’معاريف’: العلاقات الاسرائيلية السعودية من تحت الرادار.. لا مانع من اتصالات سرّية لا علنية
وأشار ميلمان الى أن هذه الاتصالات موجودة في العقل السعودي، الذي له مصلحة مشتركة ومركزية مع “اسرائيل”، وهي والخصومة مع إيران، فالسعودية كـ”اسرائيل” تخاف من إيران ومن برنامجها النووي المتطوّر ومن محاولتها توسيع “نفوذها” في الشرق الاوسط.
ويذكّر ميلمان في سياق حديثه عن العلاقات الاسرائيلية السعودية، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثناء لقائه وزراء الليكود الاثنين الفائت أعلن أنه لن يوافق أبدًا على قبول “مبادرة السلام العربية” كأساس للمفاوضات بين “اسرائيل” والفلسطينيين، معتبرًا أنه “يجب إجراء تعديلات عليها على الرغم من تضمّنها بنودًا إيجابية”، وشدّد على أنه اذا قيل لـ”اسرائيل” إن المبادرة غير قابلة للتغيير، أي خُذها أو دَعها، فإن سيفضل “دعها”.
وتعليقًا على تصريحات نتنياهو، يتابع ميلمان، سارع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى القول “لا حاجة لإجراء تعديلات على خطة السلام”.
ميلمان يلفت الى أنه سبق أن تحدثت معلومات أجنبية عن أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت التقى مسؤولين سعوديين، وأن رؤساء للموساد بمن فيهم مئير دغان التقوا أيضًا مسؤولين سعوديين”.
ويقول المعلّق الأمني في “معاريف”: “اذا كانت هذه المنشورات صحيحة، فإنه يمكن التقدير بأن رئيسي الموساد اللذين جاءا بعد دغان، تمير باردو ويوسي كوهن، يمكنهما في ظروف معينة أن يواصلا هذه اللقاءات، ولن يسقط أحد من كرسيه اذا تبيّن أن نتنياهو أيضًا نال “ساعات نوعية” مع زعماء السعوديين!”.
المجلة الفرنسية “انتلجنس اونلاين”، يردف ميلمان نشرت مؤخرًا خبرًا عن “اسرائيل” والسعودية بعنوان “التعاون يصبح فنيًا”. وفي عنوان فرعي جاء أن “أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والسعودية تعمل على نحو مشترك منذ بضع سنوات، لكنها قررت مؤخرًا الارتباط في المجال الاستخباري الالكتروني أيضًا. ووفقًا للخبر، فإن موظفين كبارًا من الاستخبارات العامة الرئاسية في المملكة طلبوا في الآونة الأخيرة المساعدة من “اسرائيل” لتحسين قدراتهم الفنية”.
وحسب “انتلجنس أونلاين”، فإن السعودية معنية أساسًا بحلول متطورة في مجال الاعتراض والسابير الاستخبارت، وكذلك رفع مستوى قدرات القيادة والتحكم في مراكزها العملياتية”.
كذلك ذكرت المجلة الفرنسية حينها أن “التعاون المعلوماتي” بين الجانبين أصبح رسميًا أكثر في السنوات الأخيرة ولا سيما في الأشهر الأخيرة وذلك بسبب خوفهما من ايران”، موضحة أن المهندس في الجانب الاسرائيلي للعلاقات الوثيقة هو تمير باردو رئيس الموساد السابق”.
وأفادت “انتلجنس أونلاين” أن وزارة الحرب الاسرائيلية “تسمح لشركات اسرائيلية بعرض عتاد على الرياض، ولا سيما في مجال الطائرات غير المأهولة وتكنولوجيا الصواريخ”.
ويتوقّف ميلمان عند حادثة تسبّبت بخروج “التعاون بين “اسرائيل” والسعودية الى النور”، إذ يرد في متن الخبر حول وفاة مواطن أمريكي في ظروف غامضة في كانون الثاني 2015 وُصف بأنه “مهندس في شركة “البيت” للأجهزة الالكترونية”.
وكان ريتشارد كارمر (50 عامًا) من نيوهمشاير يعمل في كولسمن، شركة فرعية أمريكية لشركات “البيت” للأجهزة الالكترونية. وقد توفي في فندق في مدينة طابوق (تقع على مسافة نحو 200 كم عن العقبة وإيلات) في طابوق حيث يقع المطار العسكري السعودي الأقرب لـ”اسرائيل”. وبزعم السلطات السعودية فإن كارمر انتحر، غير أن أبناء عائلته ينفون هذا الادعاء.