مشاركة حزب الله في الحرب على الارهاب تجعل مفتاح الرئاسة في حارة حريك
المعركة واحدة من ليبيا الى مصر والعراق والاردن والجزائر وسوريا ولبنان وهي بين الجيوش والتكفيريين، وما يجري حاليا في ليبيا يؤشر الى «سيسي» ليبي جديد ضد التكفيريين، حيث تعتبر ليبيا الملجأ الاول لهم في العالم العربي، وبالتالي فان المعركة على الارهابيين بدأت في ليبيا ويقودها الجيش الليبي بدعم خارجي حتى لو اضطر الامر الى تدخل خارجي فيها لحسم الامور حيث تقود واشنطن المواجهة بشكل مباشر في ليبيا لاجتثاث الارهاب الذي بات يشكل خطراً على العالم.
المشهد الليبي، وحسب مصادر متابعة لهذه التطورات، يشبه الوضع المصري كذلك العراقي بحيث بدأ الجيش الليبي يواجه الارهابيين، بدعم دولي واذا هُزم التكفيريون في ليبيا فان دورهم سيتراجع كثيرا وستشكل البداية لافول نجم الاسلاميين والاخوان المسلمين في المغرب العربي ومصر.
وتضيف المصادر المتابعة ان اللواء حفتر سيشكل النموذج لضرب الاسلاميين في المغرب العربي وبدعم عربي وعالمي وتحديداً اميركي، وبالتالي فإن خيار الجيوش في مواجهة الارهاب هو الخيار المتقدم حاليا، وهذا ما يجعل خيار الرئيس القوي في لبنان يتقدم ليكمل المواجهة ضد الارهابيين.
وتتابع المصادر، ان حزب الله هو طرف اساسي في المواجهة ضد التكفيريين الى جانب الجيوش العربية، ووجه لهم الحزب ضربات قاتلة في القلمون ودمشق ولبنان حيث هُزم هؤلاء في كل المواجهات مع حزب الله وهذا ما شكل ارتياحا دوليا.
وتؤكد المصادر وتجزم انه لا يمكن فصل الملف الرئاسي عن الحرب على الارهاب، ولذلك فان طريق بعبدا تمر في حارة حريك اولا واخيرا والرئيس القوي هو المؤهل لهذه المهمة. واشارت المصادر الى ان صمود الرئيس السوري بشار الاسد شكل المدخل لهذه المتغيرات الكبيرة وللبدء بالحرب المضادة ضد التكفيريين، حيث انتقلت «الجيوش» في ليبيا ومصر والعراق ولبنان من مرحلة الدفاع حاليا الى الهجوم وباتت تمسك بالمبادرة، واستطاعت استيعاب هجوم الاسلاميين ونجاحاتهم الاولى وكذلك شكلت انتصارات القصير البداية لنجاح الهجوم المضاد في مصر والعراق وليبيا حاليا، فيما انتصار حمص اعطى معنويات للجيوش العراقية والمصرية والليبية لاستلام زمام المبادرة والهجوم بدلا من الدفاع.
وتضيف المصادر، هذا هو الاساس في المنطقة حاليا، والجهد يتركز على القضاء على الارهاب والانتخابات الرئاسية اللبنانية ليست في قاموس احد وبالتالي فان الرئيس اللبناني المقبل هو الرئيس الذي سيتابع هذه المهمة لجهة محاربة الارهاب، ولذلك فان الانتخابات السورية ستتم وسيتعاطى معها المجتمع الدولي ومع نتائجها بايجابية، خصوصا ان موازين القوى على الارض تتحكم بالمعادلة الرئاسية والرئيس الاسد هو الاقوى في سوريا ولا منافسين له، وحتى المعارضة الداخلية والخارجية لا تملك اي اوراق لخوض الحرب ضد التكفيريين.
وتكشف المصادر ان ضباطا كبارا في المخابرات الاميركية وصفوا الهجوم التركي على «كسب» بالهجوم «الغبي» ووجهوا انتقادات قاسية للقيادة التركية على هذا الخطأ، وهذا ما ادى الى الانسحاب التركي من المعركة. لكن هذه المواقف لا تعني ان الامور في سوريا ذاهبة الى الهدوء غدا او بعد اشهر، لأن معركة سوريا مع الارهاب «طويلة» و«مكلفة» لكن المعادلات بدأت تتغير وباستطاعة الجيش السوري حسم اي مواجهة خلال مدة محددة، وسيظهرالحسم قريبا في الغوطة الشرقية وفي ريفي دمشق وحلب.
وتضيف المصادر ان التعاون العسكري بين هذه الجيوش يتطور ويشمل الان تعاونا امنيا والامن السوري محور النشاط الاساسي حيث تعج مكاتب مسؤولي الامن السوريين بقادة ضباط المخابرات من كل دول العالم حاملين ملفاتهم لوضعها على طاولات المسؤولين السوريين طالبين تعاونا امنيا ومعلومات عن القيادات الارهابية ودورهم في دول اوروبا حيث يلعب هؤلاء الدور الاساسي في قيادة العمليات الارهابية في سوريا وتنظيم الخلايا في الخارج.
المعادلة وحسب المصادر حالياً، حرب بين الجيوش والارهاب في المنطقة والعالم ولبنان جزء منها، وهي معركة قاسية ومكلفة وطويلة وسوريا وحزب الله شكلا البداية لهزيمة المشروع التكفيري مع الجيش اللبناني وستكون هذه التحولات البداية لانتصار المشروع العربي – الاسلامي الحقيقي لان الحرب بين مشروعين «مشروع الشرق الاوسط الجديد ومشروع الشرق العربي الجديد»، اما الانتخابات الرئاسية فهي لعبة «ولاد» للاطراف الداخلية لان الرئيس المقبل مهمته فقط الانخراط في الحرب على الارهاب والذين عادوا من الولايات المتحدة الاميركية والتقوا كبار المسؤولين فيها، ادركوا ان الهم الاميركي هو هم القضاء على الارهاب ودوره في سوريا وخطره على دول العالم وواشنطن بالتحديد. اما الرئيس المقبل ففهم الزوار ان مهمته محاربة الارهاب وان وايران وسوريا قادرتان على الاتفاق على شخص لهذه المهمة.
رضوان الذيب – صحيفة الديار اللبنانية