مسؤولون أمريكيون: الكويت متورطة إلى جانب مشيخات الخليج بتمويل الإرهابيين في سورية
وكالة الأنباء السورية ـ سانا
تتوالى الأدلة على دور مشيخات الخليج المدعوم أمريكيا وغربيا في دعم الإرهابيين في سورية ماديا وعسكريا حيث أكد مسؤولون من إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما أن الكويت تشكل مصدرا رئيسيا لتقديم الأموال إلى الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة في سورية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم في تقرير لها بقلم كارين دي يونغ عن خبراء تبنت تقديراتهم وزارة الخزانة الامريكية قولهم إن “كمية الأموال التي تدفقت من أشخاص كويتيين ومن خلال الجمعيات الخيرية المنظمة في الكويت إلى المجموعات المسلحة مثل جبهة النصرة وصلت إلى مئات الملايين من الدولارات”.
وفي خطوة لذر الرماد في العيون لابعاد المسؤولية المؤكدة عن نفسها أعربت الإدارة الأمريكية الشهر الماضي عن قلقها إزاء تمويل الكويت للإرهابيين حيث وصف وكيل وزارة الخزانة الامريكية ديفيد كوهين الكويت بأنها “بؤرة لجمع التبرعات للمجموعات الإرهابية في سورية”.
وكان وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي نايف العجمي اضطر في الخامس من الشهر الجاري لتقديم استقالته من منصبه على خلفية اتهامات وجهها له كوهين بدعم الإرهاب في سورية والترويج لتمويله.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكويت شرعنت العام الماضي جمع التبرعات عندما استغلت السلطات الكويتية مقاطعة برلمانية لتمرير قانون جديد بهذا الصدد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى من وزارة الخزانة الامريكية قوله إنه “لمن المخيب للآمال أنه منذ ذلك الحين لم يكن هناك الكثير من الحماس في تنفيذ” حظر لتمويل الإرهاب.
وتابعت الصحيفة إن “السفارة الكويتية في واشنطن لم تستجب للطلبات المتكررة للرد على اتهامات الولايات المتحدة بهذا الشأن”.
وحذرت الصحيفة من أنه في هذا الخليط غير المنظم بات جمع التبرعات للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية مصدرا للتنافس بين الزعماء الدينيين المتطرفين ورجال الأعمال الكويتيين فضلا عن توجيه التبرعات من المواطنين في دول الخليج الأخرى الى الارهابيين في سورية.
وأكدت الصحيفة أن كويتيين أثرياء يروجون لهذا الأمر في الصور ومقاطع الفيديو التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وغالبا ما يقدمون الأموال والإمدادات مباشرة إلى المجموعات الارهابية مثل جبهة النصرة التي صنفتها وزارة الخارجية الامريكية نفسها منظمة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة موضحة إنه “لدى العديد من هذه المجموعات المسلحة التي تطلق على ألويتها العسكرية في بعض الأحيان اسم الشخص الممول ممثلون وهيئات اتصال في الكويت”.
وأكد مسؤول الخزانة أن “وفود كبار الخزانة سافروا الى الكويت عشرات المرات في السنوات الثلاث الأخيرة للحديث عن قضايا تمويل الإرهاب” موضحا “لقد شهدنا هذا الوضع تمويل الارهاب عدة مرات وبطريقتين احداهما تقوم على جمع التبرعات بعمليات الاحتيال الصريح فيما يزعم انه لصالح جمعية خيرية غير انه في الحقيقة مجرد عملية لضخ المال إلى الجماعات المتطرفة”.
وقال إن “الطريقة الاخرى وهي الأكثر شيوعا تتم عبر منظمات تعمل على دفع الأموال من أجل البطانيات والخبز والمدارس في ظاهر الامر لكنها في حقيقة الأمر تقدم الدعم للأنشطة الإرهابية” مضيفا أن “رأينا الثابت هو أنه لا يمكنك تطهير الأموال التي تذهب لدعم العمليات الإرهابية من خلال إعطاء المال أيضا لأولئك الذين هم بحاجة” إليها.
يذكر أن العديد من الجهات الرسمية والشعبية الغربية بدأت في الاونة الاخيرة تبدى تخوفها من مخاطر استمرار تدفق الإرهابيين إلى سورية واحتمالات عودتهم إلى بلادهم بعد تزودهم بأفكار متطرفة وخبرات قتالية في مجال العمليات الارهابية وهو الامر الذى جاء بعد أن ساهمت هذه الدول نفسها وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والانظمة التابعة لها بينها آل سعود ومشيخة قطر وحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بزعامة رجب طيب أردوغان بتمويل وتسليح المجموعات الارهابية وكذلك تسهيل حركة وعبور الإرهابيين إلى الأراضي السورية.