من أين أتت الجماعات المسلّحة إلى ديارنا؟
أما المقاتلون – الإرهابيون – الأجانب فوفقاً لتقرير مجلس الأمن الصادر عام 2016 قد وصل عددهم إلى 30 ألف مقاتل من 100 دولة أبرزها روسيا – فرنسا – بريطانيا – بلجيكا – نيوزيلندا – السويد – فنلندا – الدنمارك – النرويج – الولايات المتحدة ودول أخرى، وهؤلاء المقاتلون ينتمون إلى 60 جنسية، ولقد تم التعرّف عليهم أكثر بعد هزيمتهم في (حلب) ومع معركة تحرير (الموصل) والعمليات الناجحة للجيش المصري في سيناء، حيث بالنسبة لتواجدهم في – سيناء على سبيل المثال – تم اكتشاف عام 2016 وحده حوالى مائتي عنصر مقاتل (200) وهم من جنسيات سعودية وشيشانية وأوكرانية وفرنسية ويطلق عليهم (كتيبة الأنصار) وجاؤوا بعد مبايعة تنظيم بيت المقدس في سيناء لأبي بكر البغدادى وبعد أن أسمى نفسه بـ(داعش ولاية سيناء) ويقود هذه الكتيبة المدعو حارث الدقان وهو سعودي الجنسية، ودخلوا مصر على أربع دفعات، وبأسماء مزوّرة وبطريقة طبيعية حيث لم تكن توجد قاعدة بيانات عنهم، وهم يتواصلون مع عناصر التنظيم في ليبيا وفي سوريا والعراق، وثمة شبهات كبيرة عن علاقاتهم بأجهزة المخابرات التركية والقطرية والإسرائيلية، لأنها جميعاً الأكثر استفادة من عمليات استنزاف وتدمير الجيش المصري، ومن قبله الجيشين السوري والعراقي.
هذا وبالإضافة إلى ما سبق من حقائق وأرقام فلقد أكّد العديد من المراكز المخابراتية البحثية الاستراتيجية الأجنبية المهتمة بظاهرة المقاتلين الأجانب على أهمية مقارنة عدد هؤلاء (المقاتلين) بعدد سكان كل دولة أتوا منها، وأنه ساعتها سنكتشف أن دولة مثل السعودية وتونس ولبنان والكويت، تأتي في مكانة متقدّمة في رفد وتمويل الإرهاب المسلّح في سوريا وباقي دول المنطقة بالإرهابيين، ونضيف أيضاً إلى هذه الخريطة ما ينتشر الآن في دول أوروبا من خلايا نائمة لهذا الإرهاب سرعان ما تستيقظ !! . أما دلالة هذه الأرقام والحقائق السابقة فيمكن القول أن الدلالة الأولى فيها تتمثّل في أن إجمالي عدد الإرهابيين في سوريا وحدها قد وصل خلال السنوات الست الماضية وفقاً لتلك الأرقام والحقائق، إلى ما يزيد عن 360 ألف إرهابى من حوالى عشرين دولة (ثلاثمائة وستون ألف!!) ، وأن عدّة آلاف آخرين ينتشرون الآن في المناطق الساخنة في المنطقة (سيناء المصرية – تونس – ليبيا – العراق – مالي – نيجيريا .. إلخ)، أما الدلالة الثانية فهي تؤكّد على أن ما جرى في سوريا، وكذلك في سيناء (لأن نفس الجماعات المجرمة تعمل هناك) وفي ليبيا والعراق، لم يكن أبداً (ثورة) أو (إسلام) بل مؤامرة تم تجنيد إرهابيين من قرابة عشرين دولة إليها لكي يساهموا في تفكيك سوريا ومصر وليبيا والعراق.. وغيرها من البلاد العربية المركزية؛ خدمة للمشروع الصهيونى والغربي وعبر المال النفطي والدعم التركي، ولكن المؤامرة لم تنجح وفشلت في سوريا ومصر – تحديداً – رغم الأثمان الباهظة التي دُفعت؛ ونأمل أن يكون عام 2017 هو عام النهاية لهذه المؤامرة ولهؤلاء الإرهابيين الذين لم نجد ما ينطبق على قصتهم الطويلة الدامية مع المنطقة طيلة السنوات الست الماضية، وعلى دورهم التخريبي والفوضوي ، أبلغ من قوله سبحانه وتعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) صدق الله العظيم (سورة الكهف آية: 103-104). لقد ظنّوا، وظنُ محرّكوهم، أنهم يقيمون (ثورة) ويحسنون بها صنعاً؛ فإذا بهم يُنشئون خراباً ويضلّون الطريق ويخلقون الخراب حيثما حلّوا، فكانوا وعن جدارة (الأخسرين أعمالاً) خلال سنوات هذا الربيع الزائف !!.