مشاهد عزّ ومرحلة جديدة..
موقع قناة المنار-
أحمد شعيتو:
مشهد عزّ عاشه لبنان أمس، ينضم الى كتاب عزّ كثير الصفحات.. هو مشهد تاريخي سيتكرر في الأيام والأشهر المقبلة، اثار لدى كل لبناني مخلص مشاعر القوة والفخر، رغم المعاناة والصبر… فحين عبرت طلائع قوافل النفط الى هذا البلد المنهك المحاصر ، عبر لبنان وشعبه ومقاومته نحو مسار يؤسس لمرحلة اخرى من القوة والتحدي.
مشهد يسجل في التاريخ لبلد مقاوم اثبت انه عصي على كسر ارادته لا بحروب عسكرية طاحنة ومجرمة، ولا بحرب اقتصادية لا انسانية ظالمة اظهرت من هم الاصدقاء والاشقاء الحقيقيون والفعليون ومن هم المتخلّون بل المتآمرون.
هو بلد يعاني ولكن لا يخلو من صمود شعب ولا تخبو فيه قوة مقاومة، بل هي صاعدة وخلاقة تفاجئ الصديق قبل العدو كل مرة.
نعم هو بلد يعاني وبشدة والمخطط معروف ومنفذو الحصار والتضييق في عدة مجالات مالية واقتصادية معروفون لاضعاف لبنان والانتقام من شعب مقاوم في لقمة عيشه وخدمات حياته، وفي اوهامهم ايضا الانتقام من مقاومته واضعافها عبر التضييق والتضليل لينفضّ كثيرون من حولها ولكن هيهات وهي التي صنعت للبلد والامة نصرا بعد نصر.
وطن تزاحمت عليه المؤامرات وتراكمت فيه آثار الفساد والنهب وتعاون كثيرون من الداخل ومن الاقليم عليه في هذا الحصار الجديد.. وإن لم يكن قويا ومبادرا بمثل القرار الذي شهدنا بداية مفاعيله امس فلن تقوم له قائمة..
هو حدث استثنائي ستتكرر مشاهده في الفترة المقبلة وتتردد اصداؤه في كل مكان لا سيما انه متشعب الابعاد وخطف الاضواء مثبتا عدة امور:
أن المقاومة التي لم تبخل بالدماء والتضحيات لم تبخل بمبادرة لانقاذ الانسان اللبناني ومؤسساته ومرافق حياتية حساسة.
ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دائم الاهتمام بأحوال الناس والمبادر الى كل طريق ولو كنت وعرة للتخفيف عنهم وفي طليعة من يحقق مصلحة اللبنانيين كما حقق قوتهم وحمايتهم وحريتهم.
المقاومة اسكتت كل الاصوات التي زعمت عدم اهتمامها بمعاناة الشعب ، فحزب الله منذ دخول الازمة بل ما قبلها لم يبخل بتقديم كل ما يخفف عن الناس وطأة اوضاعهم والشواهد كثيرة جدا، وهو عبر المسارات السياسية والقانونية كان سباقا بوجه الفساد.
ايران التي وقفت عشرات السنين الى جانب لبنان عبر دعم مقاومته وشعبه ومؤسساته واعماره وبناه التحتية ليس غريبا عنها ان تدعمه مجددا في هذه الخطوة الضخمة.
لولا قوة المقاومة وحضورها ومعادلاتها بوجه الاعداء لم يكن هناك فرصة لتطبيق مثل هذه الافكار. وكذلك معها قوة وانتصارات محور المقاومة وتاثيره.
برزت اهمية دحر داعش والارهاب من سوريا والحدود اللبنانية في اكتمال هذه الخطوة ودخول القوافل آمنة عبر الحدود. هنا حضرت دماء الشهداء والقادة الكبار لا سيما الحاج قاسم سليماني التي عبّدت السبيل، واضاءت مجددا تضحيات المجاهدين والجيشين اللبناني والسوري.
تثبت سوريا مجددا ورغم كل الاصوات الكاذبة والمؤامرات التي شارك فيها لبنانيون في العقدين الاخيرين ضدها انها لا تتخلى عن الاخوة والوفاء.
تؤكد هذه الخطوة الكبرى ان القوة والمنعة وحدها تصنع المستحيل وتكسر جبروت اعتى الدول والكيانات وان الضعيف والمستسلم لا مكان له
ظهر التفاف شعبي لبناني واسع حول هذه الخطوة من مختلف التوجهات وكانت وسائل ومواقع التواصل منبرا مشيدا ومباركا بها على اعتبارها خطوة انسانية ووطنية عامة، رغم بعض اصوات النشاز.
لقد اصيب بالخزي كل من استهزأ بامكانية تطبيق هذه المبادرة العظيمة ووصفها بالمزايدة والوهم ، واصابت المخطط الاميركي الصهيوني الجديد للبنان والذي تنامى منذ عامين بنكسة كبرى.. لقد اسست لمسار ومرحلة جديدة من القوة والاقتدار والتحدي في مجالات عدة قد تتوضح مع الايام ؛ هو انتصار يُفترض مواكبته من قبل الساسة في لبنان والحكومة الجديدة بانجازات حقيقية وقرارات جريئة في اخراج لبنان من ازمته واستعادة اموال الناس ومواجهة اي ضغوط وشروط اميركية ودولية.