معركة دمشق حسمت الأمور: القاعدة وجبهة النصرة خسروا
صحيفة الديار اللبنانية:
تجمع المقاتلون المعارضون السوريون حول دمشق وبعدما سيطروا على درعا قرروا الاتجاه من درعا نحو العاصمة دمشق، على اساس ان هذه الطريق التي تربط دمشق بـ عمان هي المحور الاساسي والشريان الرئيسي لسوريا. وفي المقابل من جهة النبك ومن جهة حمص، جاء مسلحون الى حي الركن الاسود وحرستا وداريا وانتشروا حول دمشق معتبرين انهم فشلوا في حلب وحمص وحماة لكن معركة دمشق ستكون الحاسمة.
مع بداية المعركة، تقدم حوالي 500 عنصر من المسلحين على طريق درعا واخذوا مواقع لهم على جانبي الطرق في انتظار ان يتقدم الجيش السوري ويقصفهم. وبعد دقائق بدأت معركة عنيفة بين الجيش السوري النظامي والمعارضين المسلحين وهاجموا الدبابات بصاروخ صقر الذي صنعه الاخوان المسلمون في مصر وجلبوه الى سوريا. لكن الميغ 29 كانت جاهزة وبدأت بقصفهم فضربتهم ضربات جوية قوية، حتى أن القنابل كانت مسموعة الى دمشق، وبذلك تم تدمير الـ 500 عنصر الذين بدأوا بالهجوم. وبعدها كان يتحضر 3 الى 4 الاف مسلح، على اساس ان 500 عنصر يفتحون الطريق ثم يتقدم فيلق او قوة من 4 الاف مسلح باتجاه دمشق من عدة طرق ومن كل النواحي.
لكن كتيبة مدرعات مع كتيبة وحدات خاصة، كمنت على الطريق وجوانبها اضافة الى الانتشار في بساتين الزيتون والمنطقة. وهناك حصلت المعركة الكبرى، حيث اشتبك اكثر من 1500 جندي سوري مع دباباتهم مع 3 الاف مسلح آتون من درعا ومعهم صواريخهم وجهوزيتهم.
لم يطلب قائد القوة البرية دعم طيران وطالب بابتعاد سلاح الجو لان القوى متقاربة جدا والقتال يدور على مسافة 20 متر و10 امتار. وبسرعة استطاعت كتيبة الدبابات تدمير الآليات التي يأتي بها الجيش السوري الحر وهي رباعية الدفع، ثم قام بتدمير الشاحنات التي عليها مدافع مضادة للطائرات.
ثم تقدم قائد القوة السورية مع فرقة من 50 عنصر وهاجموا مركز القيادة للمجموعة التي تدير ثلاثة الاف عنصر مسلح معارض، فسيطروا عليها سيطرة تامة وطوّق الجيش العناصر التي رمت السلاح لكن بعضهم رفض ذلك وقام بتفجير احزمة ناسفة بين الجنود، عندها اعطى امر قائد القوة السورية في الجيش النظامي بالتراجع قليلا وفتح النار على كل من يحاول الاقتراب ومعه حزام ناسف. وبدأ المقاتلون يرفعون ايديهم ويرفعون قمصانهم ليظهروا انهم لا يحملون حزام ناسف. وكل هؤلاء تم اعتقالهم دون قتلهم. اما الذين كانوا يحملوا حزام ناسف فقد قتلوا اما نتيجة التفجير اما نتيجة اطلاق الرصاص.
وهكذا حصلت معركة دمشق من ناحية درعا فاصيبت القوى المسلحة بضربة قاضية ونقلت الى مستشفات درعا اكثر من 1100 جريح وكانت السيارات تتراجع بدلا من ان تتوجه الى دمشق وتذهب الى درعا لوضع الجرحى في المستشفيات خاصة وان الذخيرة لدى المسلحين الذين كانوا يعتقدون ان المعركة سهلة، بل انسحبوا وتقدم الجيش السوري على طريق درعا وبات غير بعيد عن المدينة.
اما من الجهة الثانية من ناحية حمص فكان المسلحون على موعد مع ضابط منشق ينتظر وصولهم ليعلن انشقاق كتيبته، ولدى بدء المعارك اعلن الضابط الانشقاق ودعا كتيبته للانضمام الى المسلحين والهجوم باتجاه دمشق. لكن الجنود، رفض قسم كبير منهم ذلك وقسم آخر لم يقاتل بل انسحب من الوضع. وهاجمت القوة التي يقدر عددها بـ 7 الاف عنصر دمشق من كل الجهات انطلاقا من الطريق الخلفية لجبل قاصيون، وصولا الى السهل والى احياء دمشق القديمة، والى المدخل الرئيسي للطريق حيث المخازن والمعامل.
ودارت معركة بين القوة الضاربة السورية والدبابات مع المسلحين، لكن قائد القوة اعطى امر بعدم استعمال الدبابات، لانه لا اهداف تصلح لضربها بمدافع الدبابات بل ركز على القتال الفردي والشخصي فطلب من 4 سرايا مقاتلة تتألف الواحدة من 100 عنصر من الهجوم واختراق جبهة المعارضين المسلحين. فاخترقوها وبسرعة انهار هجوم عناصر القوى المسلحة المعارضة التي قالوا لها ان دمشق سهلة ومنتهية وساقطة قبل بدء الهجوم.
وقال احدهم اثر التحقيق معه انا لم اكن اعرف ان الامر كذلك، بل قالوا لي انك ستذهب الى دمشق وتحصل معركة بسيطة وتدخل الى دمشق.
اثر ذلك بدأ عناصر من الـ 7 الاف الذين هاجموا بالتراجع نحو حمص، فلاحقتهم الطوافات ثم قامت بانزال وحدات حاصة على الطريق خلفهم لقطع الطريق عليهم، في ذات الوقت كان الميغ 21 تلعب دورها في قصف مراكزهم وتجمعاتهم، الى ان بدأوا يصرخون اننا استسلمنا. وبعد تلك المعركة جاءت ألوية من الفرقة الرابعة المسؤولة عن دمشق وقامت بتطويق الامكنة كلها واعتقال قسم كبير اضافة الى نقل الجرحى الى المستشفيات، اضافة الى السيطرة واخذ المراكز كي لا تأتي مجموعات اخرى. وقامت عناصر من القاعدة وجبهة النصرة لاهل السنة بتفجير انفسهم بين الجنود السوريين، فقُتل اكثر من 110 عنصر وضابط من الجيش النظامي السوري مقابل مقتل حوالي 800 عنصر من القوة المعارضة المسلحة، لكن هجوم دمشق الذي كانوا قد وعدوا بها القاعدة باتصالاتهم بكل العالم بان دمشق ستسقط في 8 نيسان، ذهب ادراج الريح واصيبت المعارضة المسلحة بضربة قاضية ولم يعد لديها مكان لا للرجوع الى حمص ولا للتمركز في دمشق. واعطت السلطات السورية بتوجيه من الرئيس بشار الاسد ابلاغا للقوى المقاتلة ان كل من يسلّم سلاحه سوف يحاكم محاكمة عادية ويطلق سراحه فورا. وهذا وعد بشرف عسكري للمسلحين. عندها تقدم المئات ورموا سلاحهم وبدأوا يسلمون انفسهم الى لواء في الفرقة الرابعة، حيث بدأ نقلهم بشاحنات الى دمشق للتحقيق معهم.
وبهذه المعركة، تكون دمشق قد ارتاحت من ناحية حمص ومن ناحية درعا. اما من ناحية داريا التي هي اعلى من دمشق وهي تشكل تلة كبيرة فيها قرية يوجد فيها 40 الف نسمة فانها كانت تزعج دمشق دائما برمي القنابل عليها، فقامت الطوافات بانزال عناصر وحدات خاصة في اخر نهاية القرية في جبل قاصيون وبذلك استطاعت الوحدات الخاصة جذب المقاتلين الى الوراء فيما كان لواءان من الفرقة الرابعة يهاجمان داريا حيث الاحياء الداخلية لا يستطيع الجيش السوري النظامي الدخول اليها، لكن تم اتخاذ القرار بالدخول والتفتيش من منزل الى منزل، وبهذه العملية خلال 4 ساعات الى 8 ساعات استطاع الجيش السوري النظامي من انهاء معركة دمشق خاصة في داريا حيث يقول محللون عسكريون ان اكثر من 6 الاف مقاتل سلموا اسلحتهم والان يجري فرزهم ليذهبوا الى السجن ومنهم للافراج عنهم بعد التزامهم بعدم القتال بعد الان شرط الا يكونوا اغتصبوا نساء او قتلوا رجال من الجيش.
ومن خلال السيطرة على داريا اصبحت دمشق من الجهات كلها محمية ومسيطر عليها، وعادت الحركة الى داخل دمشق مثل الاول، انما بالنسبة للمدارس ستبقى على حداد لمدة ايام لحين وضع اسلاك شائكة حول المدارس ومنع مرور السيارات قربها او توقيفها لان الاهالي لن يرسلوا اولادهم قبل الطمأنينة الكاملة.
ان معركة دمشق معركة تاريخية والجيش السوري لم يعلن تفاصيلها لانه لا يريد الظهور في الاعلام، لكن يبدو ان المعارضة وخاصة جبهة النصرة لحماية اهل السنة، اضافة الى تنظيم القاعدة، اضافة الى الاخوان المسلمين تلقوا ضربة قاضية لن يستطيعوا قبل شهر التحرك عسكرياً الا من خلال ارسال افراد مع احزمة ناسفة. وهذا الامر لا يمكن معالجته ويأخذ وقتاً طويلا للانتهاء منه.