مصادر كنسية للديار: الوجود المسيحي بات مهدداً اليوم اكثر من اي وقت مضى
شددت مصادر كنسية في حديث لـ”الديار” على ان “الوجود المسيحي بات مهدداً اليوم اكثر من اي وقت مضى، اذ يعيش المسيحيون في الشرق حالة خوف على مستقبلهم فيدفعون دائماً الثمن، خصوصاً ان المسيحييّن إعتادوا العيش بسلام مما أتاح الفرصة للمتطرفين من كافة العقائد والأعراق لتنفيذ مهامهم واستهداف المخالفين لهم في العرق أو العقيدة بعمليات القتل أو الترحيل القسري من أماكنهم”، داعية ً المجتمعات الدولية الى “التحرك بدل إطلاق الشعارات فقط”.
واعتبرت أن “الدول العربية لم تعد حامية وضامنة للسلم الاهلي ولعيش المواطنين وحرياتهم، خصوصاً ان المسيحية العربية تواجه اليوم خطراً وجودياً في العراق وفلسطين وسوريا، فضلاً عن مشكلات قاسية في لبنان”، لافتةً الى “ما حصل لمسيحيّي العراق اذ تمت تصفية الوجود المسيحي هناك وعلى مرأى من مسيحيّي العالم، والى ما يتعرّض له اقباط مصر يومياً من شتى انواع الضغوطات والحوادث الدامية التي قضى بنتيجتها عدد كبير من الشهداء الأقباط مع ما رافقها من تهديم للكنائس، إضافة الى ما يجري في سوريا من ممارسات مماثلة منذ اشهر، ابرزها الاعتداءات التي طالت بلدة معلولا المسالمة وحجز حرية الراهبات”.
ورأت أن “هجرة المسيحييّن مشهد يتكرّر فإذا به يصبح اليوم مصدر قلق، لأن الأرض التي نشأت عليها المسيحية تفرغ شيئا فشيئاً من مؤمنيها، ومن هنا يجب العمل للحدّ من نزيف الهجرة لان عنوان “الوجود المسيحي في الشرق” يطرح سؤالاً يتردّد بقوة اليوم حول مستقبل هذا الوجود، بعد ان ترافق بألم كبير وانتقل صداه ليشمل كل المنطقة، ما ادى شيئاً فشيئاً الى تفكير المسيحييّن بالهجرة بعد ان شعروا انهم رهائن في هذا الشرق بفعل انعدام الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي الناجم عن تنامي التيارات الأصولية”.