل يعود إلى موقعها الإستراتيجي المهم كقربها من معامل الدفاع ومعهد البحوث العلمية ومطاري كويرس وحلب الدولي كما أنها تُوصف بأنها البوابة الشرقية لعاصمة سورية الاقتصادية حلب.
ولا شك أن الجيش العربي السوري بإحكامه السيطرة على السفيرة حقق سلسلة من الأهداف الكبيرة للوحدات العسكرية المنتشرة شمالاً أهمها:
– توجيه ضربة قاسية للمسلحين لكونها كانت تشكل غرفة عملياتهم.
– السير قدماً في تأمين طريق حلب – الرقة – ودير الزور.
– حماية محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تغذي حلب وتنتج أكثر من ألف ميغاواط.
– فك الحصار على مطار كويرس العسكري.
تلك المعطيات جعلت الجماعات المسلحة «تستميت» لمنع الجيش من الدخول إلى السفيرة، لذلك حشدت آلاف المسلحين، من مختلف المجمعات، بدءاً من «لواء التوحيد» و«جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» و«أنصار الشام» وغيرها.
وفي معركة السفيرة أضاف الجيش العربي السوري إلى سفر المجد الذي خطه بانتصاراته المتراكمة، صفحة جديدة مشرقة تقدم لكل معني بالشأن ومتطلع إلى كرامة أو عزة، للاستفادة منها ولأخذ العبرة والدرس كيف يكون الدفاع عن الوطن وكيف تفعل الإرادة فعلها لحمايته. كما أنه سيضيف إلى ما سبق من رسائل طمأنينة للشرفاء والمخلصين والمهتمين بصدق بسورية، سيضيف رسالة جديدة مفادها أن اطمئنوا فسورية عائدة إليكم آمنة مستقرة.
ولن تتوقف مفاعيل هذا الإنجاز على ما ذكر بل سوف تكون له ارتدادات وتداعيات على مسار المواجهة كلها وسيسهم في متابعة انهيار الروح المعنوية لقوى البغي والعدوان ومن يقف وراءها من قوى عربية وإقليمية ودولية.
لقد أكد الجيش العربي السوري في السفيرة أن ما يملكه من القدرات النوعية يؤهله دون أي شك من تحقيق الانجاز الأكبر بتطهير كل ارض الوطن وأنه بالفعل الدرع الحصين لحماية الشعب مما يدبر له من مؤامرات عبر حرب مفتوحة تحاول استلاب سورية موقعها وموضعها وفعلها ودورها وتأثيرها.
ومع هذا الإنجاز الهام الذي يقرأ تراكمياً مع ما سبقه من انجازات نوعية على مساحة المواجهة مع الإرهابيين بات واضحاً أن الجماعات الإرهابية دخلت في مرحلة القتال العبثي من غير أفق أو أمل بتحقيق أي هدف يبنى عليه، ودخلت في حال من اليأس والإحباط مع مراقبتها للتقلبات في المواقف الدولية والإقليمية وارتداد كثير من الأطراف عن دعمها وهذا أمر طبيعي، فليس بعاقل من يراهن على خاسر مقطوع بخسارته.
وكما كانت الانجازات السابقة قاعدة يبنى عليها لانجازات مستقبلية، فإننا نرى بكل ثقة أن تطهير السفيرة سيشكل قاعدة كبرى في معركة تطهير حلب ومنطقتها، وما المسألة إلا مسألة وقت تقدره القيادة العسكرية السورية بمستواها الاستراتجي والميداني وهي قيادة أثبتت عظيم كفاءتها في الميدان، كما أنها أكدت بعد نظرها الإستراتيجي، ولهذا فليلته المقامرون بهذا القول أو ذاك أو هذا الحلم أو ذينك، أما جيشنا فلا وقت لديه ليهدره في الالتفات إليهم ويقول السيف أصدق أنباء من… وسيف جيشنا لا ينبو ولا يخيب… ومن يراقب وينتظر يتلق الخبر اليقين.. نصر مؤزر لسورية وحلفائها الصادقين.