مسيرة جماهيرية حاشدة بصنعاء للتنديد بالصمت الدولي تجاه الجرائم السعودية في اليمن
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة تنديدا بالمواقف السلبية للمجتمع الدولي والأمم المتحدة إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان غاشم وحصار جائر من قبل تحالف دول العدوان السعودي وتفويضا لأي خيارات استراتيجية قادمة لصد العدوان .
ورفع المشاركون في المسيرة الجماهيرية تحت شعار ” معا ضد الحصار والعدوان لثلاثي الشر الهمجي ” ، الأعلام الوطنية واللافتات المنددة باستمرار الحصار و العدوان الهمجي الذي يقوده النظام السعودي على اليمن الذي دخل شهره الخامس على التوالي .
وردد المشاركون الشعارات الرافضة للعدوان السعودي والتعاطي السلبي من الامم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه ما يحدث للشعب اليمني من عدوان غاشم تستخدم فيه أسلحة محرمة دولياً وكذا الحصار الجائر بالإضافة إلى الدور السلبي الذي تنتهجه الأمم المتحدة تجاه مظلومية الشعب اليمني والعدوان الأمريكي السعودي وفشله الذريع في تثبيت الهدنة وإيقاف العدوان ورفع الحصار الذي أدى إلى تضرر كل فرد في المجتمع اليمني جراء منع وصول الاحتياجات الإنسانية الضرورية على كافة المستويات من التموين الغذائي والصحي والمشتقات النفطية يجب على الشعب اليمني أن يظهر للعالم حجم المآسي التي يتعرض لها “.
وشدد المشاركون على ضرورة استكمال الإعلان الدستوري وتشكيل حكومة لسد الفراغ الدستوري القائم بما يمكن ثورة 21 سبتمبر من مواصلة مسيرتها حتى استكمال أهدافها .. مطالبين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى الاضطلاع بدورهم الإنساني والأخلاقي في وقف العدوان السعودي الغاشم ورفع الحصار البري والجوي والبحري الظالم على اليمن والعمل على محاسبة ومعاقبة آل سعود فيما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية بحق أبناء الشعب اليمني .
وفي المسيرة الجماهيرية ألقيت كلمتان عن ناصريون ضد العدوان من قبل إدريس الشرجبي، وعن الهيئة الوطنية الشعبية للدفاع عن الوطن القاها عضو الهيئة عبدالله الجفري .. أشارتا إلى أن الشعب اليمني يتعرض لكل أنواع القصف والاستهداف من قبل تحالف دول العدوان السعودي الذي قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ ودمر بأسلوب ممنهج البنية التحتية واستهدف كل مقومات الحياة .
ونددت الكلمتان بعجز المنظمة الدولية ” الأمم المتحدة ومجلس الأمن ” في إيقاف العدوان السعودي على الشعب اليمني وحماية المبادئ والحقوق الإنسانية التي قامت من وأجلها وفي حمايتها حسبما تضمنت الاتفاقيات والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وقالا : لقد أثبت اليمنيون صمودهم وثباتهم وأذهلوا العالم بصبرهم فنحن شعب لا نركع ولا نستسلم ، وإن شعبنا اليمني يقدر تقديرا عاليا مواقف إخوانه في العراق وسوريا وتونس ولبنان والشعوب الحرة التي نددت بالعدوان السعودي الغاشم والظالم على بلادنا “.
وأوضحت الكلمتان أن احتلال عدن يكشف قناع العمالة والخيانة على الوطن ومحاولة إحباط الثورة اليمنية وتحويل عدن إلى طرابلس ثانية من خلال ما يسمى بالمقاومة الشعبية أو الجنوبية والتي هي في حقيقتها داعيشة بدعم سعودي منظم .
وأكدا أن مخطط العدوان السعودي هو إسقاط اليمن ولكن هيهات فالشعب اليمني واقف بالمرصاد لكل المخططات العدوانية والاستعمارية .
وبينت الكلمتان أن نظام آل سعود يسعى إلى إشعال فتنة الصراع الطائفي والمذهبي وتدمير الشعوب العربية والإسلامية من خلال الاستعانة بالمرتزقة والخونة والعملاء وهو ما يتطلب من أبناء الشعب اليمني والشعوب العربية قاطبة الوقوف صفا واحد لمواجهة المؤامرات التي يحيكها النظام السعودي خدمة لمصالح وأجندة أمريكا وإسرائيل .
وناشد الشرجبي والجفري الشعوب الأوروبية والشعبين والقيادتين الروسية والصينية وأحرار العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني برفض العدوان والتأكيد على حقه في الاستقلال من الوصاية الخارجية وفك الحصار الجائر والظالم .
وخاطبا أبناء محافظات عدن وتعز والمكلا بقولهما :” إننا لا نعول على أحد وإنما نعول على الله سبحانه وتعالى وعلى جهودكم وخيارات شعبنا في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن ونبذ العنف والعنصرية والمذهبية والطائفية وكافة أشكال الإرهاب ليتحقق لأبناء شعبنا اليمني كل ما يصبوا إليه من تقدم ورخاء “.
.
ودخل العدوان السعودي على اليمن شهره الخامس حاصداً المزيد من الضحايا ومخلفاً دماراً كبيراً في مختلف المحافظات.
وشن الطيران الحربي السعودي غارات استهدفت سوقاً شعبياً بمركز مديرية حيدان في صعدة ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا. فيما أفادت مصادر طبية باستشهاد سبعة مزارعين جراء قصف سيارة كانت تقلهم ومحاصيلهم في مديرية نعمان بمحافظة البيضاء.
كما طال القصف معسكر القشلة ومقر الأمن المركزي والاستاد الرياضي في مدينة ذمار ومديرية مرخة في محافظة شبوة.
وفي عدن استهدف القصف مدائن هائل والمدينة الخضراء ومنطقة دار سعد.
في هذه الأثناء تحتدم معارك الجيش اليمني ضد العناصر المسلحة المدعومة سعودياً في عدة مواقع بمدينة عدن أبرزها محيط المطار في خور مكسر والتواهي وأحياء المعلا وكريتر .
وتمكنت وحدات من الجيش من استهداف المسلحين بكمائن محكمة ما أدى إلى مقتل العشرات منهم بينهم أجانب.
كما تصدت لزحف المسلحين على مثلث العند وسط غارات مكثفة للطيران الحربي السعودي الذي استهدف أحياء دار سعد ومدائن هايل وقاعدة العند ومواقع في وادي الحسيني والحوطة وجسراً بين لحج وعدن.
وفي تعز تمكن الجيش من السيطرة على مواقع قرب النقطة الرابعة فيما تستمر المعارك في حي الجمهوري وشارع الأربعين والمدخل الغربي للمدينة.
ومن جهة اخرى افادت آخر التقارير الخبرية من اليمن ان الاشتباكات بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وقوات هادي والقاعدة والمرتزقة من جهة اخرى متواصلة في شمال عدن وان المعارك في هذه المدينة اخذت طابع الكر والفر وان الايام القادمة ستحسم الموقف.
اما المعارك في محيط قاعدة العند الاستراتيجية لازالت على اشدها وان الجيش وانصارالله يحكمان سيطرتيهما على هذه المنطقة وفقا لآخر الانباء الواردة من هناك.
على صعيد آخر قام الطيران السعودي الغاشم بعشرات الغارات على المحافظات اليمنية بما فيها العاصمة مستهدفا الامنين وموقعا بين صفوفهم المزيد من الخسائر.
وردا على هذه الغارات قام الجيش اليمني واللجان الشعبية باستهداف المواقع السعودية على الحدود بعشرات القذائف والصواريخ وتدمير الآليات فيها.
من جهتها أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء عمليات إنزال لأسلحة جديدة إلى عدن مؤكدة حاجة البلاد الماسة للمساعدات الانسانية.
وقالت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فانينا ماستراسي في مؤتمر صحفي “نحن قلقون من أنباء إنزال أسلحة جديدة في ميناء عدن، ونعتقد أن هناك 21 مليون نسمة في هذا البلد بحاجة إلى مساعدات إنسانية”.
وحذّرت من “عسكرة الصراع في اليمن” .. داعية مختلف أطراف الازمة اليمنية إلى التقيد بالتزاماتهم بحماية المدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأكدت قائلة “نريد من جميع أطراف الصراع التقيد بالتزاماتهم بحماية المدنيين والسماح بايصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع الحالي في البلاد”.
ولفتت المتحدثة الى تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) التي تشير إلى نقص هائل في المعروض من الدقيق وغاز الطهي في اليمن وارتفاع تكلفتهما بشكل يفوق قدرة الكثير من الناس.
وأوضحت في هذا الصدد ان غاز الطهي ارتفع بأكثر من 264 بالمائة في بعض المحافظات في حين تضاعفت أسعار الدقيق مقارنة بما كان قبل اندلاع الازمة.