مصادر للأخبار:المشاورات تخطّت مرحلة القرار بتوجيه ضربة
أكد مصدر مُقرّب من وزارة الدفاع الفرنسية، في حديث إلى «الأخبار»، طلب عدم ذكر اسمه، أن المشاورات تخطّت مرحلة القرار بتوجيه ضربة، وهي تدور الآن حول حجم العملية وطبيعة الأهداف التي يجب أن تحققها.
ويضيف المصدر أن الهدف الرئيسي هو الأسلحة الكيميائية وكيفية منع النظام من استخدامها مستقبلاً عبر عملية عسكرية تكون بمثابة تدخل جراحي.
ورداً على سؤال «الأخبار»، لم يستبعد إمكان استهداف سلاح الجو السوري، مشيراً إلى أن المعارضة المُسلّحة قد تستفيد من الهجوم المُنتظر. لكن ليس هذا هو الهدف الرئيسي للعملية التي ستشن خلال الأيام المقبلة حسب قوله. وكشف لـ«الأخبار» أن سبب الاندفاعة الفرنسية والبريطانية يعود إلى حصول أجهزة استخبارات البلدين على معلومات دقيقة ومُفصّلة حول مسؤولية النظام عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق، مؤكداً أن هذه الأجهزة قدّمت تقريراً مُفصّلاً يتضمن اسم العميد السوري المسؤول عن لواء العمليات الخاصة بالأسلحة الكيميائية، والذي نفذ الهجوم الأخير والهجمات السابقة. وختم بالقول إن العملية يجب أن تؤدي إلى التخلص من هذا العميد.
في برلين، يبدو الوضع مختلفاً؛ فألمانيا تستعد للانتخابات التشريعية بعد أقل من شهر، والأحزاب الألمانية كافة تدرك جيداً أن غالبية الشعب الألماني تقف ضد المشاركة في أي عمل عسكري بعد التجربة الأفغانية.
لذا ربط وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله مشاركة ألمانيا بوجود تفويض أممي.
وتخشى حكومة برلين من أن تنجرّ إلى التدخل بنحو أو بآخر، إذ إن الجيش الألماني نشر بطاريات صواريخ باتريوت في تركيا لأغراض دفاعية فقط، ولكن إذا ردّت سوريا على هجمات الأطلسي بقصف تركيا فهذا يعني أن القوات الألمانية هناك ستشارك وتصبح جزءاً من المعركة. وهذا ما يقضّ مضجع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تريد الوصول إلى الانتخابات من دون أن تعرض شعبيتها للخطر. فسيناريو كهذا سيكون بمثابة هدية للمعارضة ستوظفها بالتأكيد في المعركة الانتخابية.
من جهته، رأى الخبير الاستراتيجي هينينغ ريكة، من المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية، في حديث مع «الأخبار»، أن واشنطن تجد نفسها مضطرة إلى توجيه ضربة عسكرية الى سوريا حتى ولو كانت غير راغبة في ذلك.
فصدقية الرئيس الأميركي باتت على المحك، وأي تردد أو تراجع الآن والتذرع بضرورة الحصول على تفويض دولي قد يكون له تداعيات سلبية على الدور الأميركي وصدقيته في ملفات المنطقة، من مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولاً إلى البرنامج النووي الإيراني.
لذا، فإن توجيه ضربة الى دمشق يعني توجيه رسالة إلى إيران أيضاً عن جدية واشنطن حين تلوّح باستخدام الحلول العسكرية وقدرتها على تنفيذ هذه التهديدات.
ويشير ريكة إلى أن التروّي الأميركي نابع أيضاً من تصميم الإدارة الأميركية على الحيلولة دون استفادة الجماعات الإسلامية المتشددة من الهجمات الأطلسية لتحقيق تقدم على الأرض.
وحول مصير العلاقات الغربية مع روسيا في حال حدوث ضربة، أجاب ريكة أن العلاقات الأميركية الروسية ليست في أفضل أحوالها في المرحلة الراهنة، والخيارات المُتاحة أمام روسيا للرد على هذه العملية ليست كثيرة. فموسكو بالتأكيد لن تخوض حرباً ضد الأطلسي من أجل سوريا.
ومن المؤكد أن عملية عسكرية أميركية ضد سوريا لن تحظى بنفس التأييد الذي حظيت به الحرب على أفغانستان، ولكن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لحشد تأييد كبير، ستكون أولى إرهاصاته الاجتماع العسكري الموسّع الذي سيعقده قائد أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتين ديمبسي، في الأيام القليلة المقبلة، في العاصمة الأردنية عمّان مع قادة عسكريين من ألمانيا وتركيا والسعودية وقطر والأردن وبريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا، حيث سيكون الملف السوري النقطة الوحيدة على جدول الأعمال.