مصر ترحّب بالعملية العسكرية الروسية في سوريا: ما فعلته موسكو فاق كل ما فعلته أمريكا ومن معها
وأوضح وزير الخارجية المصري أن ما لدى مصر من معلومات تؤكد تصميم روسيا على مكافحة الإرهاب ووقف انتشاره، مشيرا إلى أن هدفها هو توجيه ضربة قاصمة لـ “داعش” في سوريا والعراق، وفقًا للاتصالات المباشرة مع موسكو.
تصريحات شكري لم تفاجئ الجانب الروسي، ولا متابعي الخارجية المصرية التي سعت كثيرا إلى تغليب الحل السياسي في سوريا، بما يحافظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، تحاشيا لتكرار الفوضى التي ضربت العراق في السابق وتسيطر الآن في ليبيا، كما يتماشى ذلك مع طبيعة العلاقات المصرية الاستراتيجية القوية مع روسيا.
وزير الخارجية المصري سامح شكري
وأشار وزير الخارجية المصرية الى أنّ “ما يمثل قلقا لمصر هو كيفية الموازنة بين الدعم الواضح للضربات الروسية الموجهة للجماعات الإرهابية في سوريا، والعلاقات الاستراتيجية والمصيرية التي تربطها بالسعودية وسائر دول الخليج التي يرى أغلبها ضرورة إسقاط الرئيس بشار الأسد، لأنها استمراره انتصارا لإيران، حسب زعمهم.
فهمي يخرج عن صمته ليعبر عن موقف مصر من الضربات الروسية لداعش سوريا
وفي استكمال لهذه الرؤية، خرج وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي في غير لقاء صحفي خلال الأيام القليلة الماضية، ليؤكد أمرين، أولهما أن مسألة دخول روسيا لا ترتبط بإيران تحديدا، بل ترتبط بوجود فراغ وفشل أمريكيين في التعامل مع الملف السوري.
وأوضح فهمي أن دخول الروس جاء لملء الفراغ الذي خلفته السياسات الأمريكية، وأنهم دخلوا لوجود خشية روسية من التطرف والإرهاب، ولم يدخلوا دعما لإيران، وأن التدخل الروسي هو تمهيد لمرحلة تفاوض، مؤكدا على أهمية الحفاظ على سوريا ككيان ودولة بما في ذلك المؤسسات السورية.
وحول المخاوف من حدوث خلافات بين دول، مثل مصر والسعودية، قال فهمي إن “العلاقة بين البلدين أكبر من قضية بعينها”.
التوافق المصري مع الضربات الروسية لم تتوقف عمليات تأييده عند دوائر صناعة القرار المصرية، بل تخطاه إلى كتاب وفنانين، حيث أكد الفنان نبيل الحلفاوي ان “ردود الفعل حول التدخل ستكشف الضالعين في المؤامرة على سوريا”.. معبرا عن أمله في أن “ينهي التدخل الروسي المحنة في سوريا”.
وفي سياق متصل، أشار الكاتب الصحفي أحمد رفعت إلى أن “ما انجزته القوات الروسية في مواجهة “داعش” وكل الارهابيين في ايام فاق ما فعلته أمريكا ومن معها في أكثر من عام”، وهو ما اعتبره الكاتب “فضيحة بكل المقاييس وتأكيدًا لكل الاتهامات التي كانت تنكرها أمريكا علنا، فها هي الضربات الروسية تؤكد التواطؤ الأمريكي التام مع الإرهابيين طول الفترة الماضية”.
وأكد رفعت أن تصريحات رئيس الأركان الأمريكي، القائلة بأن الحرب على “داعش” قد تمتد لسنوات، كانت تستهدف استمرار الوجود الأمريكي في المنطقة، وهي تفضح الموقف الغربي كله من “داعش”، ومن كل الإرهاب في المنطقة، ومن داعميه ومؤيديه والمستفيدين منه.