ملف البحرين.. في ظل ثبات الشعب وتطورات الإقليم
تتواصل أزمة الثقة القائمة بين النظام والشعب في البحرين نظرا لمسلسل طويل من الممارسات القمعية وانتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبتها عبر الزمن السلطات الحاكمة في المنامة، ومع ذلك يواصل الشعب البحريني إصراره على انتزاع حقوقه المشروعة عبر الوسائل السلمية الممكنة وهو لا ينفك يؤكد على أهمية اتباع هذا المنهج الراقي بالتعامل ولو قابله النظام بكل صنوف التصعيد ومحاولات جره للصدام في كثير من الأحيان، كما ان الشعب البحريني في كل الاوقات أعلن جهوزتيه للخوض في الحوار بما يحقق المصلحة العامة.
وفي ظل استمرار وثبات مواقف الشعب البحريني على مطالبه العادلة والمحقة والتي لم ينفع فيها بطش النظام وضغوطه، وفي ظل الحديث ايضا عن مرحلة من تخفيف التوتر الاقليمي والتهدئة في عدد من الساحات خاصة مع ما نشهده من تراجع في حدة الخطاب الاميركي ومن خلفه السعودي لا سيما باتجاه الجارة ايران، هل سيستمر نظام البحرين في تصلبه ام انه سيعمد خلال الفترة المقبلة الى تليين خطابه او ممارساته بما تتطلبه الظروف الراهنة؟
حول ذلك اعتبرت مصادر بحرينية لموقع قناة المنار إن “الملك البحريني حمد بن عيسى يريد ان يرتب أوضاعه قبيل إتمام أي تسوية محتملة في المنطقة خاصة مع بروز المعلومات ان اجتماعات ايرانية سعودية تعقد للبحث في مختلف الملفات”، ولفتت الى ان “النظام البحريني يسعى ان يكون جاهزا في حال نضوج أي تسوية او في حال عادت واشنطن الى الاتفاق النووي وفق الشروط الايرانية”، واوضحت ان “النظام البحريني يعمل كي لا يتم الضغط عليه من قبل الرعاة الدوليين لا سيما الاميركيين، لذلك فهو يحاول الإيحاء انه مهتم بتسوية الملفات الداخلية وتلك المتعلقة بالناس والمعارضة”.
وأشارت المصادر الى انه “ضمن هذا الإطار اجتمع الملك البحريني بوفد علمائي بحريني”، وتابعت “شرح الوفد خلال الاجتماع بصراحة تامة الأوضاع الصعبة للناس، كما جرى التطرق لمختلف الملفات ومن ضمنها ملف المعتقلين السياسيين والرموز والنشطاء وسحب الجنسيات من المواطنين ونفي المعارضين الى الخارج وصولا الى مسائل تتعلق بالحريات الدينية والسياسية وغيرها من الملفات التي يعاني منها الشعب البحريني في ظل سطوة سلطات النظام الحاكم”، وتابعت ان “الآمال لا تعلق كثيرا على رغبة النظام بالإصلاح او بالمبادرة لمعالجة مشاكل الناس بقدر ما هي محاولة من الملك البحريني لترتيب أوضاعه وركوب موجة التسوية في حال تمت”.
وأضافت المصادر “الآمال تبقى معلقة على ما يجري في المنطقة للتخفيف من معاناة البحارنة الذي مروا بظروف قاسية جدا خلال السنوات الماضية خاصة منذ العام 2016″، وأكدت ان “السلمية هي المطلب والشعار الذي سيبقى مرفوعا لمختلف اطياف الشعب البحريني وقواه الحية والمعارضة”، ولفتت الى ان “الشعب يريد الوصول الى حقوقه بالطرق القانونية والسياسية السلمية بدون ان يجر البلاد الى العنف بما تحمله من أضرار على المصلحة العام والناس”.
لكن يبقى الأهم ان تعرف السلطات البحرينية ان الضمانة لها على المدى الطويل هو تحالفها مع الناس واعتمادها على بناء الثقة المتبادلة مع الشعب لانه هو المصدر الحقيقي لأي سلطة ومنبع القوة.
وبالسياق، رأت مصادر موقع المنار ان “البحرين بحاجة لمشروع سياسي شامل يرتكز على الاتفاق على صياغة عقد اجتماعي يشكل ضمانة مهمة لكل الاطراف كون الخلاف والنزاع المستمر منذ سنوات سببه انهيار الثقة بين الحاكم والشعب”، ولفتت الى ان “إعادة ترميم الثقة تحتاج الى هذا العقد الذي يمكن يشكل نقلة سياسية متقدمة تعيد لهذه الجزيرة تموضعها الداخلي والخارجي والتحول السياسي والاقتصادي الذي تحتاجه للنهوض”.