معلومات وأرقام قياسية عن طائرة "سولار إمبولس 2"
أكملت الطائرة الشمسية السويسرية ” سولار إمبولس 2″ مرحلة أخرى من رحلتها حول العالم بعد أن حطت الأحد 24 أبريل/نيسان في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
واستأنفت “سولار إمبولس” المرحلة التاسعة من محاولتها التحليق حول العالم من قاعدة جوية في جزيرة هاواي، بعد أن خضعت على مدى الأشهر الثمانية الماضية لصيانة بطارياتها التي طالتها بعض الأضرار خلال رحلتها من اليابان إلى الجزر الأمريكية وسط منتصف المحيط الهادئ.
وكانت “سولار إمبولس” قد بدأت رحلتها حول الكرة الأرضية بمعزل تام عن استخدام الوقود الأحفوري في آذار/ مارس 2015 من أبو ظبي.
وصممت الطائرة التي تحمل اسم “Si2” وجرى الكشف عنها سنة 2014 بتقنيات وتكنولوجيا سويسرية للتحليق باستخدام الطاقة الشمسية فقط، فيما كانت في نماذجها الأولى أكبر حجما وأثقل وزنا من سابقتها التي ظهرت للمرة الأولى 2009.
وانطلقت “سولار إمبولس” في رحلتها متعددة المراحل حول العالم في مارس/آذار 2015 بهدف قطع مسافة 40 ألف كيلومتر، تتوقف خلالها في 12 وجهة كانت مواعيدها محددة مسبقا غير أن الأحوال الجوية اضطرت القائمين على هذا مشروع الطائرة ورحلتها إلى تأجيلها.
ولا تتسع ” Si2″ سوى لطيار واحد في قمرة قيادة يبلغ حجمها 3,8 متر مكعب، ويصل وزنها إلى 2300 كيلوغرام، أي ما يعادل تقريبا وزن سيارة رياضية متعددة الأغراض، كما تمتد المسافة بين جناحيها على 72 مترا.
ويتناوب على قيادة “Si2” طياران هما بيرتران بيكر المتحدر من أسرة مستكشفين وعلماء مرموقين، صاحب فكرة الطائرة ومشروعها، وأول إنسان يطوف في جولة كاملة حول العالم على متن المنطاد، وأندري بورشبيرغ المدير التنفيذي للمشروع وهو مهندس وطيار سابق في القوات الجوية السويسرية، ومتخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
كما يسهم في رفد جهود بيكر وبورشبيرغ طيار الاختبار ماركوس شيرديل الذي يعكف على التحقق من صلاحية “Si2” للطيران، والإشراف على حالتها الفنية قبل وبعد تحليقها.
وتحصل “سولار إمبولس” على الطاقة التي تحتاجها من أشعة الشمس بفضل أكثر من 17 ألف خلية كهروضوئية تغطي جناحيها، لتزود محركاتها بالطاقة اللازمة أثناء ساعات النهار، وتشحن بطارياتها ليلا.
وتحلق الطائرة خلال النهار على ارتفاع أقصاه 8500 متر لاستقطاب أكبر قدر مكن من الأشعة الشمسية فيما تحلق عند الغسق وبعد حلول الليل على ارتفاع 1500 متر لادخار أكبر قدر ممكن من الطاقة وذلك بسرعة قصوى تصل إلى 90 كيلومتر في الساعة.
ويمكن للطائرة أن تحلق باستمرار في ظل الظروف الجوية المناسبة، إلا أن ما يحول دون مواصلة الطيران التعب الذي يحل بالطيار، إذ كانت أطول رحلة يقطعها الطيار على متن “Si2″ بين اليابان وهاواي في الولايات المتحدة الأمريكية، اجتاز خلالها 8.924 كيلومتر في غضون أربعة أيام و21 ساعة و52 دقيقة.
وحطم الطيار و”Si2” رقما قياسيا عالميا غير مسبوق في ميدان استخدام الطاقة الشمسية للطيران.
ويمكن للطائرة حمل إمدادات تلبي حاجيات الطيار لمدة أسبوع كامل من الماء والأطعمة التي يتم إعدادها خصيصا لهذا النوع من الرحلات، فضلا عن الأكسجين الذي يستخدم على الارتفاعات العالية، فيما يتوفر لدى الطيار مظلة وقارب نجاة يمكن اللجوء لهما إذا اقتضى الأمر.
ويستطيع الطيار إلى حد ما، الاعتماد على متن “Si2″ على جهاز الطيران الآلي المزودة به، بما يتيح له الاسترخاء بعض الشيء والحفاظ على حيوية نسبية، كما بوسعه استخدام مقعد خاص لقضاء حاجته إذا اضطر لذلك خلال الطيران.
ويتاح للطيار كذلك الاسترخاء في فترارت قيلولة وجيزة تمتد لـ20 دقيقة، فيما يمنع عليه النوم لمدة تزيد عن ساعتين أو ثلاث خلال الأربع والعشرين ساعة.
تجدر الإشارة إلى أن فريق المشروع يضم أكثر من 100 شخص بين مهندسين وفنيين ومراقبين، يعكفون على متابعة سير الرحلة في قاعدة للمراقبة في إمارة موناكو وهم على اتصال دائم بالطيار والطائرة لتدوين البيانات التي تضم مئات من المؤشرات الفنية عبر الأقمار الصناعية.
وتقدر ميزانية مشروع الطائرة بـ170 مليون فرنك سويسري، كما ساهمت الحكومة السويسرية في رفده، حيث منحت ” Si2″ حق استخدام قاعدتين جويتين، فيما تواصل مؤسسة أمير موناكو ألبير الثاني لحماية البيئة تمويل مركز مراقبة البعثة، فضلا عن إسهامات تقدمها شركات ومؤسسات متعددة تتمثل في تقديم الخبرات والتجهيزات التكنولوجية المتطورة.
ولا يهدف مشروع “سولار إمبولس” إلى نقل الركاب، بل يحمل في طياته رسالة توضح أهمية روح الريادة، ويشجع على إيجاد طرق جديدة لتحسين جودة الحياة البشرية، وحفز البحوث والتكنولوجيات النظيفة والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بما فيه حفاظ على البيئة وخير للإنسانية.
المصدر: “سويس إنفو”