مصير العراق في صناديق الإقتراع
وكالة مهر للأنباء –
فدوى ساتر:
يدلي العراقيون بأصواتهم في أكثر وأهم عملية انتخابية منذ عشرينيات هذا القرن. فالمطّلع على التاريخ السياسي العراقي يدرك تماما أهمية أن يكون للعراق ارادته وسيادته في صناديق الاقتراع بعيدا عن تسلط وهيمنة الحزب الواحد، التي كانت تفرض مرشحا أوحد لا منافس له ولا راي لرعية فيه كما في حكم التكريتي صدام حسين، وبعيدا عن إملاءات الدول الاستكبارية عبر تركيب ادواتها في السلطة.
الاقتراع اليوم وبعد تجربة ثمانية عشر من سنوات الفساد، ومن اختلاط عمل سيء وآخر صالح عبر تكتلات الأحزاب السياسية والدينية، التي تسلمت مقاليد الحكم بعد سقوط الطاغية حسين عام ٢٠٠٣، تأخذنا إلى توقعات في تشكيل حكومة جديدة تختلف عن سابقاتها من الحكومات الممثلة بلوائح الأحزاب، وآخرين من مختلف أطياف العراق في تجربة حكم مريرة أفرزت حالة من انعدام الثقة لدى الشعب وكفران بكل من دخل معترك الحياة السياسية، حتى من كانوا يُحسبون على العمل الدعوي الذي تم تأييده بالمطلق، حين تنفس العراق خارج سجون وبحيرات الملح التي أعدها صدام حسين لكل معارض أو متأفف من حكمه.
سنوات الحكم العجاف بكل ما تخللها من أهوال، مجازر إنسانية ارتكبتها فلول البعث الصدامي تحت عنوان داعش، تجويع، نهب المال العام تحت مسميات رواتب ووظائف وهمية، شاركت بها كل القوى المتحكمة بالسلطة دون استثناء، ورغم الضربات المتتالية والقاتلة التي شنتها قوى العدوان الأميركي بالتآمر مع جهات داخلية لتفتيت العراق، انبثقت من روح المرجعية الدينية الممثلة بقيادة السيد علي السيستاني فتاوى الجهاد دفاعا عن النفس، فوحدت كل الفئات تحت بندقية واحدة كانت بيد الحشد الشعبي، الذي هزم داعش وأربابها.
وها هي فتاوى السيد السيستاني تعلن اليوم الخطوط العريضة لخوض انتخابات المصير، وتضع في رأس ارشاداتها اختيار من لم يتلوث بالفساد، فهل يحفظ الشعب العراقي حشده ومرجعيته في صناديق الاقتراع، لتولد له حكومة عصية على أمواج الطامعين بخيراته والطامحين لاقتطاع أجزاء من أرضه وسمائه؟