مملكة الإرهاب: غباءٌ وتبريرٌ للهزيمة
جريدة البناء اللبنانية-
شوقي عواضة:
أن يجتمع تحالفٌ مؤلّفٌ من خمس عشرة دولة وفي مقدمتهم أميركا وبريطانيا ومشاركة من الكيان الصّهيوني هذا أمر «مبرّر»ٌ لشنّ أكبر عدوانٍ على اليمن للعام السّابع على التوالي، بينما أن يستعين اليمنيّون بحلفائهم فهذا أمرٌ خطيرٌ للغاية وهو خرقٌ للقوانين والأنظمة الدّوليّة وحقوق الإنسان!
وبغضّ النّظر عن الفيديو المركّب الذي عرضه العميد تركي المالكي المُتحدّث باسم التحالف الإرهابي بقيادة السّعوديّة والذي أظهر عدم تطابق حركة شفاه المتحدّث في الفيديو مع حركة الصّوت فإنّ المؤتمر لم يكن سوى إعلان هزيمة التّحالف الإرهابي على يد اليمنيين، واعتراف واضح بالفشل الكبير لعدوانٍ استخدمت فيه أكبر ترسانةٍ عسكريّةٍ متطوّرةٍ بعد الحرب العالميّة الثانية. وما أكّده المالكي في مؤتمره الصّحافي لم يكن إلّا تأكيد المؤكّد الذي فرضته الوقائع الميدانية على مدى سنوات المواجهة والتي تقول ما يلي:
1 ـ انتقال الجيش اليمني واللّجان الشّعبيّة من مرحلة الدّفاع إلى مرحلة الهجوم.
2 ـ تطوير القدرات الصّاروخيّة البالستيّة وصناعة الطّائرات المسيّرة في ظلّ حصارٍ مطبقٍ على اليمن.
3 ـ خلق موازناتٍ جديدةٍ تمثّلت بالعمليات الخارجية التي نفّذتها وحدتا الصّواريخ والطّائرات المسيّرة ونقل المعركة إلى العمق السّعودي.
4 ـ اتساع رقعة السّيطرة للجيش اليمني واللّجان الشّعبيّة وتحرير العديد من المحافظات.
5 ـ إعلان هزيمة العدوان بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ من خلال تقديم تبريرات الهزيمة وذلك بإعلانه أنّ حزب الله هو من يقود المعركة.
مشهدٌ مثيرٌ للسّخرية أن يظهر قائد أقوى حلفٍ عسكري في مقدّمته الولايات المتحدة الأميركيّة والسّعودية وهو إنْ دلّ على شيءٍ فإنّما يدلّ على غباء قيادة هذا العدوان وفشله المدوي وعقليته التي لم ولن تستوعب أنّه مُني بهزيمةٍ شعواء على أيدي اليمنيين وهذا لا يقلّل من أهمية حزب الله الذي غيّر معادلات في المنطقة، فحزب الله لا يخفي العلاقة مع اليمنيين والتّضامن مع اليمن بل ودعم اليمن في مواجهة العدوان والتّصدي له وهذا أمر معروف للرّأي العام وما قدّمه المالكي ليس بجديد بل أكّد على أنّ قوّة محور المقاومة في تصاعد مقابل تراجع قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسهم أميركا والسّعودية وما أراد إيصاله من رسائل من خلال عرض الشّريط المفبرك هو لاستهداف الحكومة اللّبنانية ورفع وتيرة الضّغوطات عليها وتحميلها مسؤوليّة هزائمه وبالتالي زيادة العقوبات الأميركيّة وممارسة المزيد من الضّغط على لبنان ليحمل مسؤوليّة كلّ ما جرى في لبنان لحزب الله ليشنّ حربه على المقاومة بوكالته عن الكيان الصهيوني لا سيّما أنه وقف موقف العاجز كما الكيان الصّهيوني من مفاوضات فيينا التي لم ترق للكيانيين.
إضافة إلى ذلك فإنّ تصاعد الجنون السعودي يشتدّ كلّما تحقّق انتصار ميداني في مأرب وما استهدافه للمدنيين سوى نوبة من نوبات الجنون والهزيمة التي بات يعدّ لها الأيّام بانتظار إعلانها من مأرب. ويبدو أنّ حكام الرّياض لم يقرأوا تاريخ الحروب الستة على اليمن أو لم يأخذوا العبرة منها لا سيّما أنّ أنصار الله في حربهم السّادسة احتلّوا قرابة المئتي قرية في مناطق جيزان وغيرها إضافة إلى احتلال جبل النار والدّخان والجابري حينها لم يكن لدى أنصار الله سلاحٌ ثقيلٌ كما اليوم ولا يمتلكون الصّواريخ البالستية والطّائرات المسيّرة، بل كانوا يمتلكون نفس العزيمة التي قاتلوا بها التركي والاحتلال البريطاني وألحقوا بهم الهزيمة.
واليوم ما زال اليمنيون وتحديداً أنصار الله يقاتلون العدوان السّعودي الأميركي «الإسرائيلي» بنفس العزيمة مع تطوير إمكانيّاتهم، وهذا ما لا يحتمله العقل السّادي السعودي المتخم بالجبروت الذي أذلّه اليمني وسحقه خلال السّنوات السّبع من العدوان الذي إنْ استمرّ باستراتيجيّة العناد السّعودي فإنّه سيتحوّل إلى معركة إسقاط النّظام في المملكة التي صدّرت الإرهاب لسورية ولبنان والعراق والبحرين واليمن، تلك المملكة التي أسقطت عروبتها الأرواح التي أزهقتها في تلك الدول والتي حاولت من خلالها أن تثبت قوّتها عليها في حين تحوّلت إلى أداةٍ إرهابيّة تتعهّد الحروب الإسرائيليّة والأمريكيّة على العرب والمسلمين.
أمّا بالنسبة إلى اليمنيين فالآتي سينبئكم بعواقب أموركم والميدان أصدق قولاً من فبركاتكم على حزب الله الذي تهابونه كما يهابه العدو الصّهيوني بل وأكثر. فحزب الله لم يكن سبب هزيمتكم في اليمن وحسب بل كان وسيبقى منارة الشعوب التي أبادت ظلامكم فلا ترسانات أسلحتكم المتطوّرة ولا تحالفاتكم مع أعداء الأمّة وشياطينها ستغيّر من حقيقتكم التي تقول أنّكم لستم سوى مملكة للإرهاب.