معاريف: حروبنا الثلاثة ضد حماس فشلت.. وعلينا تغيير قناعاتنا
صحيفة معاريف الصهيونية ـ
شمعون شتاين و شلومو بروم:
إن جولة حربية ثالثة خلال ستة سنوات تشير الى أن القناعة التي وجهت اسرائيل حتى الآن فشلت.
البديل المطروح أدناه يقترح قناعة مختلفة تحمل في طياتها امكانية للتغيير التدريجي وخلال فترة زمنية وأيضاً بالمواقف الاساسيه لحماس، سيكون امامنا خيارين: إما أن يندمج التنظيم بعملية الاستقرار في غزة وعندها يجد نفسه مضطراً لتغيير مواقف أساسية ويبتعد عن العنف، أو يتمسك بالعنف ويتحول بالتدريج الى تنظيم ضعيف سياسيا.
إن مواقف اسرائيل والتي وجدت تعبيرها بالمفاوضات بوساطة مصرية- حتى انهيارها بتاريخ 19 آب/ أغسطس 2014- تشير الى غياب أي تغيير بالقناعة الاسرائيلية لادارة الصراع أمام حماس، باستثناء بعض الملائمات التكتيكية التي فرضها الوضع. بكلمات أخرى، الاستمرارية هي التي توجه راسمي السياسات. هذا بالرغم من الفترات الزمنيه القريبه التي كانت تفصل بين جولات الحرب الثلاثة مع حماس بالسنوات الاخيرة والتي كان من المفترض أن تخلق تحفظات حول فاعلية هذه القناعات.
مركبات أساسيه بالتفكير الاسرائيلي تمنع من تغيير القناعات:
أولاً: رؤية الصراع بين اسرائيل وحماس على انه رابح او خاسر. وتجاهل امكانية ان يربح الطرفين. مثال على ذلك، تحسين وضع السكان في غزة جيد لحماس وجيد لاسرائيل. صحيح أنه يمكن حماس من تحقيق انجازات. لكنه في نفس الوقت يضعها امام ضغوطات للحفاظ على الهدوء. من ليس لديه شيْ ليخسره يؤيد تفجير الوضع عن طريق العنف.
ثانياً: الاعتقاد الذي يقول أنه من أجل إضعاف حماس لا بد من استمرار بقاء السكان في غزة بالحضيض ولكن بدون أزمة إنسانية.
ثالثاً: الإدمان على مصطلح «صورة الانتصار»، حيث أن كل تغيير في سياسة اسرائيل تجاه قطاع غزة تعتبره حماس انتصاراً. لذلك لا يجب تغيير هذه السياسة، ويذكر في هذا السياق أنه في نهاية حرب أكتوبر 1973 قدمت مصر لمواطنيها صورة انتصار في حين كانت القوات الاسرائيلية غرب قناة السويس محاصرة ومع ذلك لم تتضرر المصالح الإسرائيلية، وهناك من يدعي أن هذا أحد العوامل التي حركت العملية التي أدت للسلام مع مصر.
رابعاً: تأييد استمرار عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وهذا الموقف يستند على أكذوبة فرّق تسد والافتراض أنه يمكن عزل المنطقتين ومعالجة كل واحدة على حدة دون أن يكون بينهم تأثير متبادل.
المركبات الأساسية الثلاثة الواجب أن تواجه اسرائيل:
أولاً: الابتعاد عن القناعة التي فشلت والتي تقول إن إدارة الصراع تشكل بديلاً لتسوية الصراع وعودة إلى القناعة التي تسعى لحل الصراع.
ثانياً: استيعاب حقيقة أن عزل الضفة والقطاع قد فشل وبالتالي يجب السعي إلى دمج غزة مع السلطة الفلسطينية كخطوة أولى بهذا الاتجاه، ويجب أن يكون ثمة استعداد للاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية والسعي لأن تمر مواد الإعمار والبناء عن طريق السلطة الفلسطينية وهنا يجب الإشراف على أن يكون رجال أمن السلطة داخل قطاع غزة على المعابر.
ثالثاً: السعي لوجود حياة اقتصادية سليمة بالقدر الممكن بما في ذلك استيراد وتصدير، حيث لا يوجد سبب يمنع من أن تصدر غزة الخضا والفواكه وأشياء أخرى لإسرائيل مع السعي لإرجاع الوضع لسابق عهده عندما كانت مصانع اسرائيل تتعامل مع مقاولين من غزة، وكذلك الحاجة إلى توسيع مساحة الصيد المسموح بها.
بالتوازي مع الاعمار الاقتصادي لغزه توجد حاجه لمنع تسلح حماس من جديد كمرحله ضرورية قد تكون الان غير واقعية وهي نزع سلاح غزة أو بكلمات أخرى: تفكيك حماس وباقي التنظيمات من سلاحهم.
الانفتاح الكبير تجاه السكان وحاجاتهم يسهل عملية التعاون الاقليمي والدولي في مجال منع تسلح حركة حماس، وتحقيق الهدفين الاقتصادي والامني لن يتم دون دمج دول أخرى. يجب السعي لتشكيل ائتلاف يساعد الأطراف على خلق واقع جديد في غزة، وعلى هذا الائتلاف أن يضم دولاً مثل مصر (التي يكون لها دور مركزي لتغيير واقع غزة) والسعودية ودول الخليج والأردن. هذه هي الدول التي تعتبر حركة حماس تنظيماً راديكالياً اسلامياً.