من الفايسبوك: ياريت بيرجع وطني ولو على حساب دمي
كتب الصديق سعيد قدموسي في صفحته على الفايسبوك النص التالي:
بوطن مليان تناقضات… محبة وأمل ووطنية وجهل وفساد وأزمات وطائفية … التقى شبّين ما بيعرفو بعض ومن نفس الوطن التقو على محبة الوطن… واحد منن بيقولو عنو الناس موالي والتاني بيقولو عنو الناس معارض وبتعرفو يا جماعة الخير هي هيي مصطلحات الازمة يلي عايشينها ولضرورة التصنيف والاصطفاف بهالمرحلة الصعبة ومشان يضلو الناس ضد بعضن سموهن هيك… هالشبّين ما بيهمن هالشي لانو شي وحيد بس يلي بوالو مشانو وبيعارضو مشانو هوي الوطن والباقي بالنسبة الن متغيرات… بتروح وبتجي مع الزمن… الوطن بالنسبة الن هوي وحدو الباقي يلي ما بيموت بعد الله دخيل اسمو … هالشبّين التقوا على محبة الوطن وسكروا باسم الوطن قصص وشعر وحكايا … قدسو الوطن .. الوطن يلي ما بيغلط … ورغم كل الضغوط يلي صارت عليهن وزحمة اختلاف الرأي وتحميل المسؤوليات كل طرف للتاني عالطالعة والنازلة بخصوص مين بلش الحرب … ومين عم يحارب مين ومع مين الحق وكيف بدها تخلص هالازمة وشو بعرفني شغلات الها اول ما الها آخر … هنّي ضلّو محترمين اختلافن بالتفكير … انتقدو بعض وتناقشو عصوت عالي زعلو ورجعو رضيو … بس ضلّو يحبو بعض …لانو يلي بيجمعن اكبر بكتير من يلي بيفرقن … الوطن .. وما ادراك ما الوطن …
بلا طول سيرة وبلحظة محبة وطنية صادقية مانها سياسية بامتياز … دعا الشب المعارض خيّو الشب الموالي ليشربو كاس بخمّارة عتيقة بالمدينة القديمة بأول ليلة بتشتي فيها الدني ليحكوا بكل شي الا السياسة .. قلو المعارض انت بتحكي شعر وانا بسمعك ومنسكر سوا بأحلى كلام ومنحكي عن أحلا شي بالحياة الوطن والأنثى … قلو الموالي انا ماني شاعر … قلو المعارض انت اجمل شاعر وكلامك احلى كلام … قلوالموالي طيب ماشي … هي فهمناها بس انا ما بشرب كاس يعني اذا سكرت بدك تحملني عالبيت من هلق عم قلك ها … قلو خيّو المعارض ولا يهمك بحملك لاخر الدني بس خلينا نشرب سوا هالكاس … كاس الوطن … والمحبة … المهم انوا اتفقوا الشباب أخيراً ..
وبغفلة عن عيون الناس المتصارعين على مفهوم الوطن وبغفلة من هالحرب القاسية يلي خسروا الكل فيها احباب وايام وسنين حلوة … وبأول ليلة شتي كانت باردة وهادية بدون اصوات قصف ورصاص وسيارات اسعاف تعودوا يسمعوها كل ليلة .. التقوا أخيرا الاصحاب … وكأنو بهاليلة يلي التقوا فيها رجعت البلد متل اول قبل ما تصير الحرب … بتحس انو مافي شي ولا صار شي بتحس انو التناقضات يلي بالوطن التغت بشكل غريب متل المعجزة .. على فكرة انا مؤمن بالمعجزة ..
على كل كان اللقاء الاول الن … كان لقاء جميل حسّو من خلالو بقيمة المحبة والوطن يلي بيجمعن … ومشيو على طريق مرصوف بالحجر وراحو باتجاه الخمارة والكاس الموعود وهني مبسوطين عم يشوفو الناس متل ما بحبو يشوفوهن دائما سوا … مع بعض … وعجقة اهل وصحاب … فاتو عالخمارة وشربو شربو حتى سكرو وصارو يغنوا للوطن ويقولوا شعر ويتغزلو فيه … بلحظة السكر الكل بيصير شاعر … وبلحظة انسرقت منن رجعت الحرب .. وركضت الناس بكل الاتجاهات خايفة وفزعانة عم تصرخ … لمع ضو بالجو متل كأنو الله تجلى قبالن .. وسمعو آخر صوت عم يقلن اركضوا يا شباب هاون .. هاون .. وهيك خلصت حكايتن …
كانو آخر ضحايا الحرب … ماتو فوق الطاولة والكاس بايدن … قتلتن الحرب … وقلت فيهن الفرح … وقعوا على الارض وغرقو بالدم .. نزفو كتير … كتير … وغطى دمن كل شوارع الوطن … وشربت الناس لحتى ارتوت دم وشربت ارض الوطن وطلع شجر الو ورد احمر لونو بلون الدم وريحتو بريحة الكاس غطّى الدني … صحيح هني ماتو استشهدوا قولو شو ما بدكن تقولوا … بس المعجرة انو بموتن وقفت الحرب ورجعت الناس حبت بعضا ورجعت الخمارة تستقبل سكرجية ورجع الوطن متل ما كان والكل ارتوا .. يمكن كانو عطشانين كتير … والله دخيل اسمو سقاهن من دم الشبين وفدا هالوطن بدمن … صارو رمز للمحبة وشربت كل الناس كاسن وعملولن تمثال بنص الساحة … ومن وقتا بطل المشروب حرام …
ياريت بيرجع وطني ولو على حساب دمي …
بعتذر منكن انا ما بعرف اكتب قصص لاني قاص ولا شاعر بس قلي صاحبي اكتوب يلي بتفكر فيه قلتلو ما انا بكاتب يعني هوي يلي دفشني هالدفشة انا ما خصني … قلي معلش انا مؤمن بالوطن يلي فيك … وبتحمل المسؤولية … النصف الاول من القصة حقيقي والنصف الثاني بدو معجزة ليصير حقيقي … ويا ريت بيصير حقيقي …
كل الاحترام لصديقي يلي بيقولوا عنو معارض .. وللجميع بهالوطن العظيم …