مقربون من روسيا: روسيا لن تتخلى عن سوريا تحت أي ظرف وضربها خط أحمر
موقع الحدث نيوز:
وقعت روسيا عرضت لتحليلات سياسيّة من قبل العديد من المواقع والصحف المحلية، العربية والدولية، وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي قال فيها بأن “روسيا لن تضرب اي دولة في حال تم ضرب سوريا”، حيث ركّزت الصحف الدولية على هذا العنوان في اخبارها، ناشرة العديد من السيناريوهات لتخلي روسيا عن سوريا بعد صفقة بين بندر بن سلطان والرئيس الروسي فلادمير بوتين.
محللون مقربون من السفارة الروسية في بيروت كما مراكز رفيعة روسية سياسيّة ودبلوماسيّة، ابلغوا “الحدث نيوز” بأن “التكنهات والتحليلات كما التصريحات التي تُنشر في الصحف المبنية على ما قاله الوزير لافروف في ذك المؤتمر، تفتقد إلى التحليل العميق والجدية، ويراد منها دق أسفين بين سوريا وروسيا، وإشعار المواطنين السوريين بأن روسيا قد تخلت عن بلدهم وتركته تحت رحمة الضربة الامريكية المزعومة، وهذا ما سيؤثر على الشعب، ولكن بالحقيقة ما يتم تداوله هو كذب موصوف، وإستغلال بشكل سيء لتصريح للوزير لافروف، فضلاً عن إستعمال هذا التصريح كما زيارة بندر بن سلطان إلى موسكو في إطار الحرب النفسية التي تُشن على سوريا”.
وقالت هذه المصادر، بأن “روسيا تنظر إلى سوريا ليس كحليف فقط، بل كشريك إستراتيجي قومي روسي، أي ان سوريا بالنسبة إلى روسيا هي بعد قومي إستراتيجي روسي عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً، وروسيا من أعلى المراكز ترى ان سوريا هي عمق إستراتيجي لروسيا، وبابها نحو الشرق، وايضاً هي خط دفاع أمامي وأساسي عن حدود روسيا السياسية، الاخذة بالاتساع نحو دول المنطقة بشكل كبير، ولهذه الاسباب إنافاً فإن الصراع على سوريا يأتي من هذا المنطلق، وإن روسيا لن تتخلى عن سوريا لهذه الاسباب الاساسية، والحلف الروسي – السوري هو حلف لا يعكر صفواه تصريح سياسي ترجم حسب اهواء البعض”.
وأضافت هذه المصادر في حديثها للــ “الحدث نيوز”، بأن سياسة روسيا الخارجية وبالاخص نحو سوريا من الناحية العسكرية، لا يتم قياسها على تصريح لوزير الخارجية، المعني بالشأن الدبلوماسي فقط، بل يبنى عليها من خلال التصاريح العسكرية الصادرة عن القيادات العليا في الجيش الأحمر، وهذا ما نجده بكثرة في الاعلام حيث ان هؤلاء الاميرالات الروس الرفيعون لم يبخلوا على سوريا ابداً طوال فترة الأزمة بالتصاريح التي تعطي بعداً روسياً أيضاً للازمة، وهي لم تبخل أبداً بإعطاء سوريا الخبرات العسكرية المادية والتدريبية للدفاع عن نفسها، وفي آخر تصريح للجيش صدر اليوم الخميس وأعلن جهاراً بأن “روسيا على إستعداد لارسال غواصات مضادة للسفن إلى مياه المتوسط”، وهذا يهدف لحماية سوريا، والتردد الغربي الذي تجلى الخميس من إنسحاب أوباما تقريباً من الضربة العسكرية، كما بريطانيا ايضاً يعود سببه لقوة الدبلوماسية الروسية في مجلس الامن، إلى جانب حلفائها في الصين وإيران، وايضاً سوريا التي لم تتأثر بما جرى، حيث وصلت رسائل روسيا العسكرية التي أرسلت للغرب وفهمها جيداً.
وخلص هؤلاء المقربون من روسيا إلى القول بأن “الموقف الروسي الاساسي من سوريا يُأخذ من القيادات العسكرية التي هي لسان حال روسيا ومصالحها الاستراتيجية والقومية البعيدة الأمد وليس من فم السياسة والدبلوماسية ابداً”.
وختم هؤلاء بالقول أن “سوريا بالنسبة لروسيا خطاً أحمراً عريضاً، وضربها ممنوع تحت أي ظرف، والتعرض لها سيدخل روسيا بشكل ما في المعركة، بل هي لن تسمع بذلك تحت اي ظرف، وما يُنشر عن كلام هنا وهناك عن صفقات على ظهر سوريا أمر غير واقعي ومحض كذب، فروسيا لن تتخلى أبداً على سوريا والأيام ستثبت ذلك”.