مرشحة ترامب لمنصب مبعوثة بلاده لدى الأمم المتحدة تواجه تحديات صعبة
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، لتكون ممثلة لبلاده لدى الأمم المتحدة، ولكن سيرتها الذاتية القليلة الخبرة في مجال السياسة الخارجية، ستضعها أمام تحديات صعبة، وفقا لرأي خبراء.
لقد أعلن ترامب عن قراره هذا يوم الجمعة، مشيدا بالسيدة ذات الـ48 عاما، بأنها شخصية “موهوبة وذكية وسريعة البديهة تماما”، وعملت بصورة جيدة مع وزير الخارجية مايك بومبيو.
وأعرب مسئولون بارزون بالبيت الأبيض، ومنهم بومبيو والمتحدثة باسم البيت الأبيض، سارا ساندرز، عن دعمهم لنويرت، التي عملت لفترة طويلة مع شبكة ((فوكس نيوز)) الإخبارية، قبل أن تنضم لوزارة الخارجية الأمريكية في إبريل 2017، وعبروا عن الثقة بأنها ستكون “صوتا قويا للولايات المتحدة” في الأمم المتحدة.
ولكن اختيار نويرت، وهي مواطنة من إلينوي، لتمثيل الولايات المتحدة في منظمة دولية، اعتبره خبراء اختيارا غير موفق، لأن المذيعة المخضرمة ليس لديها سوى القليل من الخبرة في صنع القرار السياسي الخارجي، ولم يمض على وجودها في الخارجية الأمريكية سوى أقل من سنتين.
في تصريح لـ((شينخوا))، قال كريس غالديري، وهو بروفيسور مساعد في كلية سانت انسليم، إن اختيار نويرت لتحل محل نيكي هايلي قد أظهر “أن ترامب يثمن الجزء الخارجي والمباشر من الحوكمة والدبلوماسية”.
وبالنسبة لداريل ويست، وهو خبير بارز في معهد بروكنغز، فإن الإخلاص (لترامب) هو العامل الأساسي. فقد عينها لأنها مخلصة شخصيا له، وتؤيد أهداف سياساته الخارجية”.
وأضاف هذا الباحث “أنها تؤيد تعاملا أمريكيا أكثر قوة مع العالم”.
وبعد أن اختارها ترامب لهذا المنصب، يرى الخبراء المعنيون أنها ستواجه جلسات استماع صعبة جدا بالكونغرس الأمريكي، حول مؤهلاتها، للمصادقة على تعيينها.
ويعتقد البروفيسور غالديري أن افتقارها للخبرة الدبلوماسية، سيكون نقطة ضعف واضحة لن يسمح المشرعون بمرورها مرور الكرام، مضيفا “أن المعارضة الأقوى صوتا ستأتي من الديمقراطيين”.
ومضى غالديري يقول “على عكس نيكي هايلي، فإن نويرت لا تمتلك الخبرة في السياسات اليومية، بحيث تساعدها في عملها بالأمم المتحدة”.
كانت هايلي، الحليف الوثيق لترامب، التي أعلنت استقالتها في أكتوبر، قد عملت فترتين كحاكمة لكارولينا الجنوبية، قبل توليها لمنصب الممثلة الدائمة لبلادها لدى الأمم المتحدة.
في الوقت نفسه، يعترف الباحثون المعنيون، أن لدى نويرت بعض النقاط في صالحها.
حيث قال دان ماهافي، النائب الأول لرئيس مركز دراسات الرئاسة والكونجرس في واشنطن، لـ((شينخوا)) “إنه من الجدير بالذكر أنها قد عملت بشكل وثيق حتى الآن مع وزيرين للخارجية، خلال نحو سنتين مضت”.
وأشار ماهافي أيضا إلى أن أولوية إدارة ترامب لمنصب الممثل لدى الأمم المتحدة، هي “متحدث لبق في وقت تجري فيه العديد من النقاشات في الأمم المتحدة، بما يعكس التنافس بين القيم ووجهات النظر بالعالم”.
ويرى داريل ويست أن وجود غالبية جمهورية في مجلس الشيوخ سيساعد على المصادقة على تعيين نويرت بهذا المنصب.
ولكن، حتى وإن تمت المصادقة عليها، فإن ما ينتظرها بالأمم المتحدة، لن يكون سهلا عليها. ويضيف ويست قائلا “إن التحدي الأكبر أمامها سيكون تأييدها لسياسات ترامب، في وقت تكون فيه هذه السياسات مثار خلاف شديد في العالم”.
ويضيف هذا الخبير أنه “كل من الأصدقاء والخصوم، يشككون في مبدأ أمريكا أولا، لأنه تسبب في الكثير من التصدعات في مختلف علاقات السياسة الخارجية”.