مصادر مصرية: لا شيء يمنع اللقاء والتفاهم مع #حزب_الله
ياسر الحريري – صحيفة الديار
اسئلة متعددة حول الزيارة الاستطلاعية المصرية لوزير الخارجية سامح شكري، ظلت في اطار التحليلات السياسية، كون رئيس الديبلوماسية المصرية لم يعلن موقفاً مما ستؤول اليه زيارته، باستثناء تأكيده على الاستماع للجميع، وهو ما حداه على توجيه سيل الاسئلة على الافرقاء اللبنانيين والقيادات التي زارها، ما يؤكد ان القاهرة تريد تأدية الدور السياسي الابرز في لبنان.
مصادر سياسية متابعة للزيارة سألت عن توقيت الزيارة وهل القاهرة مؤهلة في هذا الوضع الاقليمي والدولي ونتيجة اوضاعها السياسية والاقتصادية للقيام بأدوار اقليمية في المنطقة العربية؟ هل تملك القاهرة هامش فتح ابواب الحلول والتسوية في لبنان، والاجتماع بكل الافرقاء بينهم الفريق الوازن في لبنان ـ اي حزب الله – الذي تعلم القاهرة انه كحزب مقاوم يتجاوز دوره لبنان الى سوريا واليمن والبحرين وفلسطين قبلاً وبعداً، وقبل كل هذا، كمقاومة في وجه اسرائيل تكن لها القاهرة كل الاحترام.
بالطبع القاهرة تعلم انها لا تستطيع النجاح اذا ارادت الاستمرار بالمبادرة بعد الزيارة الاستكشافية، بحسب المصادر، خصوصاً ان ملف رئاسة الجمهورية هو حصراً بيد حزب الله وتحديداً الامين العام السيد حسن نصرالله والا اذا اصغت الديبلوماسية المصرية الى بعض المواقف العربية وتحديداً المملكة العربية السعودية، فإنها تحكم على مبادرتها بالفشل.
واكدت المصادر ان هناك من يقول ان الحضور المصري، سيؤدي الى تراجع الادوار الاخرى، وسألت من نصح القاهرة بهذا الشأن يكون قد استخدم الغش في وجه القيادة المصرية ويريد افشال دورها اذا ارادت القيبام بدور ما في لبنان، لأن كل الافرقاء في لبنان غير مستعدين لترك تحالفاتهم الاقليمية والدولية ومصادر التمويل، من اجل الوزير سامح شكري اذا لم تكن قيادته منسقة مع كل من من واشنطن وروسيا وايران وباريس، في الملفات اللبنانية الكبرى ومنها ملف الشغور الرئاسي؟
المصادر تؤكد ان الرياض غير قادرة على الدخول كوسيط نتيجة الكباش الكبير مع ايران، ونتيجة مواقفها من حزب الله وما موقف قادة بعض العرب باعتبار حزب الله ارهابيا في المنتديات العربية والاسلامية الحليفة للمملكة الا تأكيد على ان السعودية تحوّلت طرفاً في الحرب الدائرة ضدّ محور المقاومة، مما يعني ان القاهرة قادرة على تأدية ادوارها الاساسية وليس بالنيابة عن المملكة او عن اي عاصمة عربية او غير عربية، وبالتالي عليها وفق المصادر ان تتجاوز قضية وضعها الاقتصادي والمالي الذي جعلها تساير المملكة العربية السعودية طوال الوقت. لكن في حقيقة الامر ان الدور المصري الحاضر بقوة، يملك قدرة ان يفتح ابواب الحلول الاقتصادية بعيداً عن المسايرة المبالغ فيها احياناً مع دول الخليج العربي.
مصادر مصرية قالت لـ«الديار» ان مصر تقوم بدورها في لبنان ليس بالنباية عن اي طرف اقليمي ودولي، بل مصر لها تاريخها في العلاقات اللبنانية ـ المصرية وطالما كانت حاضرة في الساحة اللبنانية، واشارت الى ان ما يهم مصر وقف ان يكون لبنان ورقة اقليمية وفي الوقت ذاته ترفض اي صدام سني – شيعي فيه، كما تحاول بعض الاطراف العربية والغربية العمل عليه.
وبالنسبة للقاء بحزب الله تقول المصادر المصرية ان اللقاء ممكن وان كانت مصر اليوم تراعي بعض المواقف العربية وتحديداً السعودية نتيجة الوضع الاقتصادي، لكن القاهرة تعلم انها لا تستطيع النجاح في لبنان دون التواصل مع كل القوى اللبنانية الفاعلة، وفي الطليعة حزب الله، الذي تكن له السلطات الرسمية المصرية كل احترام، ولن يمنع شيء في المستقبل القريب من التفاهم مع حزب الله والاجتماع به.
ما استشفته المصادر اللبنانية التي اجتمعت مع سامح شكري، كان قريباً جداً من افكار الرئيس نبيه بري في رؤيته للحل، وان رأس الديبلوماسية الرسمية شعر بالارتياح، الى مواقف القوى المصرية من زيارته، لكن تشدد مصادر في 8 اذار على ان لا يحاول البعض في مصر الزجّ، بالقاهرة لتفتح كباشاً مع اطراف اقليميين من خلال الساحة اللبنانية وتوريطها.
المصادر المتابعة تشير الى امرين هامين:
الاول، ان البعض يريد تسوية توافقية تطيح العماد ميشال عون، والمعادلة التي طرحها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ميشال عون رئيساً للجمهورية، وسعد الحريري رئيساً للحكومة، وان المباحثات قطعت اشواطاً كبيرة رغم الخلافات، في مندرجات الشروط المتبادلة.
ثانياً: يريد البعض من مصر الاطاحة بهذه المعادلة وطرح اسماء توافقية لرئاستي الجمهورية والحكومة، كي يكون هو رئيساً للحكومة واسم آخر غير العماد عون لرئاسة الجمهورية.