مصادر وزارية للديار:طرح 9-9-6 أفسح المجال لـ14آذار لنظرة مغايرة للحكومة
أوضحت مصادر وزارية مطلعة لصحيفة “الديار” أن “طرح رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط صيغة 9-9-6 والتي كانت تطالب بها قوى الثامن من آذار قد افسح المجال امام قوى الرابع عشر من آذار لاعتماد سياسة مغايرة ازاء النظرة الى الحكومة العتيدة، خصوصاً مع ابتعاد رئيس الحكومة المكلف تمام سلام عن الواجهة الاعلامية منذ اكثر من اسبوعين”.
واذا كان آخر مطلب للرابع عشر من آذار لتسهيل التشكيل هو انسحاب حزب الله من سوريا فان هذه المصادر تعتبره “تنازلا بعد ان كان الرفض التام لشراكة الحزب في الحكومة ولا تستطيع هذه القوى الاستمرار خارج مؤسسات الدولة الادارية طوال فترة تصريف الاعمال وهي اذا كانت تريد الحد من خسارتها فانه في اية حكومة مقبلة سوف يكون لها على الاقل الثلث المعطل مع وزارات يمكن بواسطتها تدبير امور البيت الاذاري وهذا ليس بحد ذاته مطلبا مهما لـ14 اذار الا انه يمكن دراسته. اما مسألة انسحاب حزب الله من سوريا فانه مطلب تعجيزي ولا يمكن تحقيقه في ظل التوازنات الجديدة التي اربكت الجميع وخصوصا التقارب الاميركي – الايراني، ونزع الاسلحة الكيميائية للنظام في سوريا وبالتالي فان خيارات 14 آذار ليست واسعة بل محدودة. وبانتظار انتهاء زيارة الوزير الاميركي جون كيري الى السعودية حيث يعتبر نجاحه بابا للعبور نحو تسوية للدور السعودي في لبنان ومن بين الامور تسهيل تشكيل الحكومة، ويبقى اذا تسهلت الامور من النواحي الاقليمية المسائل المعقدة محليا، والنظرة المتفاوتة نحو اعلان بعبدا الذي تريده 14 آذار منطلقا للبيان الوزاري اذا تم تشكيل الحكومة”.
ولفتت هذه المصادر الى ان “فحوى خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الاخير تضمن اشارات قوية نحو متانة موقف حزب الله وقوى الثامن من آذار حول موضوع “الغلبة” اذا صح التعبير لفريق الممانعة في المنطقة وبالتالي لبنان”.
ولا تخفي هذه المصادر “امكانية نجاح جولة كيري في السعودية وتجاوبها مع المسعى الاميركي تمهيدا لترجمته حكومة لبنانية بواسطة تركيبة 9-9-6 وبدون شروط مسبقة على اعتبار ان النائب وليد جنبلاط يعيش شهر عسل مع حزب الله يمكن ان يدوم لسنوات عدة وهذا ما سيكشفه جنبلاط في حديثه الثلثاء المقبل الذي سيعلن فيه صراحة تأكيده لصيغة 9-9-6 وسوف يبرر ذلك بشكل علني وصريح وبالتفاصيل، بل سيعلن أن أمورا كثيرة تغيرت في المنطقة ابتداء من متانة النظام السوري وصولا الى التكاذب الاميركي المعتاد على كل من يحالف الولايات المتحدة، وانطلاقا من هذا الموقف سوف يكون جنبلاط في حل من التوافق مع المستقبل لاعتبارات محلية واقليمية، ولذلك فان الاتصالات الاخيرة مع جنبلاط لم تحل دون اعلانه هذا الموقف وتبنيه حتى الاخير خصوصا انه يقرأ في الافق تغييرات جذرية تم التوافق عليها بين الاميركيين والروس وسوف تتم ترجمتها على الارض وهذا مبعث خوف كبير لديه لذلك فان تكبير الحجر لدى قوى 14 آذار لا ضرورة له بعد التحولات الحاصلة في المنطقة”.
ورأت هذه المصادر ان “امكانية تشكيل الحكومة والاقلاع بها لا يمكن ان يتم الا من خلال اقناع السعودية بجعل حلفائها في لبنان اكثر مرونة قبل ان تصبح الامور اكثر تعقيدا. اما طلب انسحاب حزب الله من سوريا من قبل 14 اذار فيبدو معقدا فلا جنبلاط مقتنع بهذا المطلب الذي اصبح يدور في الافق الاقليمي الكبير ولا 14 آذار يمكنها تحقيقه لذلك فان التركيز سوف يكون على بعض المكتسبات الوزارية خصوصا ان الوضع الامني المتدهور يشكل عامل ضغط متزايد على جميع الافرقاء الذين يعرفون ان لا قرار دولياً او اقليمياً بتفجير الساحة اللبنانية والبديل هو العمل بالتوافق وفق الحد الادنى منه، واذا كان مطلب انسحاب حزب الله لا يمكن ان تتم معالجته لبنانيا وهذا امر مفروغ منه بل اصبح من طيّات الازمة الاقليمية الكبرى وما على الجميع سوى التوافق على الحدود الدنيا لتجنيب البلد خضة امنية كبرى وبالاخص ما يجري تحضيره في مدينة طرابلس والشمال، والذي يبدو انه خرج عن سيطرة الفاعلين في المدينة واصبحت امكانية حله ايضا مربوطة بشكل محكم بالتوازنات الجديدة في المنطقة”. لكن هذه المصادر لا تخفي تخوفها الكبير من انفلات الامور بشكل واسع بعد تفلت امراء المحاور من داعميهم المحليين على الاقل ما يمكن ان يوصل الى بدايات تشبه حرب العام 1975.