مصادر كريستيانو رونالدو: حلّوا عن حيدر!
صحيفة السفير اللبنانيةـ زينة برجاوي :
لم يكن الطفل حيدر مصطفى (3 سنوات) جاهزاً لكلّ الاهتمام الإعلامي الذي يحظى به منذ الأسبوع الماضي، حين فقد والديه في أحد تفجيري برج البراجنة. فبين مراسلين يستنطقونه، ومواقع تنشر صوره في المستشفى، انتُهكت خصوصيّة حيدر بشكل لم يعد مقبولاً. وما زاد الطين بلّة، تفاعل بعض وسائل الإعلام مع حملة انطلقت على «تويتر»، مطالبة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو بلقاء الطفل.
انطلقت الحملة عبر وسم ChristianoMeetHaidar (أي كريستيانو قابل حيدر) كمبادرة إيجابيّة، لإعطاء بعض الأمل لطفل فقد والديه في ظرف مأساوي. ولم يكن الهدف من الحملة ابتذال مأساة حيدر، أو تحويله إلى مادّة للمزايدات على مواقع التواصل، لكنّ ذلك ما حصل للأسف، مع تسابق المواقع وصفحات «فايسبوك» على جذب «اللايكات» بنشر صوره بقميص ريال مدريد، بحجّة التضامن معه. ولم تعد صورة حيدر مع والديه الشهيدين هي الحدث، بل استُبدلت بصورته وهو يلعب الكرة، وإلى جانبها صورة للاعب البرتغالي.
استُخدم وسم الحملة أكثر من 15 ألف مرّة، وغرّد عبره بعض الفنانين العرب، ومنهم من أعلن نيّته التكفّل بمصاريف سفر حيدر. كما وصلت أصداء الحملة إلى وسائل إعلام أجنبيّة، أشارت إليه ضمن صفحات الرياضة. ونقلاً عن «رابطة مشجعي نادي ريال مدريد» في لبنان، تناقلت مواقع إخباريّة عربيّة خبراً يؤكّد موافقة كريستيانو على مقابلة الطفل. وانشغل الإعلام بالحملة، وكأنّ حياة حيدر باتت تتوقّف على اللقاء بكريستيانو. لكنّ اللاعب لم يعلن الخبر عبر أيّ مصدر رسمي، ولم يؤكّده، ولم يشر إليه عبر صفحاته الرسميّة على مواقع التواصل، كما أنّه لم يردّ على التغريدات التي دعته إلى تحقيق حلم حيدر، واكتفى بإدانة أحداث باريس الأخيرة من خلال نشر صورة تضامنية مع الضحايا.
الصحافية رنا حربي التي كان لها الفضل في إطلاق الحملة، أعلنت عبر صفحاتها على «فايسبوك» و «تويتر» أنّها لن تعطي أيّ مقابلة لوسائل إعلاميّة حول الموضوع، لأنّ «الأمر لا يتعلّق بها بل بالطفل»، بحسب تعبيرها. وأضافت أنّ الهدف من الحملة لم يكن الاستغلال الرخيص لصور الطفل، بل إيصال قصص ضحايا تفجيرَيْ برج البراجنة إلى الإعلام الغربي الذين صنّفهم فوراً كمقاتلين في حزب الله، متفادياً الإشارة إلى أنّهم مدنيّون.
من جهته، عبّر مصدر إعلاميّ مقرّب من كريستيانو رونالدو لـ «السفير»، عن انزعاجه من الحملة الإعلاميّة المحيطة باللقاء بين لاعب الكرة والطفل اللبناني. وأكّد المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه بغية عدم استثمار الموضوع إعلامياً وحصره بالشق الانساني، أنّ رونالدو سيلتقي الطفل في وقت يحدّده لاحقاً، وبعيداً عن وسائل الإعلام، بعد إتمام الإجراءات الرسميّة اللازمة للسفر. وقال المصدر إنّ اللاعب لا يريد أن يثير ضجّة إعلاميّة حول الموضوع، بل أن ينزل عند رغبة حيدر، من دون استعراض وضجّة إعلاميّة في غير محلّها. وأكّد أنّ كلّ ما يجري تداوله في الإعلام من تصريحات منقولة عن أعضاء في فريق «ريال مدريد» حول هذا الموضوع، «غير رسمي وغير دقيق». وطلب المصدر التوقف عن إثارة الموضوع إعلاميّاً، لأنّ رونالدو «أكّد التزامه بلقاء حيدر وبالتالي الرسالة وصلت ويجب الالتفات إلى أمور أكثر أهمية».
وفي اتصال مع «السفير» تمنّت خالة حيدر عليّة طالب احترام «حزن العائلة والتوقف عن استغلال حيدر إعلامياً». وأكّدت «أن تعبير حيدر عن حلمه بلقاء رونالدو جاء من باب المصادفة، وذلك لأن والده كان يلعب معه كرة القدم دائماً، ويزعم بأنّه رونالدو». وأضافت: «يتذكّر حيدر كلَّ ما حدث لوالديه، ولا يستطيع أن يطرد تلك الصورة من خياله، وهناك اختصاصيّة نفسيّة تتابع حالته، وقد رحبّت بفكرة سفره للقاء كريستيانو رونالدو، لأنّ تلك الخطوة قد تريحه من جوّ الحزن الذي يعيشه».