مكانة ترامب الجمهورية تهتز.. وبنس منافسه المحتمل
موقع العهد الإخباري-
د. علي دربج:
يبدو أن المكانة السياسية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد بدأت بالاهتزاز، وربما أخذت بالتراجع نوعًا ما. فالرجل الذي كان صانعًا لعشرات المرشحين الجمهوريين، ممن كانوا يجهدون للفوز بتأييده والحصول على رضاه، بات يتريث في الترشح لمنصب الرئاسة الأمريكية مجددًا، بعدما لمس تبدلًا في مزاج الناخبين تجاهه.
ترامب الغارق في أحلام الجلوس على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض التي يعتقد أنها سرقت منه، ولم يترك طريقة أو وسيلة (قانونية أو غوغائية) إلا وفعلها لاستعادتها، أراد أن تكون الانتخابات التمهيدية هذا العام ـــ التي جرت في أيار الماضي استعدادًا للانتخابات النصفية المقررة في تشرين الثاني المقبل ـــ فرصة لقياس قوته ونفوذه وقدرته وسلطته داخل الحزب الجمهوري، من خلال تزكيته لعشرات المرشحين بغية الحفاظ على بصمة في حزبه على عكس أي رئيس سابق آخر.
لكن وقع ما لم يكن بالحسبان، إذ انه بعد انتهاء المرحلة الأولى من الموسم التمهيدي (نظام الانتخابات التمهيدية المباشرة في الولايات المتحدة، هو عبارة عن عمليات حزبية داخلية تجرى لاختيار مرشح (أو مرشحين) من حزب سياسي ما، للمشاركة في الانتخابات العامة المقبلة، وذلك عن طريق عقد انتخاب داخلي بالحزب نفسه) كان الحكم واضحًا: لقد تم كسر هالة ترامب، وتعرض موقعه في السياسة الجمهورية لضربة كبيرة، بعدما كان يُعد بمثابة الملهم للكثير من أعضاء الحزب الجمهوري.
ما هي النتائج التي حققها ترامب في الانتخابات التمهيدية في بعض الولايات؟
في الواقع إن الشعبية التي حصدها ترامب في فترة قياسية بداية سطوع نجمه الرئاسي، منذ أكثر من خمس سنوات – في أعقاب توليه الرئاسة في كانون الثاني 2017، حتى أيار 2022 – ظهرت آثارها بشكل جليّ وواضح عندما رفض الناخبون ستة أشخاص (أو مرشحين) فقط من خياراته في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.
لكن بحلول نهاية أيار الفائت ـــ ومع عدم الاستخفاف بحجم تأثير الافكار الترامبية (المتطرفة) على الجمهور الامريكي ــــ حقق كل من حاكم جورجيا بريان كيمب، وسكرتير الولاية براد رافينسبيرغر، فوزا كاسحا في الانتخابات التمهيدية، ضد منافسين مدعومين من ترامب بأكثر من 50 نقطة مئوية، مع ان ترامب لديه صندوق مالي سياسي بقيمة 100 مليون دولار.
وتبعا لذلك، شجعت الخسائر المتزايدة خصوم ترامب داخل الحزب إلى حد لم نشهده منذ أوائل عام 2016، وزادت من احتمالات مواجهته منافسة جادة إذا خاض الانتخابات مرة أخرى في عام 2024.
من هم المنافسون لترامب؟
يستعد منافسو ترامب، بمن فيهم نائبه السابق مايك بنس لخوض انتخابات رئاسية محتملة، حيث يقوم بنس برفقة آخرين، بزيارة ولايات رئيسية مبكرة مثل أيوا، كما يعملون على تكثيف عمليات جمع التبرعات الخاصة بهم. ولهذه الغاية خصص حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، صندوقا ماليا لإعادة انتخابه بقيمة 100 مليون دولار. واللافت ان ديسانتيس، اصبح الان حديث العديد من المانحين والناشطين والناخبين المهتمين بمستقبل الترامبية بدون ترامب.
تضاؤل الحماسة لترامب، وصل الى الجماعات المحافظة، ومنها “فرونت لاين “، وهي مجموعة مسيحية محافظة مقرها جورجيا، كانت صوتت مرتين لصالح ترامب، ولكنها تبحث الآن عن شخص آخر.
بالمقابل يصرّ المقربون من ترامب على أن الجمهوريين يعتمدون عليه لتغذية انتصاراتهم عام 2022 وما بعده، ويعتبرون أن شخصية الرئيس السابق ما زالت مهيمنة على السياسة الأمريكية، ويستدلون على ذلك بجمع المزيد من الأموال وتحقيق الانتصارات، أكثر من أي حزب سياسي آخر.
في المحصلة، زادت النتائج التي أفرزتها الانتخابات التمهيدية في بعض الولايات كجورجيا، من مخاوف ترامب الشخصية بشأن مكانته، بعد أن سعى إلى تقديم نفسه على أنه القائد الاوحد والاكثر شعبية في فترة ما بعد الرئاسة.
وبناء على ذلك أخبر ترامب المستشارين، أنه يريد إعلان ترشحه أو ربما إطلاق لجنة استكشافية هذا الصيف. غير ان معظم مستشاري ترامب، يرون أنه يجب عليه الانتظار حتى ما بعد انتخابات التجديد النصفي للإعلان عن ترشحه. ومع ذلك، فإن الإحساس بين الجمهوريين بأن ترامب فقد مكانته السياسية بدأ يترسخ، بمن فيهم بعض المقربين منه.