مناجاة عاشق
موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
كانت نفسي ترفرف كطائر ذبح لتوّه، وأنا أربّت بكل هدوء على ريشه ليهدأ، محاولاً تسكين ألم صعود الروح! وأنا أعلم في قرارة هذه النفس، أنّها ذاهبة إلى حيث اليقين.
النظر إلى تلك الدموع الحيرى، في مثل هذه اللحظات، هو أشبه بمعانقة موج المحيط، لا تدري أين سيحط بك، أعلى رأس موجة، أم في قعر بحر لا قرار له، كان عليّ أن أمسك أنفاسي جيداً، وأتلو آيات السكون، لأمسك ظل رحمة الرحمان التي كانت ترفرف من حولنا.
كانت تؤمن بقوة بطريقي الذي اخترته، وإيمانها به يتضاعف يوماً بعد يوم، لأن الأيّام كانت تثبت أحقّيته، وتنامي قوى الشر يجعلها على يقين من مشقّة درب لا بدّ من سلوكه لمن رام النجاة.
ولكن تلك العاطفة الجّياشة التي تربطها بي، تجعل تلك الدموع تترقرق بحنان، لتسيل على تلك الوجنتين الطاهرتين مع كل دعاء: “اللهم احفظه، واحفظ كل المقاومين، وأعدهم إلينا سالمين غانمين”.
كنت ابتسم في سرّي مشفقاً على حالها، وصور لقاء الأولياء ترتسم في بالي، وهي أمنية عزيزة، لكنني كنت أؤمّن على دعائها لأننا نحتاج لوجودنا كي نبيد هؤلاء الكفار الفجرة الذين خرجوا إلينا من كوّة في جدار الزمن، آتين من جاهلية عمياء، ولأنني لا أريد أن أجرح قلبها العطوف بفقدي، وكنت أردّد في سري لو أنها علمت ما لأمهات الشهداء من كرامة، لبردت نيران قلبها واستكانت.
أما أنا فبين هذا وذاك، سلّمت زمام أموري لربي، فليختر لي ما يشاء، وليرأف بحالك يا أمي.