معركة مأرب وسقوط مشروع العدوان..
بعزم كبير يواصل الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدمهم في جبهة مأرب لتحريرها كما غيرها بقية الاراضي اليمني من احتلال قوى العدوان السعودي الاميركي الاماراتي ومن معهم من المرتزقة، وفي سبيل ذلك تخاض معارك شرسة تستميت بها قوى العدوان في محاولة بائسة للحفاظ على هذا المعقل الهام والاستراتيجي في الحرب على اليمن.
مأربولكن أيضا القيادة الحكيمة والقوى الحية والاحرار في اليمن وبالتحديد في مأرب يؤكدون ضرورة تحرير هذه المنطقة في سياق تحرير كامل التراب الوطني، ومعركة مأرب تمثل التداخل الواضح في التعاون القائم بين الادارة الاميركية وبقية قوى العدوان من جهة والجماعات الارهابية لا سيما “داعش” التي يدفع بها الى ساحات القتال بضوء أخضر اميركي، على الرغم من محاولات النزيل الجديد في البيت الابيض جو بايدن الإيحاء أنه يريد إيقاف العدوان عبر الضغط على السعودية والامارات تارة وعبر التراجع عن تصنيف انصار الله في اليمن كتنظيم “إرهابي”، والحقيقة ان الاميركيين يناورون لكسب الوقت بينما الجميع يدرك انه لو صدقت النية لتوقف العدوان في ليلة وضحاها، سواء عبر سحب القيادات والمستشارين الاميركيين او عبر وقف ضخ السلاح والتعاون الامني في إدارة العدوان، كما انه الأجدى بالسعودية والامارات الذهاب الى أراضيهما والدفاع عنها بدل استخدام السلاح الاميركي والبريطاني في قتل الشعب اليمني.
ولعل اللافت في تداعيات ما يجري في مأرب هو ارتفاع “الصرخة الانسانية” لكثير من الدول والمنظمات الدولية التي باتت بسحر ساحر تبحث عن حقوق الانسان اليمني وضرورة تقديم الغذاء والدواء له، بينما لم نسمع الكثير من هذه الاصوات في السابق وعلى مدار ما يزيد عن 6 سنوات من العدوان الجائر على اليمن رغم كل ما ارتكب فيه من انتهاكات يندى لها جبين الانسانية ولم يتم توفير أي شيء لتحقيق غايات المعتدين، بدءا من استخدام الاسلحة المحرمة دوليا وصولا لقتل الاطفال والنساء والشيوخ مرورا بتدمير البنى التحتية والمؤسسات التعليمية والتراثية والصحية، واستهداف ثروات اليمن المختلفة وغيرها من الجرائم.
ولكن ما هي الأهمية الفعلية لمعركة مأرب؟ وأي بعد استراتيجي لها سواء على حاضر ومستقبل اليمن وعلى مشروع العدوان بشكل عام؟
محمد صالح حاتمحول المعركة في مأرب واهميتها وآخر التطورات فيها، قال المحلل السياسي والاستراتيجي اليمني محمد صالح حاتم إن “الشعب اليمني يخوض معركة التحرر والحرية والاستقلال الكامل من الوصاية الامريكية السعودية”، وتابع “أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية يخوضون هذه الايام معركة تحرير مأرب وعودت إدارتها إلى العاصمة صنعاء وهو وضعها الطبيعي”، واضاف “بفضل الله أصبحت قوات الجيش اليمني على أبواب مدينة مأرب وأن دخولها سيكون قريبا جدا”.
وأوضح حاتم في حديث لموقع المنار ان “محافظة مأرب تحتل موقعا استراتيجيا كونها تتوسط عدة محافظات يمنية هي البيضاء وذمار وصنعاء والجوف وحضرموت وشبوة وترتبط بالحدود السعودية وكذا ما تمتلكه من ثروات نفطية وغازية والتي هي ملك للشعب اليمني”، ولفت الى ان “هذه الثروات ينهبها تحالف العدوان ومرتزقته منذ ست سنوات بينما أبناء الشعب اليمني محرومون من دخول المشتقات النفطية”، وتابع “ليس هذا فحسب بل أن مأرب لها مكانتها لدى اليمنيين كونها مدينة تاريخية ذات حضارة كبيرة تقدر بعشرات الآلاف من السنوات ومنها انتشرت القبائل اليمنية إلى مشارق الأرض ومغاربها”، وشدد على ان “اليوم قد حان الوقت لأن تعود مآرب الى حضن الوطن وان تتخلص من دنس الاحتلال والارتهان للعدو الخارجي”.
معارك مأربواكد حاتم ان “ما نسمعه من صراخ وعويل من قبل السفيرين البريطاني والامريكي والمبعوث الاممي واستنكارهم وتنديدهم بسبب تقدم قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية نحو مأرب وخوفهم من حدوث كارثة انسانية حسب زعمهم، إنما هو دليل على أن خروج مأرب من تحت سيطرتهم يعني سقوط مشروعهم وفشل مخططهم الذي رسموه منذ سنوات وهو تقسيم اليمن وتجزئته إلى دويلات وأقاليم صغيرة”، وسأل “لماذا لم نسمع هذا التنديد والاستنكار والعويل والصراخ من قبل هؤلاء والشعب اليمني يقتل ويذبح بطائرات التحالف السعودي الامريكي منذ ست سنوات؟”.
واشار حاتم الى ان “سقوط مأرب يعني سقوط مشروع الاقاليم وتطهير مأرب من قوات تحالف العدوان ومرتزقتهم لا سيما داعش والقاعدة يعني سقوط الخلافة الوهابية الداعشية التي كانوا يعدون لها ويعتبرون مأرب عاصمتها ومنطلق الاعمال الاجرامية والتكفيرية”، ورأى ان “معركة مأرب هي معركة كل اليمنيين الشرفاء والاحرار الوطنيين وهي المعركة الحاسمة والفاصلة التي سترسم ملامح المستقبل في اليمن وهي من ستصنع السلام الشامل والكامل للشعب اليمني”.