منصور: افتعال الضجيج حول موقفي في الجامعة العربية موجه ضد الحكومة

وصل الى بيروت ظهر اليوم، وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور عائدا من القاهرة حيث شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية التي سلم رئاستها الى نظيره المصري. وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية السفير شربل وهبه.
ولدى وصوله الى صالون الشرف، رد منصور على اسئلة الصحافيين فقال عن الضجة التي أثارها موقفه في الجامعة العربية المطالب بعودة سوريا اليها: “منذ بداية اندلاع الأحداث في سوريا كان للدولة اللبنانية موقف واضح وهو سياسة النأي بالنفس في القرارات التي صدرت بحق سوريا، وهذا المبدأ لن نتخلى عنه حتى أمس، إذ ان القرار الذي صدر نأينا أيضا بالنفس عنه، ولكن أن يفتعل هذا الضجيج الممنهج والمبرمج من العديد من السياسيين أمر لا يجوز”.
أضاف: “عندما نقلت الرئاسة الى زميلي وزير خارجية مصر، تناولت في مداخلتي قضايا عديدة منها قضية الشرق الأوسط وقضية فلسطين وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح الشامل. كذلك تطرقت الى الموضوع السوري الذي يهمنا جميعا ولا يهم دولة فقط من دول الجوار، وقلت انه منذ أكثر من عام ونصف اتخذت الجامعة العربية ما يقارب خمسة عشر قرارا، وهذه القرارات لم تؤد الى نتيجة، بينما ازدادت دورة العنف التي كانت لها تأثيراتها السلبية على لبنان ودول الجوار وعلى سوريا مما أدى الى نزوح مئات الآلاف من الأخوة السوريين الى لبنان وهو ما شكل ضغطا إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا ليس فقط على النازحين بل على لبنان ايضا”.
وتابع: “لفت الى ضرورة ان تعيد الجامعة العربية التواصل مع سوريا وعودتها الى حضن الجامعة فهي كانت من المؤسسين البارزين للجامعة. فأين المشكلة عندما أطالب وأقول انه من الضروري إعادة سوريا الى حضن الجامعة من أجل التباحث معها وإيجاد الحل السياسي الملائم الذي يخرجها من آتون الحرب؟”.
وقال: “كنا بالأمس أمام قرار خطير وهو السماح أو إعطاء الحق لأي دولة ان تدخل السلاح الى سوريا، وهذا يعني ان الأرض والأجواء مفتوحة مما يشكل تهديدا خطيرا”. أضاف: “ان المسألة لا ترتبط اليوم بفصيل سياسي وآخر أو منطقة وأخرى، فهذه المسألة تهم لبنان كله وعلينا أن نعي خطورة ما سيستجد في المستقبل”.
وتابع: “اليوم أي قانون في الجامعة العربية يسمح بتدخل دولة في شؤون دولة أخرى وأي قانون في الأمم المتحدة يسمح بتدخل دولة في شؤون دولة أخرى، خاصة إذا كان تدخلا عسكريا. فهل سنكون في وضع يحصن لبنان مما قد يحصل؟”.
وسأل: “ان السلاح الذي سيتدفق في المستقبل على سوريا إذا كان هناك من دول تريد إدخال السلاح اليها، فهل طيور الأبابيل هي التي ستدخلها، ام ان الاسلحة ستمر عبر دول الجوار ولبنان واحد منها؟ كيف سنحصن حدود لبنان آنذاك؟”.
وقال: “هناك مليون مواطن سوري على الأراضي اللبنانية وأكثر من ثلاثمئة ألف نازح، وإذا تسرب السلاح وهناك أطراف مع وضد، ونحن لا نقف الى جانب جهة ضد جهة أخرى، لأن لبنان مستمر باعتماد سياسة النأي بالنفس، إذا دخل السلاح الى الداخل اللبناني فهل باستطاعتنا تحصين بلدنا على المدى البعيد؟ هنا خطورة الوضع، لذلك على جميع الفئات السياسية في لبنان ومن كل الطوائف أن تعي خطورة ما قد سيحل بلبنان وإلا إذا كنا نريد اللجوء الى سياسة المهاترات والمزايدات والمصالح الخاصة، فلبنان سيدفع الثمن أولا”.
وردا على سؤال عما إذا كان غرد خارج السرب، قال: “لم أغرد خارج السرب، ومنذ اندلاع الأحداث في سوريا وحتى اليوم ولبنان ملتزم بسياسة النأي بالنفس وحتى اللحظة الأخيرة بالأمس عندما اتخذ القرار فقد نأينا بالنفس عن هكذا قرار، ولكني لا أستطيع ان أنأى بنفسي عن المخاطر التي قد تحصل في بلدي، فأين هي الجريمة إذا قلت كدولة لبنانية في الجامعة العربية ان على هذه الأخيرة أن تعمل لإعادة سوريا اليها وإيجاد الحل السياسي”.
وسأل: “ان القرار الذي صدر في البند الثالث منه يتكلم عن الحل السياسي والسماح للدول بإدخال السلاح، فكيف يتوافق ذلك مع بعضه؟”.
وقال: “كل ما نريده هو تحصين بلدنا في الداخل وتجنيبه مخاطر ما قد يجري في الخارج، وعلينا ألا ندفع الثمن غاليا في المستقبل، فكفانا حربا طيلة خمسة عشر عاما”.
أضاف: “ان الهجمات التي تشن علي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فمنذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة والسهام توجه ضدي. ان الموقف واضح وهو الأخذ بعين الإعتبار في الدرجة الأولى مصلحة لبنان، وعندما أجد ان هناك ما يهدد هذه المصلحة فسأقوله بكل صراحة، والأيام ستثبت ما قد يتعرض له لبنان ان لم نقف وقفة واحدة ونتجاوز الخلافات والحساسيات. المسألة ليست مسألة وزير خارجية وإنما هي هجمات مبرمجة ومقصودة ضد الحكومة اللبنانية منذ اليوم الأول لتشكيلها. ان لبنان ملتزم بسياسة النأي بالنفس ولكن علينا أن نكون حذرين مما يجري حولنا”.
وختم: “لن اسمح لنفسي برد صفعة للرئيس نجيب ميقاتي كما أشيع، فقد حضرت خطابي بنفسي واخترت كل كلمة من الكلمات التي ألقيتها. أعتقد ان دورة العنف في سوريا لن تجر إلا الدم، وان المخرج بإرسال السلاح لن يفيد لا سوريا ولا لبنان”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.